حجوزات، بطاقات، مدرجات، مسارح، حفلات، فنانون محليون وأجانب، تغطيات صحفية وغيرها، مهرجانات الصيف نفتقدها هذا العام بعد أن أخذت مكانا واسعا منتشراً في كل قرية ومدينة بين الجبل والساحل، حتى كنا نجد في المنطقة الواحدة أكثر من مهرجان، أما في صيف 2020 فلا شيء يذكر.

هذه السنة بالتحديد مختلفة عن السنوات السابقة بكل ما فيها. لم نعد نجد بريقاً للبهجة والسعادة إلا مع أنفسنا، أو على مواقع التواصل الإجتماعي، إذ لجأ بعض الفنانين الى إحياء الحفلات عبر منصاتهم.
نطرح السؤال لماذا إختفت المهرجانات في لبنان هذا الصيف؟ لماذا لم تبثّ online على مواقع التواصل كما تحصل جميع الحفلات؟
وفي ما يخص التكاليف، نعلم أن تكلفتها في بث مباشر ستكون أقل بكثير من ما كانت تتكبده لجان المهرجانات من مبالغ ضخمة سنوياً لإنجاز هذه المهرجانات على مدى أيام عديدة. لا مدرجات، ولا مسارح ضخمة لتجهزها، ولا عمال للتنظيم تتكبد رواتبهم.
وبالنسبة لفيروس كورونا فقد إعتدنا على أرقام الإصابات المتفاوتة صعوداً وهبوطاً وفي مناطق محددة، والإجراءات الإحترازية باتت واضحة للجميع، أما في ما يخص إقفال المطارات قبل هذه الفترة وتعذر إحضار الفنانين من الخارج الى المهرجان، فنسألهم لماذا لم تتم الإستعانة بفنانين وفرق موسيقية محليين يغيبون سنوياً عن المهرجانات لإعتبارات كثيرة؟
سعد رمضان، جوزيف عطية مشاركتهما خجولة في المهرجانات العديدة، كذلك ناجي الأسطا الذي يشارك في مهرجانات الضيع ويغيب عن مهرجانات مثل بيت الدين والأرز وبعلبك، وائل جسار مشاركته خجولة في لبنان في وقت لديه جمهور واسع في مصر، وغيرهم من الفنانين من جيل الشباب الذين لديهم قاعدة جماهيرية واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، وحفلاتهم ستحقق نسب مشاهدة عالية. لماذا لم تفكر إدارات المهرجانات بهؤلاء؟
اعتدنا أن ننظر الى المهرجانات الصيفية بعين أكبر سنوياً، كنا ننبهر بحضورها اللافت والحاضر بإستمرار بأهم الحفلات الصيفية، يأتي غيابها هذا العام دليلاً على فراغها على جميع الأصعدة.