آمن بعالمية الموسيقى، التي ليس من الضروري أن تطبع بلداً معيناً بذاته، لا حدود لإبداعه وعطائه الفني، فعدا عن دراسته للموسيقى وتأثره بوالده الراحل حنا الرحباني وبأخويه عاصي ومنصور، يمتلك إلياس الرحباني موهبة وخيالاً وذوقاً وثقافة، ترجمها لآلاف المقطوعات والأغنيات والألحان والمعزوفات.


وفي الجزء الثاني، نستعرض ذكريات إلياس الرحباني، وأهم الأوسمة والجوائز والتكريمات المحلية والعالمية، التي نالها خلال مسيرته الفنية والموسيقية، التي تركت بصمات مهمة وخالدة في الفن اللبناني.

من ذكريات إلياس الرحباني
يتذكر إلياس الرحباني: "كان والدي يطعمني "قصبة سوداء"، كلما سرت معه من ساحة "انطلياس إلى منزلنا، وقبل وفاة والدي باع كل أملاكه، وكان عاصي شرطياً في البلدية.
ويكمل ذكريات الطفولة: "وعلى أنغام موسيقية سمعتها وأنا في الثالثة من عمري، ومصدرها دير الراهبات الذي يبتعد عن منزلنا 20 متراً عشقت البيانو، بعد أن كنت أظن أنه مجرّد خزانة خشبية، وأن الانغام تصدرها الطبيعة.

بعد خمس سنوات أهداني صهري عبد الله الخوري (إبن الأخطل الصغير بشارة الخوري) بيانو، وكانت أختي "سلوى تلميذة عند الراهبات، وكنا نعيش حالة عوز في المنزل، وكنت أستمع إلى ليلى مراد.
يضيف: "عائلتي مؤلفة من تسعة أفراد: عمي حضر من سويسرا وجدتي وثلاث بنات وعاصي ومنصور ووالدتي وأنا، وما أتذكره من والدتي أنها كانت تردد: "يقبرني الياس مريض"، وقد "عوض غياب الأب عاصي ومنصور بعدما تقاسما دور الأب، وكانت شقيقتي تقاسمني العقاب.
كان هدف الياس الرحباني منذ الصغر تأليف موسيقى عالمية، في الفترة التي عاشها في باريس حيث إلتقى بأندريه فيليرمان، وبول موريا، وريمون لوتيفر، وقد سنحت له الفرصة للعيش في أميركا وأوروبا مقابل تبديل هويته، ولكنه رفض.


جوائز وأوسمة وتكريمات
تلقى إلياس الرحباني العديد من الجوائز، منها جائزة الموسيقى الكلاسيكية على مقطوعة "فنتازيا" صيف عام 1964، اشترك بمعرض دمشق الدولي خمسة عشر عاماً (من عام 1960 حتى عام 1975) ، وفي مهرجانات بعلبك ومسرحيات قصر البيكاديللي خمس مرات، عام 1972 نال الجائزة الثانية في المهرجان الدولي للأغنية بأثينا عن اغنية "انتهت الحرب" La Guerre Est Finie، شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، وأغنية "موري موري" جاءت عملاً فنياً لبنانياً بصوت سامي كلارك، الذي شارك في مهرجان الأغنية العالمية في "بلغاريا" وغنى "قولي لي ماذا افعل". نال الجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، الجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا. وعام 2000 كرّمته جامعة بارينغتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وأخرى من الجامعة الأميركية في أستورياس في إسبانيا. نُصّب عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، حين تأسيسها في عام 2004؛ لكنه إستقال منها بعد مدة قصيرة، مبرراً أن هناك قرارات اتخذت بدون استشارته.

في 13 آذار/مارس عام 2013 منحت الحكومة الفرنسية الفنان الياس الرحباني وسام الفنون والآداب من رتبة فارس، في حفل دعا إليه السفير الفرنسي باتريس باولي في المركز الثقافي الفرنسي، وجاء التكريم في شهر الفرانكوفونية في لبنان، بعدما قدم الياس الرحباني نشيداً بإسم لبنان إلى الفرانكفونية، واتخذته 55 دولة نشيداً للفرانكفونية إلى الأبد
حاز وسام الإعلام المذهب ووسام الأرز برتبة ضابط من الدولة اللبنانية، وقدم مجموعة حفلات "رستيالات" في كازينو لبنان وقصر الاونيسكو، واعتبرها من الأعمال التي تتلاءم مع مزاجه.
في 24 آذار/مارس عام 2017 وتقديراً لعطاءاته الفنية والموسيقية، منح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤلف الموسيقي إلياس الرحباني وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وذلك خلال حفل تكريمي دعت إليه جامعة الحكمة وجمعية "لقاء العمرين"، بمشاركة عدد من الوجوه السياسية والعسكرية وفعاليات نقابية وإجتماعية وكذلك وجوه فنية عديدة. وتقدم الرحباني بشكر خاص للرئيس عون الذي تمثّل بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، كما تقدم بالشكر لكل القائمين على الحفل.

يتبع في الجزء الثالث..