لا شكّ أن الوضع العام في لبنان، سواءً من الناحية السياسية أو الإقتصادية أو المعيشية وحتى الأمنية، هو وضع محبط ودقيق جداً كون لا يزال المستقبل ضبابياً في ظلّ تراكم الأزمات، من دون إيجاد الحلول المناسبة لتخطي هذه الأزمات كلها، ولكن هذا لا يبرر، ليس الحديث عن الهجرة، وإنما الترويج لها، ونقصد هنا تحديداً الفيديو الذي قامت بتحضيره الإعلامية اللبنانية ديما صادق، وظهر فيه عدد من الشخصيات المعروفة، بينهم الممثلة اللبنانية عايدة صبرا والإعلامية اللبنانية جيزيل خوري، وهم يعلنون هجرتهم من لبنان متأثرين.


هذا الجدل الذي أثاره الفيديو، وإن كان بمضمونه مؤثراً ومبكياً، ويعكس واقع مجتمع بأكمله ولاسيما الشباب اللبناني، إلا أنه كان من الأجدى عدم الترويج له بهذا الشكل، وهو الأمر الذي أجاد الردّ عليه الناقد الفني اللبناني د. جمال فياض، فصوّر واقع اللبناني المتمسك بأرضه ووطنه رغم كل الصعاب.
لم يتطرق فياض في حديثه إلى توجيه اللوم لمن يريد الهجرة، فهذه حرية شخصية وقرار شخصي يتخذه كل شخص وفقاً لقناعاته، ولكنه سأل لمن سنترك لبنان في حال هجره أبناؤه؟ فهناك الكثير من جنسيات أخرى ستبقى هنا وتستمر في هذا البلد.
وأعلن فياض رفضه لهذا المشهد الدرامي، الذي خرج به الفيديو، وإن كان من شارك فيه بعض من أصدقائه، فهو أكد أن كرامة وطنه وحبه له لا مجاملة فيه، مستشهداً بجملة رائعة للممثل السوري دريد لحام، يقول فيها: "إذا وطني إجراي بردانين أنا صرمايتو".