يُعتبر الممثل الكويتي خالد النفيسي من أوائل الذين ساهموا، في تكوين السمة العامة للفن في الخليج، وهو من أهم رواد المسرح الكويتي والعربي، ومؤسس فرقة المسرح العربي.


كان شغوفاً بالمسرح وثائراً على التقليدية في أعماله، ويعد من أشهر الوجوه الفنية التي رسمت الإبتسامة، من خلال تقديمه للعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية.

نشأته وعمله
وُلد خالد صالح إبراهيم النفيسي يوم 26 كانون الثاني/يناير عام 1937 في الكويت، وعاش فيها طفولته ومرحلة المراهقة، ودرس في مدرسة الأحمدية.
كان مثابراً إلا أنه ترك المدرسة بعد وفاة والده، وأصبح مسؤولاً عن عائلته، إضافةً لتربية بنات شقيقته بعد وفاة زوجها.
عمل موظفاً في ميناء الشويخ عام 1954، بعدها مارس عدة أنشطة منها التمثيل، ثم عُيّن موظفًا في صندوق الجمارك، ولم يستمر عمله هناك طويلاً، وفي عام 1962 عمل في وزارة الشؤون الإجتماعية.

أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي
كانت بدايات خالد النفيسي على خشبة المسرح المدرسي عام 1953، بعدها شارك مع فرقة المسرح الشعبي عام 1965 في بعض الأعمال، وفي عام 1966 شارك مع زملائه في مسرحية "ضاع الأمل"، وتتلمذ على يد زكي طليمات، مؤسس الحركة المسرحية في الكويت.
يُعتبر خالد النفيسي أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي، والتي قدمت الكثير من الأعمال المسرحية، فقد شارك مع الفرقة في أول مسرحيةٍ جماهيريةٍ وهي مسرحية "صقر قريش"، ثم قدم مسرحية "ابن جلا" لعام 1962، و"أبو دلامى". وفي عام 1964 قدم معهم مسرحية "عشت وشفت"، وبعدها بعام قدم مسرحية "إغنم زمانك"، ومسرحية "الكويت سنة 2000" عام 1966، ومسرحية "من سبق لبق" عام 1969.
توجه للعمل مع القطاع الخاص عام 1976 في مسرحية "حرم سعادة الوزير"، ومسرحية "بيت بو صالح" عام 1979، ومسرحية "يسوونها الكبار" لعام 1982. وفي عام 1985 قدم مسرحيتين وهما "حامي الديار"، و"ممثل الشعب"، وفي عام 1987 شارك في مسرحيتين أيضاً، هما "دقت الساعة" و"هذا سيفوه".
وفي عام 1997 قدم خالد النفيسي مسرحية "جنون البشر"، ومسرحية "سنطرون بنطرون" عام 2000، ومسرحية "وزير الناس" عام 2002.

أعمال تلفزيونية وسينمائية
لم يقتصر عمل خالد النفيسي على التمثيل المسرحي، فقد قدم الكثير من الأعمال التلفزيونية، وكانت بداياته مع مسلسل "مذكرات بوعليوي" عام 1964، وثم مسلسل "محكمة الفريج" عام 1967، ومسلسل "مواقف" عام 1970، ومسلسل "طيبة وبدر" عام 1976، ومسلسل "درب الزلق" عام 1977، ومسلسل "المصير" عام 1978.
وفي عام 1979، قدم سباعية "زوج سعيد جداً جداً"، والجزء الأول من مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية"، وفي عام 1980 مثّل في مسلسل "أشياء ضرورية"، ومسلسل "الرحيل"، وفي عام 1981 قدّم مسلسل "أبله منيرة"، ومن ثم قدم الجزء الثاني من مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية" عام 1982، ومسلسل "خالتي قماشه" عام 1983.
وفي عام 1984، قدم مسلسل "عائلة فوق تنور ساخن"، ومسلسل "إليكم مع التحية" عام 1985، بعدها تغيّب عن الأعمال التلفزيونية لـ10 سنوات، ثم عاد من خلال مسلسل "الوريث" عام 1997.
وفي عام 2000، قدم خالد النفيسي 3 مسلسلات، هي "بيت بلا أبواب" و"السرايات" و"عيال الذيب"، أما في الأعوام 2001 و2002 و2003 قدم العديد من المسلسلاتن وهي "ديوان السبيل"، و"العضب"، والذي يعتبر الجزء الثاني من مسلسل "السرايات"، و"الشريب بزة"، و"خالتي وعمتي"، و"الحيالة".
وكانت آخر أعماله التلفزيونية قبل وفاته، مسلسلي "فريج صويلح" و"عديل الروح"، عام 2005.
أما على الصعيد السينمائي، فقد شارك خالد النفيسي بعملين، وهما الفيلم القصير "العاصفة" عام 1965، وفيلم "الصمت" لعام 1976، الذي يُعتبر أول فيلم سينمائي خليجي، تعرضه دور السينما العربية.

حياته الشخصية
تزوج خالد النفيسي وإستمر زواجه لمدة 4 سنوات، لينفصل بعدها عن زوجته، من دون أن يرزقا بأي مولود. وبعد ذلك رفض الزواج، كي لا يظلم أية إمرأة معه، بسبب طبيعة عمله.

وفاته
إكتشف خالد النفيسي حبّة تحت لسانه فلجأ إلى الطبيب، والذي بدوره حوّله إلى أحد المشافي، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبيّن أنها ورم سرطاني وصل إلى الغدد اللمفاوية، الأمر الذي إستدعى سفره لإستئصال هذا الورم.
بعد عودته إلى المغرب، أهمل خالد النفيسي زيارة الطبيب، إلى أن تقافم المرض وأحسَّ بشيء ما في صدره، وأصفرَّ لونه، ودخل في غيبوبة لمدة يومين. وهنا أمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، بنقله بطائرة خاصة إلى لندن، لكن بسبب سوء حالته الصحية لم يتمنكوا من نقله، إلى أن توفي يوم 27 آذار/مارس عام 2007 في المغرب، بسبب إنتشار المرض ووصوله إلى الرئتين، ومن ثم نُقل جثمانه إلى الكويت.