باسم رزق عنوان معاصر للموسيقى التصويرية في لبنان والشرق الأوسط، أمضى أكثر من 16 عاماً في اعتلاء أهم المسارح العالمية، مقدماً أضخم الرسيتالات وحده مع آلة "العود" المفضلة لديه، والتي كانت سبب نجاحه في أوروبا.

لم يشأ أن يكتفي بهذا القدر بل تخصص أيضاً في مجال الموسيقى السينمائية، فأتقن مفاتيحها وإستطاع أن يصبّ خبراته وقدراته في أول موسيقى تصويرية وضعها لمسلسل "أسود" الذي خاض من خلالها السباق الدرامي اللّبناني في رمضان 2019، أما الآن فيستعد لتقديم عمل جديد لمسلسل "عشيق أمي" من بطولة زوجته الممثلة اللبنانية ورد الخال والممثل السوري خالد القيش. عن تحديات هذا العمل عدنا إليكم بهذا الحوار مع المؤلف الموسيقي باسم رزق.

كيف هي تحضيرات الموسيقى التصويرية لمسلسل "عشيق أمي"؟
في المبدأ سيكون تتر البداية عبارة عن أغنية، وسأتولّى تنفيذ الموسيقى التصويرية في نهاية المسلسل، لأنّني لا أحبّ العمل على أغنية. وأحضّر موسيقى عالية المستوى ولأهداف معينة. عملياً، أحرص على التواجد في موقع التصوير وأيضا التحدث مع الممثلين بشكل خاص لمعرفة حالة الدور الذي يؤدونه، بالإضافة الى التحدّث مع المخرج عن تفاصيل العمل. مسلسل"عشيق أمي" كلاسيكي والإتكال فيه على ورد الخال وخالد القيش لتمييزه.

هل العمل في أغنية يؤديها فنان أو فنانة يقللّ من قيمة الموسيقى؟
تصبح الأهمية للتسويق أولاً، خصوصاً حين تتعامل مع نجمة مثل إليسا أو نوال الزغبي فيستعمل الإسم للتسويق فقط. قد أتقبّل أن تشارك ميريام فارس تمثيلياً في مسلسل وتؤدي تتر العمل، لكن التترات بصوت الفنانات أصبح تراند لا أريد خوض هذه التجربة لأن لعبة التسويق هذه لا تشبهني.

ما التّحديات التي تواجهها في هذا الوسط؟
تحدّيات كثيرة، لكنّني لست سلبيًّا لأن أعمالي تتحدّث عنّي وهكذا تربيت.
وضعنا صعب في لبنان ولا أحد يتعاون معنا، لكنّني اعتدت على القيام بمجهود شخصي. معظم العرب من حولنا "متعصبون" على أنفسهم، السوري يساعد السوري والعراقي يساعد العراقي أما اللبناني فلا يساعد مواطنه اللبناني ومن يهاجر الى الخارج يختبر هذا الأمر. وقد أصبحنا في لبنان هكذا.

العتب اليوم على مَنْ؟
لا أعرف، في مسيرتي قدمت رسيتالات على أهم المسارح العالمية، وكنت أعزف على العود Solo وهذا أمر صعب جداً واكتشفت أنه مع تقدم الوقت بدأت هذه المهنة تزول، فلجأت الى دراسة الموسيقى السينمائية في الخارج، أما في لبنان فالسياسة والطائفية والمحسوبيات تدخل في مجالنا.
في مسلسل "أسود" إستعنت بالأوركسترا العالمية، وأردت أن أسوّق إسمي من خلال ضخامة المسلسل، إذ بتاريخ الدراما اللبنانية لم يقدّم أحد مثل هذا العمل، وحصلت على العديد من التهنئات والتعليقات الإيجابية حتى من رجال سياسيين، لكني لم أقطف ثمار هذا النجاح بتلقي عروض أخرى جديدة.

هل برأيك أجر الموسيقي الأجنبي يختلف أيضاً عن ما يطلبه الموسيقي اللبناني؟
هناك تفاوت بين الأسماء، لكن في السوق اليوم إسمان متداولان فقط في كل عمل درامي وهذا أمر لا يجوز.

لماذا التعامل معهما في جميع المسلسلات؟
لقد قدما الكثير ولا أقصد التقليل من مستواهما، لكن نحن نستطيع تقديم هذا المستوى وأفضل.
الدليل بالنسبة إليّ الموسيقى التصويرية التي قدّمتُها في مسلسل "أسود".
لماذا يحاربنا المنتجون بهذا الشكل والعتب على قدر المحبة، حين تنتج الشركة ثلاثة مسلسلات في السنة، لماذا لا تمنح لكل واحد منا عملاً بدلا من أن تعطيها لإسم واحد فقط؟

باسم رزق ما هي الآلة المحببة الى قلبك؟
كموسيقي أحب جميع الآلات، لكن أعزّ آلة على قلبي هي العود لأنني عملت أكثر من 16 عاماً في أوروبا وصنعت مسيرتي المهنية بفضلها، لكن الآلات التي تستعمل في الدراما التلفزيونية تختلف عن السينما أما أنا فأحاول الإستفادة من الأوركسترا كاملة وذلك بحسب ما يخدم المشهد.

الى أي مدى الموسيقى مهمة في المسلسل وعامل أساسي لجذب المشاهد؟
هناك شركتان كبيرتان للإنتاج تولي أهمية لهذا الموضوع، إذ يستثمرون أموالهم بالشكل الصحيح. بالإضافة الى أن Netflix بدّلت في طريقة تفكيرنا ولم يعد باستطاعتنا تقديم أعمال أقل مستوى. الموسيقى هي هوية أساسية للعمل، فعندما تستمع إلى انطلاقة الموسيقى الخاصة بالمسلسل تعي أن العرض قد بدأ. وفي "أسود" الناس حفظت الموسيقى الخاصة بباسم مغنية وباتوا يعرفونها.

ما نصيحتك للمنتجين في المرحلة المقبلة بما يتعلق في التركيز على الموسيقى؟
من المفروض أن نجد تنوعاً وأسماء عديدة يتعاملون معها في أعمالهم، وأن لا يتعاملوا في مسلسلاتهم مع الإسم نفسه بشكل دائم. في الأصول يجب على كل مؤلف أن يأخذ عملاً واحداً كي لا يكرّر نفسه في الأعمال الأخرى، بالإضافة الى أن العمل الجيّد يأخذ كثيراً من الوقت والجهد والتعب. ونلاحظ في معظم المسلسلات أن المؤلفينيبخلون على العمل بعدد المقاطع الموسيقية، من أجل كسبها في أعمال أخرى.

هل شعرت بأن الموسيقى التصويريّة في "أسود" استنسخت في أعمال أخرى عرضت في رمضان؟
نعم، هناك مسلسل كانت الموسيقى فيه شبيهة جداً بموسيقى "أسود"، لكن لا أريد أن أذكر إسم العمل. المنتج تحدث معي من أجل الموسيقى التصويرية، لكنّنا لم نتعاون وكان سبق أن استمع الى جميع المقاطع الصوتيّة الخاصة بمسلسل "أسود".

يقولون إن إسمك واسم زوجتك ورد الخال أصبحا مرتبطين ببعضهما في الأعمال الدرامية أيضاً، هل هذا صحيح؟
لا هذا ليس صحيحاً، هي تتمنّى أن نعمل معاً وأنا أتمنّى ذلك أيضاً، وحين نعمل سوياً في مسلسل واحد تساعدني كثيراً على قراءة النص وفهمه، وهذا الأمر رحّب به المنتج جمال سنان سابقاً والآن المنتج مروان حداد.


ما رأيك بتترات مسلسلات رمضان الماضي؟

بردانة أنا؟
لم أحب العمل ككل.

الساحر؟
"حافظك عن غايب" أغنية جميلة لجوزيف عطية وأحبه كثيراً، لكن من غير المقبول أن تكون هذه الأغنية تتراًلمسلسل. وهذا فقط من أجل التسويق.

النحات؟
لم يعني لي العمل شيئاً.

البرنس؟ هل تؤيد كثرة الأغنيات في مسلسله؟
في المبدأ لا، لكن محمد رمضان حالة إستثنائية وهو ممثل ناجح. والتركيبة ناجحة وأتقبل تعدد الأغنيات في المسلسل لأن بطله محمد رمضان، وبالنسبة إليّ يليق به ذلك وهو رجل ذكي وأحب ذوق المصريين في الفن وهناك فنانون أحب أصواتهم كثيراً مثل شيرين عبد الوهاب.

هل تود التعامل مع شيرين عبد الوهاب في أغنية؟
شيرين عبد الوهاب المفضلة لدي وأعتقد أن كل ملحن يفكر في التعامل معها، لأن صوتها يجمع بين الطرب والرومانسية وأغنياتها ناجحة ويستمر نجاح أعمالها لمدة طويلة، بالإضافة الى أن صوتها يساعد الملحن كثيراً، وكذلك فإن أداءها عالٍ جداً.