لطفي لبيبهو ممثل مصري سينمائي ومسرحي وإذاعي وتلفزيوني، تركزت شهرته بالشخصيات الكوميدية التي قدمها على مدار مسيرته الفنية، خصوصاً في السنوات العشرين الأخيرة وفي أفلام متعددة، كان أبرزها فيلم "السفارة في العمارة"، الذي جسد فيه دور السفير الإسرائيلي، إلى جانب الممثل المصري عادل إمام، مما زاد من شهرته بشكل ملحوظ، وأدى إلى إزدياد الطلب عليه من قبل المنتجين وإرتفاع أجره.



نشأته
ولدلطفي لبيبفي السابع عشر من آب/أغسطس عام 1947، بمدينة الفيوم في مصر، والده هو حسني لبيب، ونشأ في صعيد مصر حتى نهاية المرحلة الثانوية.
كان والده يعمل في بنك الإسكندرية، الذي أصبح بنك باركليز بعد التأميم، وأنجب ثلاثة أبناء وإبنة واحدة، وترتيبه كان الثاني بين إخوته.
بدأ حبلطفي لبيبللتمثيل منذ الطفولة، وكان رئيس فريق التمثيل بالمدرسة وهو في المرحلة الإعدادية، رغم أن مدرسته كانت تضم مرحلة إعدادية وثانوية، ومثّل أيام الإتحاد القومي قبل الإتحاد الاشتراكي، وشارك فى مسرحيات أخرجها المونتير عادل منير.
وأشار إلى أنه لم يكن أحد من أفراد أسرته يمتلك موهبة فنية، سوى خاله "ديمتري لوقا"، الذي كان مخرجاً إذاعياً، ويشغل منصب مراقب عام المسلسلات في الإذاعة.

دراسته وتجنيده وانطلاقته الفنية
بعد إنهائه للمرحلة الثانوية، إلتحقلطفي لبيببكلية الزراعة في جامعة أسيوط، ولكنه لم يحقق فيها أي نجاح فقرر أن ينتقل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم يكتف بتخرجه من المعهد بل قام لاحقاً بدراسة إختصاص فلسفة في كلية الآداب، نال على إثرها إجازة جامعية، وذلك تم خلال خدمته الإلزامية في الجيش، لأنه يرى أنه مكمل لدراسته في معهد الفنون المسرحية، ويجعله ممثلاً مختلفاً.
بدأ مسيرته الفنية بعد تأخير دام عشر سنوات، بسبب إلتحاقه بالخدمة العسكرية بعد تخرجه مباشرة، وشارك في حرب الإستنزاف عام 1973، وبعدها في حرب أكتوبر التحريرية وأنهى ست سنوات كاملة في الخدمة، ثم سافر إلى الخليج ليكوّن نفسه وقدم مسرحيات في الإمارات لمدة 3 سنوات و8 أشهر، وعندما عاد إلى مصر إستقبله المخرجان محمد وعمر عبد العزيز إثر عودته من الخليج، ليبدأ في عام 1981 مشواراً طويلًا في المسرح والسينما والتلفزيون، وشارك بأدوار صغيرة في مسرحيتي "المغنية الصلعاء" و"الرهائن" مع الممثلة السورية رغدة، وقدّم أكثر من 350 عملاً متنوعاً.
المرة الأولى التي وقف فيها أمام كاميرا سينمائية، كانت مع المخرج محمد عبد العزيز في فيلم "الجلسة السرية"، وبعدها مع المخرج عمر عبد العزيز في فيلمي "كراكيب" و"كلام في الممنوع".

شهرته وأعماله
خلال فترة الثمانينيات، شاركلطفي لبيبفي العديد من الأعمال، من أهمها مسرحيتي كلام الخواجات والشحاتين، ومسلسلات رحلة السيد أبو العلا البشري، صح النوم، عابر سبيل، رأفت الهجان، سجن أملكه، وأفلام المشاغبون في الجيش، الجلسة السرية، عودة مواطن، يوم مر ويوم حلو، وكراكيب.
مع بداية التسعينيات بدأ بالمشاركة بشكل أوسع فكان له العديد من الأدوار في أفلام تحت الصفر، الحب القاتل، صف عساكر، غرام وانتقام بالساطور، الفأس في الرأس، الستات، أرض الأحلام.
ومن المسلسلات التي شارك فيها ألف ليلة وليلة، غاضبون وغاضبات، المحاكمة، بوابة الحلواني، أرابيسك، علي بابا والأربعين حرامي، ساكن قصادي، و لن أمشي طريق الأمس.
ومن أهم الأفلام التي شارك فيها لطفي لبيب أمير البحار، كلام جرائد، ضغط عالي، ميكانو، الديب جاي جاي، الغرفة رقم 12، عنتر ابن شداد، الرجل الأخضر، اللمبي، عمر خريستو، و قهوة بورصة مصر الأب الروحي، يانا يا خلتي، عسل أسود، عمارة يعقوبيان، عصافير النيل، طير أنت، خلطة فوزية، كده رضا، جاءنا البيان التالي.
في عام 2006 شارك في مسرحية الملك هو الملك، مسلسل توتو وبيجاما، مسلسل حارة العوانس، فيلم ملك وكتابة، مسلسل سندريلا، فيلم حاحا وتفاحة، في محطة مصر، لخمة رأس، وصباحو كدب.
كما شارك في فيلم "خيال مآتة" من بطولة أحمد حلمي، على الرغم من أنه كان مريضاً حينها، لكن صناع الفيلم تمسكوا بمشاركته.

رفض تكريم السفارة الإسرائيلية
أصبح لطفي لبيب شريكا أساسياً في معظم أفلام، من عام 2000 إلى عام 2010، وحقق نجاحاً كبيراً في فيلم "السفارة في العمارة"، وأدى دور السفير الإسرائيلي عام 2005، الذي يراه شخصياً "فاتحة خير".
وإلى جانب نشاطه في السينما والتلفزيون والمسرح، ألّف كتاب "الكتيبة 26" وأعد سيناريو وحوارا للكتاب، وكان يتمنى تقديمه في فيلم، يعبّر عن تجربة الحرب من وجهة نظر ورؤية جندي، ولكن هذا لم يحدث، والذي يتحدث فيه عن تجربته الشخصية خلال حرب أكتوبر من أيلول/سبتمبر عام 1973 وحتى شباط/فبراير عام 1974، وقد كتبه بعد إنتهاء حرب أكتوبر بعامين، أي في عام 1975، وكان مجنداً في هذه الكتيبة أيام الحرب، وهي أول كتيبة عبرت القناة يوم السادس من أكتوبر، وإقتحمت حصون العدو.
في واقعة مهمة تسجل له، رفض لطفي لبيب دعوة لتكريمه من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بعد تجسيده لشخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة" مع عادل إمام، عازياً السبب في ذلك إلى إيمانه بالقضية الفلسطينية، وحزنه الشديد "لما يحدث للفلسطينيين والقدس في ظل الإنتهاكات الإسرائيلية، لا سيما مع مشاركته في تحقيق النصر على إسرائيل في حرب عام 1973".

حياته الخاصة
تزوج لطفي لبيب من خارج الوسط الفني، ورزق بثلاث بنات كاتيا، كارمن، وكريستينا.


قبطي ينصت لتلاوة القرآن حين يشعر بالضيق
على الرغم من كون لطفي لبيب من أقباط مصر، إلا أنه صرح عدة مرات أنه عندما كان يمر بلحظات ضيق في الحالة المادية، يستمع لتلاوة القرآن الكريم مما يريح صدره ويفرج كدره، وأنه حينما يستمع لتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل لسورة النمل يجهش بالبكاء.


تكريمات
منحته هيئة الأمم المتحدة للفنون، جائزة الأب القدوة، وجاء هذا التكريم على مجمل أعماله الفنية، كما كرمه المهرجان القومي للمسرح ومهرجان شرم الشيخ.


وضعه الصحي
في عام 2019 أصيب لطفي لبيب بجلطة أثرت على يديه ورجله، وأشار بعض الأطباء إلى عدم تمكنه من العودة إلى التمثيل مجدداً مما دفعه إلى التوجه لكتابة الأفلام والمسلسلات.
يهوى الكتابة والقراءة جداً، ويملك مكتبة خاصة، ومنذ بداية مرضه يذهب إليه بشكل شبه يومي ليمارس هوايته، وهو من هواة القصة القصيرة بشكل خاص.