هو مغنٍ مصري إجتهد منذ بداية مشواره الفني في عام 2001، في الوقت الذي يمتلك فيه موهبة غنائية كبيرة جعلت أغنياته محط أنظار الشباب منذ بداية ظهوره الأول، فهو من أكثر الفنانين تدقيقاً في إختيار كلمات مختلفة للأغنيات التي يؤديها، وعلى الرغم من غيابه لسنوات على فترات مختلفة لظروف السوق وشركات الإنتاج، إلا أنه لم يغب بشكل كامل وأطلق أكثر من ألبوم حققت له النجاح، وفي الوقت نفسه أدرك قيمة تجربة التمثيل وتأثيرها على مشوار الفنان، فاستعد لها وحظي بالبطولة المطلقة في رمضان الماضي من خلال مسلسل "حب عمري" لتكون تجربته الثانية بالتمثيل وحقق بها نجاحاً كبيراً.


هو الفنان هيثم شاكر الذي يكشف لـ"الفن" عن كواليس هذا العمل الدرامي والتجربة الرومانسية التي غرّد بها بعيدا عن المسلسلات الأخرى التي عُرضت في رمضان الماضي، ويوضح لنا موقفه من ألبومه الجديد والغناء باللهجة الخليجية، ورأيه بالنجاح في الوقت الحالي ويتحدث عن أزمة كورونا وتأثيرها على صناعة الموسيقى والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي:

في البداية.. نُبارك لك على نجاح مسلسل "حب عمري" ونسألك ما الذي جذبك للعمل لتقبله وتخوض به السباق الدرامي برمضان الماضي؟
أشكرك على هذا الإطراء، وما جذبني للمشاركة بمسلسل "حب عمري" عدة عوامل على رأسها السيناريو المكتوب بدقة من المؤلف فداء الشندويلي، وشخصية "عيسى" التي قدمتها داخل أحداث المسلسل، شخصية ثرية بالكثير من المشاعر التي جعلتها قريبة من الجمهور، فضلا عن المخرج عبد العزيز حشاد وكل فريق العمل الذين إستمتعت بالتعاون معهم بهذه التجربة، فكل هذه العوامل جذبتني لتقديم هذا العمل منذ البداية، حتى أن الأصداء التي حصدها العمل فاقت توقعاتي، وكنت سعيداً للغاية بكل الآراء الإيجابية التي وصلتني عن المسلسل.

ألم تقلق من تجربة البطولة المطلقة خصوصاً أن لك تجربة وحيدة بالتمثيل قبل "حب عمري"؟
لم تقلقني فكرة البطولة المطلقة على الإطلاق، خصوصاً أنني بعد مشاركتي بأول تجربة تمثيلية لي من خلال مسلسل "أرض جو" مع الممثلة غادة عبد الرازق، سعيت أن أطور نفسي وأدائي التمثيلي من خلال العديد من الطرق، لذا كنت مُستعداً لأية خطوة تمثيلية جديدة، وحينما عُرض عليّ السيناريو، وجدت أنه يُغرد بمنطقة مختلفة من الرومانسية والصراعات النفسية ممزوجة بجرعة تشويق وغموض.

أظهرت من خلال دورك بمسلسل "حب عمري" صفات كثيرة أصبحت مفقودة لدى العديد من الشباب في أيامنا، فهل قصدت أن يحمل العمل رسائل هامة للجمهور؟
الشخصية مرت بالكثير من التغييرات في المواقف، وكان ذلك مقصوداً لأن الخير والشر وليدا المواقف التي يمر بها الإنسان، وهذا ما حدث بالفعل مع شخصية "عيسى"، ولكن في الوقت نفسه قدمت الشخصية نموذجاً جيداً للشباب، والحمد لله العمل كله دراما إجتماعية رومانسية مناسب للأسرة العربية بشكل عام.

ولماذا فضلت أن تفصل التمثيل عن الغناء في تجربة مسلسل "حب عمري"، فلم نشاهدك تُغني سوى التتر فقط من دون وجود أغنيات أخرى لك داخل أحداث العمل؟
كان هذا الأمر مقصوداً لرغبتي في الفصل ما بين هيثم المغني والممثل، وأحببنا أن تتصدر مشاعر المشاهدين تجاه شخصية "عيسى" من خلال دوره والمواقف التي مر بها داخل أحداث العمل، وهذا لم يكن ليحدث لو قدمت أغنيات داخل المسلسل، كما أنني رغبت في التركيز على التمثيل فقط منذ العمل الذي شاركت فيه بمسلسل "أرض جو".

هل خضعت لورش تمثيلية أو دورس تمثيل تحضيرا لهذا العمل؟
بالتأكيد.. خضعت لتدريبات تمثيلية سواء بيني وبين نفسي لإثبات ذاتي، أو من خلال حضوري بعض الورش التمثيلية، وهذا القرار لم يأت قبل تقديم تجربة "حب عمري" مباشرة، بل إنني بدأت في تطوير نفسي منذ سنوات إستعدادا لأي مشاركة بالتمثيل كي أظهر بأفضل شكل وأداء ممكن، والحقيقة فالتعليقات على أدائي كانت إيجابية وسعدت بما وصلني عن تطور أدائي التمثيل من الناس.

وماذا عن ظهور نجلك "محمد" داخل أحداث المسلسل؟
ظهور إبني محمد داخل أحداث "حب عمري" جاء بناء على طلب من المخرج عبد العزيز حشاد حينما كنا نتشاور حول الطفل الذي سيؤدي مشهدين لشخصية "عيسى" في طفولته، وحينما طلب رؤية صورة إبني ووجد تشابهاً بيننا بالشكل، طلب مني أن يؤدي هو دور "عيسى" في طفولته.

وهل ترغب في عمله بمجال الفن كي يسلك نفس طريق والده؟
الرغبة في طموحات إبني تخصه هو بمفرده، فميوله رياضية وبالتحديد بمجال كرة القدم ويلعب بناشئي فريق الأهلي المصري بالوقت الحالي، ولكن لو أختار أي مجال سأدعمه وأُساعده على تحقيق حلمه.

وكيف ترى الحالة الرومانسية التي خلقها مسلسل "حب عمري" في ظل مناقشة بقية الأعمال لقصص أخرى بعيدا عن إطار الرومانسية؟
الحقيقة شعرت وأنا بمرحلة قراءة السيناريو بأن هذا العمل يمثل حالة رومانسية وإجتماعية درامية مختلفة، ويرصد الكثير من التفاصيل المفقودة بأعمال فنية أخرى منذ سنوات، لذا فأحببت أن أخوض هذه التجربة من خلال عمل مختلف في النوعية، ومن البداية شعرت بأنه سيكون إضافة لرصيدي الفني وهذا ما حدث بالفعل بعد نجاح العملوالآراء الإيجابية التي حصدها.

كيف ترى النجاح بالوقت الحالي، هل أصبح سهلا عما كنت في بدايتك الفنية منذ سنوات؟
بالتأكيد.. النجاح بالوقت الحالي أصبح أسهل بكثير من الوقت الذي شهد بدايتي الفنية أنا والكثير من النجوم، فقديماً لم تكن هناك مواقع تواصل إجتماعي تُسهل وصول الأعمال الفنية بسهولة للجمهور، ولكن النجاح أصبح سهلاً لوجود مواقع التواصل الإجتماعي وتأثيرها في إنتشار الأعمال بسرعة شديدة ووصولها للجمهور.

وماذا عن ألبومك الغنائي الجديد، وتحضيراتك له؟
لدي بعض الأغنيات الجاهزة من ألبومي الجديد وأواصل العمل عليه إستعدادا لطرحه مع نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى رغبتي في طرح أغنية منفردة جديدة خلال الأيام المقبلة، وأنا أحب أن أتأنى في إختياراتي وفيما أُقدمه في الغناء من دون عجلة أو تحديد مواعيد مُسبقة للأغنيات، بل أعمل بإرتياح، ومن ثم أختار الوقت المناسب لطرح أي عمل غنائي جديد.

وكيف ترى تأثير أزمة كورونا على سوق الغناء؟
بالتأكيد.. هذا الوباء أثر بشدة على صناعة الموسيقى في الوطن العربي وبالعالم كله، هذا إلى جانب تأثيره على الكثير من الصناعات الأخرى والأنشطة المجتمعية والثقافية، لذا نتمنى أن تسير الأمور وتعود الحياة لطبيعتها من جديد لأجل من يعملون بالكثير من المهن التي تأثرت بجائحة كورونا.

وماذا عن السينما خصوصاً أن هناك من يُرجح مُشاركة المغني بأعمال سينمائية أكثر من الدرامية؟
أعتقد أن السيناريو المميز هو ما يُحدد مُشاركتي بأي عمل فني سواء كان سينمائياً أو درامياً، خصوصاً أن الدراما أصبحت تعمل وتدور حالياً بتقنيات سينمائية، ولدي سيناريو سينمائي جديد ولمسلسل درامي أيضاً، ولكن الأمور ليست واضحة حتى الآن كي أُقرر موقفي منهما.

ختاماً..رغم أنك من مواليد السعودية إلا أنك لم تُقدم أغانِ خليجية حتى الآن فما السبب؟
ليست هناك أسباب، فأنا أعشق اللهجة الخليجية وأتمنى وأحلم بتقديم أعمال غنائية بهذه اللهجة ولكني أنتظر الوقت المناسب للقيام بذلك، والموضوع كله مُتعلق بالأفكار، فلو عُرضت عليّ فكرة جيدة فسأقبلها لرغبتي في تقديم أغنيات باللهجة الخليجية ولجمهور الخليج.