جاسم عبد الله الصالح ممثل كويتي، والشقيق الأكبر للممثل أحمد الصالح، دخل عالم الفن بمحض الصدفة وإنضم إلى فرقة المسرح الشعبي الكويتي عام 1965، وقدم الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية خلال مسيرته التمثيلية، وبرع في عدد منها، بدور الأب الطيب والرجل البسيط الصالح، كما عُرف بشخصية "المارد" في الكثير من المسلسلات الرمضانية.

نشأته

ولد جاسم الصالح يوم في 13 تموز/يوليو عام 1936 في الكويت، وبرزت ميوله الفنية منذ طفولته، وشارك في تمثيليات كانت تُعرض ضمن أنشطة فريق التمثيل في المدرسة، بإشراف عبد الصمد التركي، مدرّس التربية الإسلامية ووالد الكاتب المسرحي عبد الأمير التركي، وركز على أداء الأدوار الدينية.

مع مطلع شبابه إتجه إلى كرة القدم، هوايته المفضلة، وإنضم إلى صفوف نادي "العروبة" ("العربي" راهناً)، بالإضافة إلى هواية "الحداق"، التي مارسها طوال حياته.

الصدفة جعلته ممثلاً

عشق جاسم الصالح المسرح، من خلال متابعة الممثلين أحمد الصالح (شقيقه) وعبد الرحمن الضويحي، وفي البداية عارض والده دخوله الفن، لكنه ما لبث أن إقتنع ووافق، عندما شاهد إبنه أحمد في مسرحية "سكانه مرته"، التي قدّمتها "فرقة المسرح الشعبي" عام 1964، على خشبة مسرح كيفان، من تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه.

خطوة الصالح الفنية الأولى كانت مع "فرقة المسرح الشعبي"، وجاءت بالصدفة ومن دون تخطيط مسبق، فكان آنذاك يتولى إيصال وجبة الغداء لأخيه أحمد في "فرقة المسرح الشعبي" ظهر كل يوم جمعة، فسمح له ذلك بالإرتباط بعلاقات وثيقة مع أعضائها، وفي إحدى المرات التقى الممثل عبد الرحمن الضويحي صدفة، فطلب منه الأخير أن يمثّل معه في مسرحيته الجديدة "كازينو أم عنبر"، التي كتبها للفرقة وأخرجها، وكان ذلك عام 1966، أي في العام نفسه الذي توفي فيه والده، فوافق الصالح فوراً وعُرضت المسرحية على خشبة مسرح كيفان.

أعماله

شارك جاسم الصالح في مسرحية "حرامي آخر موديل" عام 1967، وفي السهرة التلفزيونية "زوجتي والمجنون" عام 1968، ومسلسل "ابن الصياد"، ومسرحية "صورة" عام 1969.

وشارك أيضاً في عام 1970 في عملين، هما مسرحية "رزنامة"، ومسلسل "أحلج وأملح"، وشارك في مسرحية "ألبوم" عام 1971، وفي مسرحية "ثورة عيده" عام 1972، ومسلسل "الملقوف" عام 1973

أما في عام 1974 فظهر في تمثيلية "أوراق الخريف"، ومسرحية "ضعنا بالطوشة"، والجزء الثاني من مسلسل "الشاطر حسن"، ومسرحية "يا غافلين"، كما شارك في عام 1975 في مسلسل "الوريث"، ومسرحية "على جناح التبريزي وتابعه قفه"، وفي فيلم "الصمت" عام 1976.

شارك في عام 1977 في عدد كبير من الأعمال، ومنها مسلسل "دنيا المهابيل"، ومسلسل "الوفاء"، ومسرحية "مغامرة رأس المملوك"، بينما كان له ظهورٌ في عام 1978 في عملين، هما مسرحية "عمارة رقم 20"، ومسلسل "حبابة".

وفي عام 1979 شارك جاسم الصالح في مسرحية "العاقل يقول أنا"، ومسرحية "المتنبي يجد وظيفة"، ومسلسل "الحظ والملايين"، ومسلسل "مذكرات جحا"، ومسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية ج1"، وكان له في عام 1980 أربعة أعمالٍ، هي مسرحية "المهرج"، ومسرحية "صبيان وبنات"، ومسلسل "بيت أبو خالد"، ومسلسل "زمردة".

في عام 1981 ظهر في مسلسل "الجوهرة"، ومسلسل "درس خصوصي"، ومسلسل "دنيا الدنانير"، ومسرحية "3 في 3"، ومن أعماله في عام 1982 مسلسل "أبلة منيرة"، والجزء الثاني من مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية"، ومسرحية "يسوونها الكبار"، ومسرحية "زوجة من سوق المناخ".

أما من الأعمال التي شارك فيها في عام 1983، فهي مسلسل "فتى الأحلام"، ومسرحية "دفاشة"، أما في عام 1984 فقد ظهر في عددٍ من الأعمال، منها مسلسل "الغرباء"، ومسلسل "رحلة العمر"، كما ظهر في عام 1985 في مسرحية "حذاء سندريلا"، ومسلسل "زوجة بالكمبيوتر"، ومسلسل "زواج بدون رصيد".

في عام 1986 شارك جاسم الصالح في مسلسل "المغامرون الثلاثة"، ومسرحية "جسوم ومشيري في الجيش"، ومسلسل "إلى من يهمه الأمر"، ومسرحية "أولاد جحا". أما في عام 1987 فقد ظهر في مسرحية "كماشة"، والسهرة التلفزيونية "الحصاد المر"، ومسلسل "على الدنيا السلام مبروكة ومحظوظة"، ومسرحية "عالم عالم ياصحافة"، ليتبعها في عام 1988 بعددٍ من الأعمال، منها السهرة التلفزيونية "المواجهة"، ومسرحية "بيبي والعجوز"، ومسرحية "النمر الوردي"، ومسلسل "مسافر بلا هوية".

ومن أعماله أيضاً، نذكر "إمرأة مختلفة"، "صادوه"، "الخروج عن المألوف"، "اللعبة"، "رحلة العجائب"، "الضحية"، "حياتنا الجديدة"، "ليش"، "مرآة الزمان"، "طش ورش"، "الحرمنة"، "حكايات من التراث الشعبي"، "سمية تخرج من البحر"، "طير الخير"، "الوريث"، "إيقاع مختلف"، "زمن دراكولا"، "الرأي الآخر"، "سنطرون بنطرون"، "حكم الزمان"، "السرايات"، "أسرار خلف الجدران"، "الحب يأتي متأخراً"، "طائر برزقه"، "حدث ذات يوم"، "كافيه بو عزوز"، "الصقرين"، "قلوب متحجرة"، "دموع الرجال"، "الدار"، "بيت العائلة"، "زينة الحياة"، "شاهين".

جوائز

حصل جاسم الصالح على تكريم من مجلس أمناء مهرجان الخرافي للإبداع المسرحي، عن مجمل أعماله، في عام 2008، كما تم تكريمه في العديد من الملتقيات الفنية والمحلية.

مرضه ووفاته

عانى جاسم الصالح من المرض، فقدّم المسرح الشعبي طلباً للحكومة الكويتية لعلاجه في سنوات مرضه الأخيرة، وبعد ذلك أمرت الحكومة بإرساله للعلاج في الولايات المتحدة الأميركية، على نفقتها الخاصة.

وتوفي في 3 كانون الأول/ديسمبر عام 2009، وهذا ما أحدث صدمة في أوساط الفنانين الكويتيين، خصوصاً أنها جاءت قبل تكريمه بأيام في الدورة الحادية عشرة، لمهرجان الكويت المسرحي.

وإعتبر كثير من النقاد والفنانين أن جاسم الصالح لم يحظَ بفرصته الحقيقية في التمثيل، لتظهر موهبته الفعلية، قبل أن يرحل.