نجم عربي وعالمي كبير، أداؤه التمثيلي ساحر ومؤثر، مثقف وقارئ لديه مخزون إنفعالي كبير يُفيده في عمله،
فكيف تصف ممثلاً إستطاع أن يؤثر بفتاة فاقدة البصر لدرجة أنها تعرف عنه الكثير ببصيرتها وليس ببصرها؟ فمن النادر أن يؤثر فنان بالجمهور لهذه الدرجة.


أنتظر إجراء الحوار معه كل عام على خلفية أعماله الفنية الجديدة، لما يزودني به من ثقافة نابعة من شخص قارئ بدقة للتاريخ من حوله، وإنسان من طراز فريد، يعشق عمله ويحترم الإنسانية، فهو أثار ضجة في شهر رمضان الماضي من خلال مسلسل "مقابلة مع السيد آدم".. إنه النجم السوري غسان مسعود الذي يتحدث لـ"الفن" عن هذه التجربة الدرامية وتحضيراته لها، ورأيه بأداء إبنه السدير مسعود، وأوضح لنا آراءه بالكثير من الأمور في ما يخص السينما البديلة على الإنترنت، وأزمة كورونا، والأعمال الدرامية التي شاهدها في شهر رمضان، وغيرها من المواضيع.

كيف وجدت أصداء وردود أفعال مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" الذي عرض في شهر رمضان الماضي؟
الأصداء وردود الأفعال كانت رائعة وجيدة للغاية، وأكثر من المتوقع، فلقد توقعت أن ينجح العمل، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، فأنا تفاجأت بمستوى إقبال الناس على هذا العمل.

كيف تم الإتفاق على تقديمك هذا العمل؟
قبل أن يكون المسلسل نصاً أو ورقاً، جلس معي المخرج والمؤلف فادي سليم، وإقترح عليّ الفكرة، وأعجبتني وقلت له أكتبها، فكتبها وأعجبتني أيضاً بعد الكتابة، وبالتالي قمنا بتنفيذها.

وكيف كانت تحضيرات شخصية الدكتور "آدم"، خصوصاً في ما يتعلق بالطب النفسي ودراسته وإستخدام لغة الجسد والإنفعالات الخاصة بالشخصية؟
أنت تعلم أنا رجل أكاديمي وأصنف نفسي "Method Actor"، وبالتالي أعمل بالطريقة الأكاديمية لتحضير الشخصية، وهذا حديث طويل للغاية، ولا أظن أن الناس معنية بتفاصيل التحضير، ولكن هذه مسألة علميةوأكاديمية ألجأ إليها حينما أكون أمام شخصية مركبة مثل شخصية "آدم".

وكيف ترى مشاركة الممثلة المصرية منة فضالي في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"؟
سعدت للغاية بمشاركة الممثلة المصرية منة فضالي معنا في هذا العمل، وخصوصاً في ظروف جائحة كورونا والسفر بوقت صعب، فهي ممثلة جميلة ومثقفة، ولديها خلفية سينمائية جيدة.

في مشهد لإجتماع الأسرة لتناول الطعام بالمسلسل، قالت البنت لوالدها :"في واحدة على الباب بتحكي متل تامر حسني"، ليرد الأب: "شو عازمين.. تامر حسني؟"، وتامر رحّب بذكر إسمه بالمسلسل، وإعتبر ذلك مداعبة لطيفة له، فهل تابعت الأمر؟
بالطبع.. تابعت تعليق تامر حسني، ولقد شاهدت له أفلاماً يمثل فيها، وهو ممثل مميز وقريب من القلب، وأظن أن في شخصيته جانباً من الكوميديا كما شاهدت بأفلامه، ومنها "عمر وسلمى" و "سيد العاطفي".

وهل وجود طفلتك كمريضة بمتلازمة داون كان مكتوباً بالسيناريو، أم أنه تمت إضافة ذلك فيما بعد كنوع من التركيز على حقوق ذوي القدرات الخاصة؟
هي شخصية كانت مكتوبة بالفعل ولم نضفها، وهي مادة مقصودة، ونحن نعني التركيز على حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة.

وكيف ترى إستخدام لعبة العقد الثانوية المحبوكة حول العقد الأساسية في ما يخص طريقة سرد الأحداث، وخصوصاً في عمل غامض وتشويقي، إذ إن العلاقات الإنسانية داخل أحداث العمل جاءت متوترة أيضاً، كطريقة التوتر نفسها في حل ألغاز قضايا وجرائم القتل؟
هي جزء لا يتجزأ من العمل الفني التلفزيوني، لأن تقديم عمل درامي مكون من ثلاثين حلقة يتطلب نوعاً من الحبكات الجانبية كي يكتمل الزمن الفني، ولكن على أن تدور هذه الحبكات من قريب أو من بعيد، بفلك المحور الرئيسي بين الدكتور والمحقق.

كان مُخططاً أن يتم إنجاز جزءٍ ثانٍ من العمل قبل جائحة كورونا، فهل تتوقع نجاحاً أكبر للجزء الثاني بعد الشعبية الكبيرة التي حظي بها العمل؟
هذه مسألة مرتبطة بالمؤلف والمنتج، وقد قال أن نذهب إلى جزء ثانِ، وأتمنى أن نوفق، وخصوصاً أن الجمهور وعد نفسه بأنه سيرى جزءاً ثانياً لمسلسل "مقابلة مع السيد آدم" في شهر رمضان المقبل.

كيف وجدت كمشاهد أداء إبنك السدير مسعود بأحداث العمل؟
أظن أنه نجح والحمد لله، وترك إنطباعاً جيداً جداً ومؤثراً، وأنا قلت له إنه أمام شخصية تُصنف على أنها شريرة، ونصحته بأن ينسى أن هذه الشخصية شريرة :"إترك الشر يظهر من خلال سلوك الشخصية أفضل، لأن الشرير ربمالا يعرف أنه شرير".

وهل شاهدت مسلسلات أخرى من التي عُرضت في شهر رمضان الماضي؟
بالطبع شاهدت حوالى الـ 90% من الأعمال الدرامية التي عُرضت في رمضان، ولكن دعني أتوقف أمام مسلسل "الإختيار" الذي قدمه المخرج بيتر ميمي، وسعدت للغاية بهذا العمل وأحببته كثيراً، وسعدت بأداء أمير كرارة وكل الذين ظهروا بالعمل، وأعجبني كذلك مسلسل "ب 100 وش" للمخرجة كاملة أبو ذكري، وأعجبني أداء آسر ياسين ونيللي كريم في العمل، وأنا وجدت في هذا المسلسل تناولاً جديداً لمفهوم العصابات بشكل لايت.

وما رأيك في ما يُسمى بالسينما البديلة، وخصوصاً بعد إطلاق بعض المنصات أفلاماً سينمائية جديدة على شاشاتها على الإنترنت كحل في ظل أزمة كورونا؟
"عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"، في تقديري أنها فكرة جيدة، فأنا لدي فيلم "الإعتراف" وأتيح للناس أنيُشاهدوا هذا العمل على السوشيال ميديا، وحصد أعداداً هائلة من المشاهدات، وهذه كانت فرصة للجمهور الذي يجلس في المنزل في ظل أزمة كورونا، ليُشاهد أفلاماً سينمائية طالما أن دور العرض السينمائية مغلقة في ظل أزمة كورونا.

هل تابعت الجدل الذي حصل حول مُشاركة الممثل المصري عمرو واكد بفيلم "Wonder Woman" بجزئه الثاني لأن بطلته إسرائيلية؟
في الحقيقة لم أتابع إطلاقاً هذا الجدل، وبالتالي لا أستطيع التحدث في الأمر.

لك تجارب مهمة بالسينما العالمية، فهل تعتبر التعاون بعمل فني مع فنان إسرائيلي تطبيعاً، وخصوصاً بعدما قال عمرو واكد بأنه لا يعتبر العمل مع ممثلة إسرائيلية بفيلم واحد تطبيعاً؟
بالنسبة لي الأمر غير وارد، ونقطة ومن أول السطر.

خلال تواجدك بأحد البرامج الإذاعية، تلقيت إتصالاً من معجبة فاقدة للبصر تحفظ أدوارك وأداءك..
تأثرت للغاية بهذا الإتصال، وخصوصاً أنني وجدت نفسي أمام معجبة تراني ببصيرتها وليس ببصرها، وتعرف عني الكثير، فتخيل هذه الإستثنائية بالنسبة لأحد المتابعين لأعمالك، ووجدت أنني أمام حالة نادرة وفريدة من نوعها،وبالفعل أنا لا أعرف ما الذي حدث لي، ولكنني، بكل تأكيد، كنت متأثراً جداً.

ما رأيك في أزمة كورونا، وخصوصاً أن الناس أصبحت في شتات فكري بسبب ما يحدث بالعالم كله، وتضارب أرقام المصابين والوفيات، ووصف البعض بأنها حرب بيولوجية وخلاف بين أميركا والصين على تكنولوجيا الـ"5G"؟
علماء الأوبئة أنفسهم يخرجون علينا كل صباح بنظرية، ويأتي علينا صباح اليوم التالي، فينكرون هذه النظرية ويأتون بنظرية جديدة، فإذا كان علماء الأوبئة ومنظمة الصحة العالمية وكل أطباء الكون يعيشون حالة عدم يقين وشك وأشياء من الفوضى لفهم هذا العدو، فكيف لي أن أكوّن رأياً جامعاً مانعاً عن هذا الفيروس؟ ولكن برأيي، العالم يعيش في حالة عدم يقين، أو حالة شك، هذا ما أستطيع قوله بخصوص فيروس كورونا.