تحدث الموسيقي اللبناني غي مانوكيان في الكثير من المواضيع التي تتعلق بالشأن الفني والرياضي والشخصي، وذلك خلال حلوله ضيفاً مع الإعلامي جورج معلولي في برنامج من الأوّل، إذ إعترف بدايةً بتقصيره تجاه الجمهور ومحبيه من الناحية الإنتاجية واعداً إياهم بألبوم جديد قريباً يتضمّن ١٤ معزوفة موسيقية ويتخلله أكثر من لحن أرمني.


وعن نجاح حفلاته في الصيف الماضي في عدة قرى وبلدات لبنانية، إعتبر أن أهم قرار أخذه بحياته هو إنتقاله للعزف في القرى إلى جانب المهرجانات الكبيرة المعروفة.
ردّاً عن سؤاله عن أصوله الأرمنية ونظرة باقي اللبنانيين إلى الأرمن، صرّح غي بأنه لبناني أوّلاً قبل أن يكون أرمنياً، وأوضح أن الأرمن إنتقلوا إلى لبنان قبل حدوث المجزرة الأرمنية بسنوات عديدة، كما أن المجزرة والتهجير حصلا قبل إعلان دولة لبنان الكبير، وبالتالي فإن الأرمن الذين هربوا من المجازر أتوا إلى هذه الأرض قبل أن يكون هناك وجود للبنان الذي نعرفه اليوم.
وأكّد غي فخره بجذوره الأرمنية، وهو فخور بحمله الباسبور الأرمني، لكنه شدد على أنه لبناني قبل كل شيء، وأن ولاءه الأوّل والأخير للبنان، مضيفاً أنه لطالما كان أبناء الطائفة الأرمنية من أبرز المشاركين في بناء هذا الوطن، وفعّالين على صعيد الإقتصاد والفن والرياضة. معتبراً أن في لبنان ليس هناك أكثرية وأقليّة، بل هناك كفاءات.
وبالعودة إلى الفن، إعترف بأنه يجن على المسرح، وأنه ينسى الدنيا وكل الناس بمجرد جلوسه على البيانو، كاشفاً أن سبب حبّه للعزف بدأ بسبب غيرته من إخوته الأكبر سنّاً لأنهم كانوا يتعلمون العزف على البيانو، وهو كان لا يزال صغيراً جداً، كما قال إنه تعلّق بالبيانو لأن هذه الآلة ليست بحاجة للتيار الكهربائي، إذ انه خلال الحرب عانى اللبنانيون من إنقطاع الكهرباء بشكل دائم.
وأقرّ غي بأنه كان غنّوج الماما، فكان يقضي معظم أوقاته معها، حتى أنه كان يذهب في زيارات وصبحيات معها، اما بالحديث عن والده، فقال إنه كان مثاله الأعلى وكل حياته لم يفرّق بين ولد وآخر، بل كان يوفّق بينهم دائماً.
وبتأثر كبير قال إن والديه ضحّيا كثيراً من أجله وقدما له الكثير، فتذكّر كم من مرّةٍ غيّر والده اللوحات التي أمام البيانو لكي لا يشعر بالملل، وكم من مرةٍ جلست والدته تنتظره لساعات في السيارة أمام الجامعة حتى ينهي فصله.
وأعلن غي أنه مع التجنيد الاجباري في لبنان لكن بطريقة مغايرة، كإجبار تلميذ البكالوريا بخدمة العلم لفترة قصيرة لثلاثة أشهر مثلاً قبل إلتحاقه بالجامعة.
وعن الزواج، قال إنه كبّره وجعله يرى الأمور بوضوح أكثر، وأصبح لديه أهداف أكبر وأسمى في الحياة، وقال إنه أغرم بزوجته لأنه رأى فيها أماً لأولاده، وأرادها أن تكون بجانبه في حياته وفي مشواره المهني.
وإعترف غي بأنه يفتخر بماضيه الحافل وبعلاقاته السابقة، معتبراً أنه لو لم يختبر تلك الأمور لما كانت حياته على ما هي عليه اليوم.
وعند سؤاله عن الشيء الذي يحب أن يتغيّر في زوجته، أجاب بدون تردد أو تفكير :"لا شيء"، مستنداً على أن الإحترام والمصارحة هما سر نجاح العلاقة الزوجية، وأن على الشريك أن يضع نفسه مكان الشخص الآخر.
ومن ناحية أخرى، رفض غي دخول أولاده مجال الفن، فالسبب الأوّل هو عدم وجود الموهبة عند أيّ من أولاده، أمّا السبب الثاني، فبرأيه أن أيّ إبن لا يتخطى نجاحه نجاح والده سيشعر بالفشل، كما إعتبر أن العديد من أولاد الفنانين ظُلموا بسبب مقارنة الجمهور لهم ولأعمالهم بأعمال وتاريخ أهلهم وأسلوبهم الفني. لكنه إستثنى زياد الرحباني الذي وضعه بنفس درجة موهبة والده عاصي وعمه منصور الرحباني.
وعن بكائه على المسرح في دبي أوبرا، قال إنها المرّة الوحيدة التي بكى فيها على المسرح وأمام الناس، وذلك بعدما خرج وعاد الى المسرح
ثلاث مرّات وسط تصفيق هائل من الجمهور الحاضر، وتمنى لو كان والده الراحل حاضراً بين الجمهور.
وكشف أنه يضع في يده ساعة والده كلما كانت لديه حفلة وقال :"بصلّب إيدي ع وجي قبل ما اطلع عالمسرح، الإيمان مصدر قوّة كتير كبير".
ختاماً قال غي إنه يعيش الحياة كل يوم بيومه، ويحاول دائماً أن يتلقى كل شيء بطريقة إيجابية، وأن يحوّل الأمور السلبية الى إيجابية.
وإعتبر أن أكبر خطورة بحياة الإنسان هي أن لا يخاطر، فالمخاطرة والجرأة هما اللتان توصلان الإنسان إلى أهدافه وأحلامه في الحياة.
يذكر أن برنامج "من الأوّل" يُعرض كل يوم أحد عند الساعة التاسعة والنصف مساءً على قناة مريم الفضائية، ولاحقاً على صفحة القناة على يوتيوب، وهو من إعداد رايان قاروطه وتقديم جورج معلولي.