إستطاعت الممثلة المصرية غادة عبد الرازق خلال سنوات طويلة من بطولاتها الدرامية، أن تجعل ما تقوم به يؤثر بالجمهور الذي ينتظرها كل عام لمشاهدة أعمالها الدرامية، وخصوصاً بموسم دراما رمضان، وعلى الرغم من قرار الراحة هذا العام الذي كانت قد إتخذته، إلا أنها تراجعت في اللحظات الأخيرة بعد أن قرأت مسلسل "سلطانة المعز" وجذبها لتقديمه، في ظل ظروف صعبة واجهها صُناع الدراما هذا العام، وفي حديث غادة عبد الرازق لـ"الفن" تكشف لنا عن موقفها من العودة للغناء الذي بدأت به مشوارها الفني، ومدى تأثير فنها وأعمالها على المجتمع، وتوضح لماذا تلتزم الصمت والتجاهل حيال ما تتعرض له من هجوم على حياتها، والكثير من التفاصيل عن مسلسل "سلطانة المعز" الذي شاركت به في السباق الدرامي الرمضاني الماضي في اللقاء التالي:

ما الذي جذبك للمشاركة بمسلسل "سلطانة المعز" بموسم دراما رمضان الماضي وخصوصاً أن دور "سلطانة" يدور بإطار بنت البلد، وهذه الشخصية شبيهة ببعض الشخصيات التي قدمتها من قبل؟
شخصية "سلطانة" لا تُشبه أية شخصية من التي سبق وقدمتها بأعمالي الدرامية، فقد تكون بنت بلد وتمتلك صفات جيدة كبعض الشخصيات التي قدمتها، ولكن تفاصيل الدور مختلفة تماماً عن أي دور آخر، ولذلك تحمست للمشاركة بالمسلسل من خلال الورق والسيناريو المكتوب والذي جمع الكثير من الشخصيات بحبكة درامية متميزة.

الكثير من الأدوار التي تُقدمينها أحياناً ما تحمل صفاتك وتتشابه معكِ في الإيجابيات الموجودة بشخصيتك، فهل هذا تشابه مقصود أو بالصدفة؟
هذا التشابه بكل تأكيد بمحض الصدفة، وليست كل الأدوار تُشبهني في بعض صفاتها، ولكن أحيانا أجد شخصيات قريبة إلى قلبي وأشعر بأن هناك تماساً في صفات معينة بيننا، وأنا أحب تقديم الشخصيات القوية التي تعتمد على ذاتها وتصنع ذاتها بذاتها وهذه الصفة موجودة بي بالفعل، وهي المسؤولية والإعتماد على الذات، وهذا أمر جيد أن تحمل أدواري التي أُقدمها إيجابيات يستفيد منها الناس.

هل مشاهد البكاء في المسلسل أثرت بكِ نفسياً إلى جانب صعوبات التصوير في أوضاع صعبة في ظل إنتشار فيروس كورونا؟
بالتأكيد، مشاهد البكاء والتي تحمل صعوبات نفسية تؤثر بي نفسياً، ولكنني أتجاوزها بعد إنتهاء التصوير، وظروف مسلسل "سلطانة المعز" كانت صعبة للغاية، فلقد شهدنا توقف المسلسل ومن ثم معاودة التصوير في ضغوطات كبيرة بسبب ضيق الوقت، مروراً بالإجراءات الإحترازية، ولكن الحمد لله سعيدة بنجاح المسلسل وتلقيت آراء إيجابية كثيرة عنه.

ولماذا تراجعتِ عن قرار الغياب عن المشاركة بموسم دراما رمضان الماضي؟
بالفعل لم أكن أنوي المشاركة بموسم دراما رمضان الماضي، ولكنني قرأت سيناريو "سلطانة المعز" وقابلت المخرج محمد بكير والمؤلف إياد عبد المجيد، وسرعان ما أعجبني المسلسل وبدأنا في التحضير له بعد التوقيع عليه، وخصوصا أنني علمت بأن هذا العمل كان يتم التحضير له منذ عامين لجهة تعديلات الورق وما شابه ذلك.

وهل شخصية "سلطانة" واقعية وخصوصاً أن المشاهد شعر بواقعية أحداث المسلسل الذي يناقش حال الناس بشارع المعز بالقاهرة؟
شخصية "سلطانة" واقعية وموجودة كثيراً في الواقع من حولنا، فمصر مليئة بالسيدات اللواتي نقول عنهن "بمائة رجل" أي أنهن بقوة الرجل، ولكن ذكاء المؤلف إياد عبد المجيد في أخذ أمور من الشخصيات بالواقع ومزجها بخياله وفق أحداث تشويقية، جعلت الجمهور يُصدق أن الشخصيات الموجودة بالمسلسل واقعية بشكل كامل، كذلك المجهود الكبير الذي قام به المخرج محمد بكير وكل فريق العمل الذي عمل في ظل ظروف صعبة.

نُلاحظ وجود أسلوب التشويق واللوغاريتمات (أي الرموز) بكثير من المسلسلات الدرامية، هل السوق يتطلب ذلك لجذب إنتباه الجمهور؟
بالطبع، هناك متطلبات للسوق وهي تشويق الجمهور ولفت إنتباهه مع أحداث المسلسل، ولكن من الضروري ألا تكون الأعمال معقدة وتحمل "لوغاريتمات" كما تقول بل هذا يختلف على حسب المؤلف والمخرج وبطل العمل، ونحن إستخدمنا داخل أحداث مسلسل "سلطانة المعز" لغة تشويق سهلة على المشاهدة، بالإضافة إلى نهاية كل حلقة كانت تجعل مُتابعي المسلسل ينتظرون ما سيحدث في الحلقة التالية.

خلال السنوات الماضية كُنتِ تتعاونين مع مُخرجين شباب وجُدد، ولكِ الفضل في كتابة شهادة ميلاد فنية لكثير من المخرجين، ولكنكِ فعلتِ النقيض هذا العام بالتعاون مع مخرج له إسمه بمجال الإخراج؟
أشكرك على كلامك، وكنت سعيدة بالتعاون مع المخرجين الشباب، ودائماً طوال مسيرتي الفنية أسعى لإظهار وإشراك المواهب الجديدة والشابة في أعمالي سواء بالتمثيل أو الإخراج، ولكني شعرت بضرورة التعاون هذا العام مع مخرج مُخضرم مثل محمد بكير، وسعدت للغاية بالتعاون معه، وهذا الأمر يُحدده السيناريو وطبيعة العمل إذا كنت بحاجة لإظهار موهبة جديدة أو التعاون مع مخرج له خبرات تفيدك.

وكيف تتعاملين مع المنافسة كل عام، هل تتغير نظرتك لها؟
لا تتغير نظرتي للمنافسة، فأنا لا أعتبرها سباقاً ولكن في الوقت نفسه تركيزي كل عام يكون على العمل الذي أُقدمه فقط، فالمنافسة الشريفة مطلوبة لكي يقدم كل فريق مجهوده والقيام بما عليه القيام به والتوفيق من عند الله.

وما المحرك بالنسبة لكِ حيال الأعمال والأدوار التي تُعرض عليكِ؟
المحرك يكمن في الإختلاف في ما يُعرض علي، إذ أقبل الأعمال التي أجد فيها تحدٍ مع نفسي وتقدمني بشكل مختلف، والأمر نسبي حسب كل عمل.

أيهما تؤيدين بعد إنتشار النجومية المزيفة للبعض، تركيز الفنان كامل طاقته ومجهوده على الأداء الفني أو التركيز على "الشو" العرض؟
أؤيد تركيز الفنان لكامل طاقاته ومجهوده على أدائه الفني، من دون إهدار ذلك في عرض لا قيمة له يأخذ وقته ويطير ويتبخر خلال وقت قصير.

بدايتك الفنية منذ سنوات طويلة كانت من خلال الغناء، ومن ثم وجهتِ تركيزك للتمثيل فقط، فهل تؤيدين العودة للغناء إن سمحت لكِ الظروف؟
بالنسبة لي لا أؤيد العودة للغناء وكامل تركيزي ينصب في الناحية التمثيلية فقط، ولكن بالنسبة لبعض النجوم والنجمات الذين يتجهون للغناء بعد التمثيل فهم أحرار في قرارهم، والأمر يتوقف على مدى قبول الجمهور للأمر من رفضه.

ولماذا تتعاملين دوماً مع الهجوم على حياتك الخاصة بالتجاهل؟
لأنني أرى التجاهل هو الحل الأفضل في هذه الأمور، أفضل من الدخول في "مهاترات" لا قيمة لها بالنسبة لي. ولكن إلتزامي الصمت يتوقف لحين المساس بأحد أفراد أسرتي أو عند التجاوز والتطاول على حياتي الخاصة، ففي هذه الحالة يمكن أن أتوجه للقضاء.

بأي شكل ترين إنعكاس تأثير أدوارك وأعمالك الفنية على جمهورك؟
أرى تأثير ما أُقدمه لجمهوري من خلال الشارع، ففي كثير من الأحيان حينما أقابل سيدات يؤكدن لي بأن أدواري تُشبه البعض منهن، وأن القوة التي تتحلى بها الشخصيات التي أؤديها في الأعمال الفنية أمر إيجابي بالنسبة لهن، والحمد لله أنا سعيدة بنجاحي وأطمح دائماً لتقديم أعمال فنية تمس أكبر شريحة من الجمهور بالإعتماد على الواقعية والصدق الفني.