ممثل موهوب، عمل جاهداً لخوض غمار الفن، رغم حداثة تجربته؛ إلا أنه أثبت مهارةً في تجسيد مختلف الشخصيات، فتنوع أداؤه بين الكوميدي والتراجيدي.


ولد الممثل السوري مصطفى المصطفى في مدينة جرابلس بمحافظة حلب في شمال سوريا، في الأول من تموز/يوليو عام 1987.
بدأ حياته الفنية وهو في السادسة عشرة من عمره، أثناء وجوده في نادي الشبيبة في مدينته، حين تم الإعلان عن بدء إقامة مسرحيات تفاعلية، فقرر حينها المشاركة على الرغم من أنه لم يكن لديه أدنى فكرة أو أية تجربة سابقة في هذا المجال، وأثناء تجربته الأولى إكتشف موهبته الناشئة، ولذلك درس في المعهد العالي للفنون المسرحية لصقل الموهبة، وتخرج منه عام 2011.

المعهد العالي
لم يمنعه أهله من تحقيق رغبته، لكنهم عارضوا بداية لأن هذا الوسط مليء بالواسطات، إلى جانب ظروفهم المادية التي كانت لا تسمح له بالوصول إلى دمشق، من أجل التسجيل.
وعمل والده جاهداً على تأمين أجرة الطريق في المرة الأولى، ووصل إلى المعهد العالي من أجل التسجيل. وعند تحديد الموعد في اليوم الذي يسبقه، لم يتواجد معهم حتى أجرة الطريق، وكان من الممكن أن تفوته هذه الفرصة، لكن جارتهم أقرضتهم ألف ليرة سورية.
وقال مصطفى المصطفى إنه لم يكن يعرف دمشق سوى بالتلفاز، وأنه صدم من مناظر الإختلاط التي رآها في المعهد العالي، بين الطلاب والطالبات.

فحص القبول
خلال فحص القبول للمعهد العالي، قدّم مصطفى المصطفى مشهداً من مسرحية مصطفى الحلاج القصيرة "الدراويش يبحثون عن الحقيقة"، كأنه يستلهم شيئاً من قصته. حينها إكتشف الممثل فايز قزق موهبته الفطرية، واستبعد عنه الاختبار الثقافي الثقيل. وسأله ببساطة عن عدد سكان قريته، فاستعاد الطالب المربك صورة اللوحة على الطريق الموجودة عند مدخل جرابلس، وقد كتب عليها عدد سكانها 26729 فردد الرقم بدقة. ضحك قزق، وعرف أن أمامه موهبة تستعين بذاكرتها، بشكل صائب في الوقت المناسب.

أعماله
منذ تخرجه، شاركمصطفى المصطفىفي ثلاثين مسلسلاً، وإشتهر بشخصية "مزين فتوح"، في الجزئين الثامن والتاسع من مسلسل "باب الحارة".
من مسلسلاته "ساعات الجمر" و"سيت كاز" و"بقعة ضوء 9" عام 2012 و"ناطرين" و"زمن البرغوت 2" عام 2013 و"عناية مشددة" و"حرائر" و"بانتظار الياسمين" عام 2015 و"زوال" و"الندم" و"أحمر" عام 2016 و"قناديل العشاق" عام 2017 و"سايكو" و"الواق واق" عام 2018 و"كرسي الزعيم" و"عن الهوى والجوى" و"عطر الشام 4" عام 2019 و"مقابلة مع السيد آدم" و"الحب جنون 3" و"ببساطة 2" عام 2010.
له العديد من التجارب السينمائية، منها أفلام "سلم إلى دمشق" عام 2013 و"بانتظار الخريف" و"أنا وأنت وأبي وأمي" عام 2015 و"مطر حمص" عام 2017.
ومن مسرحياته "كأنو مسرح" و"حفلة على الخازوق"، مع المخرج غسان مسعود.

عبد المنعم عمايري أستاذه وعرّابه
بعد أربع سنوات من الدراسة، خرّج الممثل عبد المنعم عمايري الطالب مصطفى المصطفى في عرض مسرحي حمل إسم "سيلكون"، برفقة دانا ماريني ويزن الخليل وحلا رجب ولوريس قزق، وآخرين.
لاحقاً، أكد مصطفى المصطفى أن عمايري هو الأستاذ والعراب له، ومعجب بشخصيته وموهبته.

رصاصة وموت
في شهر أيلول/سبتمبر عام 2016، نعى مصطفى المصطفى، شقيقه الصغير علي (14 عاماً)، الذي فارق الحياة بسبب رصاصة إخترقت رأسه، أثناء محاولته العبور من معبر جرابلس على الحدود السورية التركية.
وعبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب: "لن أبكيك يا أخي سأحياك ما حييت، كل الباقي من العمر لك ولذكراك ولعائلتنا الجميلة، تصبح على خير".

معلومات قد لا تعرفونها عن مصطفى المصطفى
يفضل تجسيد الشخصيات الواقعية والبسيطة وغير المتناغمة على وتيرة واحدة.
لا يلتفت إلى مساحة الدور، بل إلى محوره وتأثيراته.
يتميّز بشخصيته البارزة والعفوية، المعتمدة على الكاريزما الموجودة عنده.