أطلقت جمعية "سيل" بالتعاون مع "البنك الغذائي اللبناني" ممثلاً بعضوه مروان فرعون، وبعض الجمعيات، حملة لتوفير الطعام لأكثر من خمسين ألف عائلة.


وقد إحتوت السلة الغذائية على العناصر الغذائية الأساسية والثانوية الوفيرة التي تحتاجها العائلة اللبنانية لتأمين قوتها اليومي في خضم أعنف أزمة إقتصادية تعصف بلبنان.
وناهيك عن إحتواء السلة للمواد الغذائية، فقد إحتوت أيضا على البذور الخاصة بالزرع، وذلك لتشجيع المواطن اللبناني من جديد على إعادة إحياء الأرض والاستفادة منها، حتى ولو كانت في المدينة، وذلك خشية من الوصول الى مجاعة قد أشار إليها عدد من المسؤولين اللبنانيين. المساعدات هذه لم تتوقف عند حدود الناس المحتاجة والجائعة، بل تعدتها الى المدمنين على المخدرات، وذلك من خلال جمعية "نسروتو- علية ابن الانسان" في البقاع وبيروت، بالاضافة الى تقديم الحملة للمساعدات الى ذوي الاحتياجات الخاصة.
وهنا لا بد من الاضاءة على التأثر الواضح الذي ظهر على وجوه من حصل على السلة الغذائية، فإنهمرت دموعهم التي تروي حكاية مواطن أعزل يعاني الأمرين من الضائقة الاقتصادية والنقدية.
وهذا التأثر جاء مبرراً كون السلة الغذائية كريمة الى حد كبير، وهو الأمر الذي دفع ببعض المحتاجين من ذوي الاحتياجات الخاصة الى تقاسمها مع أفراد آخرين. كما ان البعض ومن شدة الانسانية والرحمة، قرر أن يتبرع بالسلة الى عائلة أكثر فقراً وحرماناً.
هذه المشهدية وان دلت على شيء فهي تدل على ان البلد خلا من كل شيء الا الرحمة والانسانية والتي يشعر بها الفقير تجاه شقيقه الفقير، أكثر من أصحاب الملايين والنفوذ في هذا البلد. هذه المشهدية وان دلت ايضا على شيء، فهي تدل على أن أصحاب الايادي البيضاء، ونقصد الجمعيات، التي وإن إتحدت على الدوام وتكاتفت وتضافرت جهودها فحتما ستؤدي الغرض المنشود.
في الختام، كل التحية الى جمعية "سيل" التي لم توفر فرصة الا وحاولت فيها جمع الاموال من المغتربين وشراء الحصص الغذائية للكثير من العائلات من مختلف المناطق اللبنانية، من دون أي تمييز مناطقي أو مذهبي، تلك العائلات التي باتت تحت خط الفقر، مما ينذر بمصيبة إجتماعية كبيرة بدأت تتكشف معالمها، فيما الدولة غائبة عن الوعي، لا بل منفصلة بالكامل عن البؤس والحرمان وإزدياد أعداد الفقراء والبطالة. وهنا اقل ما يقال في هذه الجمعيات التي نرفع لها القبعة، إنها ومن خلال نشاطاتها ترحم من في الارض، ولها حتما من يرحمها في السماء.