موري حاتم إرتبط إسمه في "ذا فويس" إذ اشترك في النسخة العربية والنسخة الكندية من البرنامج، وشق طريقه نحو العالمية، والغناء على أهم المسارح.

إستطاع موري حاتم من خلال صوته أن يقنع النجمة العالمية لارا فابيان بالإستدارة له والإنضمام الى فريقها، إذ راهنت عليه منذ البداية، وتمنّت أن يخطف لقب البرنامج، إلا أنه لم يتأهل الى النهائيات لأسباب عديدة يتحدّث عنها لأول مرّة في هذا اللقاء.

لماذا إتجهت الى The Voice كندا بعد مشاركتك في The Voice النسخة العربية؟
بصراحة مشاركتي في ذا فويس كندا كانت بالصدفة، فأنا كنت أقوم بجولة فنية مع فرقة موسيقية كندية بين الولايات المتحدة وكندا لمدة سنة واحدة، وفي إحدى الحفلات حضر أحد المنتجين من ذا فويس كندا وإقترح عليّ فكرة الإشتراك في البرنامج. في البداية لم آخد الفكرة على محمل الجدّ لأن ذلك يأخذ الكثير من الوقت والتحضير وحرق الأعصاب والتمارين، خصوصاً أنني شاركت في النسخة العربية سابقاً، لكن حين علمت أن النجمة العالمية لارا فابيان هي عضو في لجنة التحكيم قررت خوض التحدّي.

هل تهمك العالمية أكثر من المحلية؟
بنظري وبنظر معظم الفنانين أنه يجب علينا البدء من البلد الأم وبعدها ينطلق الفنان الى العالمية، وهذا ما حاولت أن أفعله، فعملت على الموهبة، وعلى مسيرتي بعد ذا فويس العربي، وأطلقت في الحفلات أغنيات تشبهني، وعندما تلقيت العرض للسفر الى الخارج، إعتبرت أنه حان الوقت لأعطي نفسي الفرصة للإتجاه نحو العالمية، وبالنسبة لي العالمية والمحلية مهمتان بالتوازي. إذ نحتاج الى المحلية للوصول الى العالمية.

ما الذي تتذكره من تجربتك في The Voice كندا؟
كانت تجربة جميلة جداً، أذكر أيضاً الفنانين الذين كانوا يشاركونا في البرنامج، وكانت أجمل تجربة مع الفنان العالمي مايكل بولتون الذي أشاد بأدائي، وهذه شهادة أعتز بها، وكذلك النجم باتريك برويل الذي شاركته في جولة كندية بعد ذا فويس، وكانت فرصة جيدة بالنسبة لي وتعرفت عليه أكثر، وأذكر أيضاً لقائي مع النجمة العالمية لارا فابيان الذي كان من خلاله قصة وعبرة، وإستطعت التقرّب منها.

هل توقعت حينها أن تستدير لك النجمة العالمية لارا فابيان؟
بصراحة، في مرحلة تجربة الأداء، كنت مريضاً جداً وكانت حرارتي مرتفعة، وعانيت من إلتهاب في الحلق، وتناولت حبوب تحتوي على الكورتيزون قبل الصعود الى المسرح لأنني لم أستطع التغيير في العقد وفي تاريخ التصوير. لم أذكر كيف غنيت، لكنني قرّرت إما أن أستفيد من هذه الفرصة، أو الإعتذار وهذا أمر مرفوض، فقدمت أفضل ما لديّ، وأشعر بأن لارا شعرت بأن صوتي يطلب منها أن تستدير لي، وهكذا بدأت المغامرة. لم أكن أتوقع ذلك، لكني كنت أريدها أن تستدير لأنني كنت أتبارى في ملعب أجنبي، وأنا قادم من بلد عربي، والحمد لله حاولت أن أقدم صورة جيدة عنا.

كيف تابعت لارا موهبتك في البرنامج؟ وما هي النصائح التي قدمتها لك؟​​​​​​​
كانت لي الأفضلية بالنسبة لها، وهذه أول مرة أقولها، وكان إهتمامها بي ظاهراً بين أعضاء فريقها، وكان زملائي في الفريق ينتبهون إلى ذلك، ويقولون لي إنها تحبني حقاً، حتى أن سلامها عليّ كان مختلفاً، وكانت تطلب مقابلتي بإستمرار للتحدّث عن أدائي، وعن الأغنيات التي يجب إختيارها في الحلقات، وكانت تعطيني نصيحة واحدة هي أن أغني من قلبي، وقالت لي إنني من الأشخاص القلائل الموهوبين، وإن صوتي يحمل طاقات عديدة وصدقاً، وهذه نعمة، وطلبت مني أن لا أخجل من الفرص التي أتلقاها.

هل لازلت على تواصل مع لارا فابيان؟ وهل لازالت تدعمك؟
ما حصل هو أنني المشترك الوحيد الذي لا يزال على إتصال بها، وهي كانت منهمكة بالتحضيرات لجولتها، وفي نفس الوقت وقعت العقد مع ذا فويس فرنسا، وبعد إنتشار فيروس كورونا أصبحت الأجواء كارثية، وننتظر حتى شهر أيلول/سبتمبر للعودة الى العمل مجدداً، من الغناء والحفلات لأنه في كندا لا يزالون يتشددون في القوانين.

من دعمك في لبنان أثناء مشاركتك في The Voice كندا؟​​​​​​​​​​​​​​
أذكر أن الإعلام ساعدني كثيراً، وإعلام آخر عتّم على الموضوع، وكانت لي إطلالات في بعض البرامج، منها على شاشتي "MTV" و"LBCI".
وزملاء فنانون كثيرون من لبنان إلى كندا وقفوا الى جانبي، فكان بعضهم يرسل لي الرسائل، لكن بالطبع كنت أتمنى أن يكون الدعم منهم أكبر، فذلك يحفزني أكثر، خصوصاً الذين عملت معهم. لكني لا ألومهم، والمحبون من الفنانين كثيرون إتصلوا وإطمأنوا عليّ، منهم هبة طوجي وألين لحود وماريتا الحلاني ويوسف الخال وغسان الرحباني.

لماذا برأيك يتم إستبعاد المواهب اللبنانية في المراحل الأخيرة من البرنامج؟ هل الأفضلية للمواهب الأجنبية؟​​​​​​​
هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها بهذا الموضوع، ولا أعرف لماذا أرغب في التحدث به، ففي السابق لم أكن أريد الدخول في هذه التفاصيل. في البرنامج كنت أكثر شخص مرجح أن ينال اللقب، وهذا الحديث كان من النجمة لارا فابيان لأننا كنا قريبين جداً من بعضنا البعض، وهي راهنت عليّ، ودعمتني بكل قوّتها، وحاولت مساعدتي قدر الإمكان للفوز باللقب.
هناك أمور أكبر من المشترك ومن المدربين في البرنامج، فهناك شركات الإنتاج التي سنوقع معها العقد في المرحلة المقبلة، وفي الحلقة النهائية حين تم إستبعادي، تحدثتُ مع لارا فابيان وألمحت لي عن الموضوع قائلة إن هناك أفضلية، وحتى حين تم إعلان النتيجة لم يخب أملي كثيراً، لأنني كنت مستعداً لها نفسياً، فكانت هناك أفضلية لمشترك آخر كانت لديه علاقات مع شركة الإنتاج، وهو إبن البلد، لكن الحمد لله بعدما تم إستبعادي لمست محبة الناس. حتى أن الكنديين كانت ردة فعلهم قوية بسبب إستبعادي، وهذا يؤكد لي أنني تركت إنطباعاً جيداً لديهم، وهذا الأهم بالنسبة لي، وأقول إنه في كل مكان من العالم هناك شيء إسمه "واسطة" ويجب علينا أن نستمر، ونستفيد من الفرصة، ولا أحزن بسبب ما حصل، وكل شخص ينال نصيبه.​​​​​​​

أنت تطلق أغاني Covers على يوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي، هل تنجح هذه التجارب أكثر من الأغاني الخاصة؟​​​​​​​
كفنان شاب من دون شركة إنتاج من الصعب أن يستطيع بناء نفسه، لكن في زمننا هذا السوق يتطلب مال للإنتاج أكثر بكثير مما تضخ شركة الإنتاج، بالإضافة الى أن عرض الأغنيات على الإذاعات يكلفنا الكثير، لأننا يعتبروننا أننا كالفنانين النجوم نملك كمية كبيرة من المال ونستطيع دعم الأغاني. ومن الصعب على الفنان الشاب الإنطلاق، وشرك الإنتاج قلت في لبنان، وهي تعمل بإتفاق معيّن يلزم الفنان أيضاً بالدفع، وأتمنى أن تكون هناك شركات إنتاج داعمة أو فنانون كبار يدعمون المواهب لأنه في وقت من الأوقات هناك جيل سيغادر وسيأتي مكانه جيل آخر. هناك فنانون يعملون على أنفسهم لم يأخذوا حقهم بعد، منهم هبة طوجي التي قررت أن تتجه الى العالمية، وألين لحود وجوزيف عطية وأنطوني توما الذين يحق لهم أن يلمعوا أكثر، وهذه حرقة في قلب الفنان.

ألا تخطط للعودة الى لبنان بعد فتح المطارات أم أنك أخذت قرارك النهائي بالهجرة؟​​​​​​​
​​(نشعر بالغصة في قلب موري حاتم) ويقول : هذا الموضوع حساس بالنسبة لي، فأنا شخص متعلّق ببلدي الذي تربيت فيه، ولدي ذكريات فيه مع عائلتي وأصدقائي، ورسمت فيه صورة في المجال الذي أحبه. في الفترة الأولى كان الموضوع صعباً، وكان من المحتمل العودة إلى لبنان، لكنني لم أفقد الأمل، وأنا أفكر في زيارة لبنان من جديد في ظل وجود العديد من الناس الذين يفكّرون بالهجرة، لبنان ليس أجمل بلد على عدة أصعدة، وهنا في كندا تُقدّر كإنسان أولاً والحمد لله. أنا أحزن على وطني كسائر أهالي لبنان، وأتحدث من قهري. السياسيون بأكملهم لا يعنون لي، ما يعني لي هو لبنان والعائلة. ومن جاع في لبنان وجاع أولاده لا يجب أن يصمت، ويجب أن يفعلوا المستحيل للبقاء على قيد الحياة مهما كان الثمن.