يُعتبر الممثل الكويتي علي المفيدي واحداً من أعمدة الفن والإعلام في الخليج، من خلال الأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسرحية التي شارك فيها، وتركت بصمات واضحة في مسيرة الحركة الفنية في الكويت خاصة، والخليج بصفة عامة.


كما إرتبط صوته بعددٍ من الشخصيات الشهيرة، في أفلام الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال.


نشأته ودراسته
وُلد علي سليمان المفيدي في 10 أيلول/سبتمبر عام 1939، في منطقة شرق التابعة في الكويت، وتلقّى علومه الإبتدائية والثانوية فيها، ومن ثم إنقطع عن الدراسة لفترة، وبدأ يعمل في الإذاعة والمسرح وبعض الأعمال التجارية، وفي عام 1976 درس في المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم التمثيل والإخراج، في الكويت، وتخرج منه.

بين البريد والإذاعة
كان علي المفيدي على يقين بأن القدر يخبّئ له شيئاً غير كونه موظفاً في البريد، وهذا ما تحقق، ففي أواخر عام 1959 أعلنت الإذاعة الكويتية حاجتها إلى مقدمي برامج ومذيعين، فسارع بتقديم طلب ليكون مذيعاً، ولم ينس عشقه لفن الإذاعة، وحرصه منذ صغره على متابعة الإذاعات العربية بشكل منتظم، فضلاً عن إذاعتي "صوت لندن"، و"الشرق الأدنى"، التي كانت تبث من قبرص، ولما جاءه الرد من الإذاعة الكويتية تقدّم للاختبارات مع مجموعة من المتقدمين الذين أصبحوا نجوماً في الإذاعة في ما بعد، ونجح في الإختبارات، وحصل على تدريب استمر أكثر من عام، ليحسّن من أدائه الصوتي، وبعدها قُبل كمذيع في إذاعة الكويت مع نقل خدماته من البريد، لكن مدير البريد وقتئذ رفض، وظل يعمل في البريد حتى عام 1963، وبعد مفاوضات بين مسؤولي الإذاعة والبريد، سمحوا له بالعمل في الإذاعة بعد وقت الدوام الرسمي في البريد، وظهر صوت علي المفيدي على الهواء لأول مرة في آذار/مارس عام 1963 بعبارة "هنا الكويت".

علي المفيدي ممثلاً
في الإذاعة، بدأ علي المفيدي يقدم أكثر من برنامج إذاعي، ومنها "ركن المرأة والطفل"، و"ركن الشرطة"، و"التثقيف الصحي"، و"ركن البيطرة"، والبرامج الشعبية والغنائية، وكان يضع خفة دمه في الإلقاء والتقديم، فيحول المادة العلمية الدسمة، إلى مادة خفيفة يقبل عليها المستمعون.
ولأن بداخله ممثلاً كامناً، كان يمزج في تلك البرامج بين التقديم والتمثيل، وعندما سمعه المخرجون بالإذاعة، أسندوا إليه أدواراً صغيرة باللهجة المحلية، وباللغة العربية الفصحى، ومنهم المخرج أحمد سالم، الذي أشركه كممثل إذاعي في بعض مسلسلاته.
وفي عام 1968 شارك في مسلسل "حياة" بدور علي، والسهرة التلفزيونية "زوجتي والمجنون"، ومسرحية "صلاح الدين وبيت المقدس".
تابع علي المفيدي مسيرته في عام 1969، فشارك في مسرحية "بخور أم جاسم" بدور أبو فهد، وفي عام 1970 شارك في مسلسل "أجلح وأملح" بدور الحلاق، ومسرحية "نعجة في المحكمة"، كما أدى أدواراً في عام 1971 في مسرحية "الجحلة"، ومسرحية "الدرجة الرابعة"، وفيلم "بس يا بحر"، وألّف الجزء الأول من مسلسل "الشاطر حسن"، وشارك فيه بدور شبروح.
عام 1972 شارك علي المفيدي في مسلسل "شرباكة"، بدور جوجان، ومسلسل "جحا وحجاج وبنت السلطان" بدور جحا، ومسلسل "علاء الدين"، ومسرحية "1234 بم"، وعمل أيضاً كمساعد مخرج مسرحي فيها، وحمل له عام 1973 مشاركةً في مسلسل "زوجتي وأمها"، وفيلم "ذئاب لا تأكل اللحم"، ليتبعها عام 1974 في مسرحية "فوضى"، ومسرحية "يا غافلين"، ومسرحية "وأيضاً هالو دوللي"، وألّف وشارك في الجزء الثاني من مسلسل "الشاطر حسن".
لم يقتصر عطاؤه على التمثيل فقط، ففي عام 1975 ألّف وشارك في مسلسل "ابن الحطاب"، كما شارك في عام 1976 في مسلسل "خولة بنت الأزور"، وألّف ومثّل في مسلسل "ابن العطار"، ليُتابع العمل في عام 1977 من خلال المشاركة في مسلسل "درب الزلق" بدور قحطة، ومسلسل "دنيا المهابيل" أيضاً بالشخصية نفسها، التي حملت إسم "قحطة".
عام 1978 تابع بشخصية قحطة في مسلسل "الأخوة الثلاثة"، كما تواجد في شخصياتٍ مختلفةٍ في مسلسلات "حقنا مقنا"، و"الغوص"، وسراقة بن مالك"، و"الطابق الثالث"، ليظهر في عام 1979 في مسلسل "فهد العسكر الرحلة والرحيل"، ومسلسل "أصوات للحبط، كما حلّ ضيفاً في الجزء الأول من مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية".

عالم الرسوم المتحركة
عام 1980 شارك علي المفيدي بصوته في برنامج الرسوم المتحرّكة "مغامرات نحول بشار"، ومسلسل "السيف المفقود"، ومسلسل "العتاوية"، ومسلسل "حياتنا"، وبرنامج "عربسات".
وفي عام 1981 شارك بصوته أيضاً في برنامج الرسوم المتحركة "الرجل الحديدي" بدور دهام، و"عدنان ولينا (مغامرات عدنان)" بدور العم فارس، كما تواجد في العروض الأولى لمسرحية "باي باي لندن"، ومسلسل "أسماء النبي".
عام 1982 شارك في دبلجة الفيلم الكرتوني الناطق بالعربية "الأميرة والنهر"، كما تواجد في مسرحية "يسوونها كبار"، وحلّ ضيفًا على مسلسل "بدر الزمان"، وشارك في عام 1983 في مسلسل "خالتي قماشة" بدور حنظل، ومسلسل "ألبوم صور"، ومسلسل "الأسوار"، ومسرحية "بالمشمش".

أعمال متنوعة
في عام 1984، شارك علي المفيدي في مسلسل "أوبريت سندريلا"، ومسرحية "القرقور"، التي أعدّها وكتب حوارها، والسهرة التلفزيونية "توبة"، كما شارك عام 1985 في مسلسل "زوجة بالكمبيوتر"، ومسلسل "أبو صالح يريد حلاً"، ومسرحية "احنا شباب الديسكو"، كما كان ضيفاً في مسلسل "الصفعة".
عام 1986 شارك في سباعية "رقية وسبيكة"، وسباعية "بيت الأوهام"، ومسلسل "إلى من يهمه الأمر"، ومسلسل "المغامرون الثلاثة"، والمسلسل الإذاعي "بيت الأوهام"، ومسرحية "حامي الديار"، كما شارك عام 1987 في مسلسلات "العادلون: ضيعة أم سالم"، "على الدنيا السلام (مبروكة ومحظوظة)"، "عائلة فوق تنور ساخن"، والسهرة التلفزيونية "الحصاد المر"، والسهرة التلفزيونية "أيام ضائعة"، وبرنامج "اوبريت- جسر المحبة الكويت".
إقتصرت مشاركاته في عام 1989 على المسلسل التلفزيوني "الطامعون"، وكان المعالج الدرامي لهذا المسلسل، بينما شارك عام 1990 في مسلسل "ذيب النشامي"، ومسلسل "للحياة بقية"، والسهرة التلفزيونية "نماذج مختلفة"، كما تواجد في تقديم برنامج "مسابقات رمضان".
عام 1992 شارك في مسلسل "طيف السلام"، وفي عام 1993 شارك في مسلسل "طش ورش"، ومسلسل "قاصد خير"، والمسلسل الإذاعي "أعراس القيروان"، والسهرة التلفزيونية "الانتظار"، كما ظهر عام 1994 في مسلسل "عيال قرية"، والمسلسل الإذاعي "سطور على السور".
عام 1995 وقف علي المفيدي على خشبة المسرح من خلال مسرحية "مصاص الدماء"، وشارك في مسلسل "الدعوة عامة"، وفي عام 1996 شارك في مسلسل "القصاص"، والجزء الأول من مسلسل "دلق سهيل"، والمسلسل الإذاعي "ذكريات منسية"، كما أخرج المسلسل الإذاعي "وتدفق نهر الحياة".
ومن الأعمال التي شارك فيها أيضاً، نذكر "عندما تشتعل الثلوج"، "الوريث"، "طير الخير"، "عودة السندباد"، "أسير فيلكا"، "جنون البشر"، "زمن دراكولا"، "كنز المخاطر"، "الدردور"، "الموذي"، "سنطرون بنطرون"، "أبناء الغد"، "المقدر كاين"، "السريات"، "سوق المقاصيص"، "طائر البحرين"، "لعبة القدر"، "كشف حساب"، "الشريب بزة"، "كافيه أبو عزوز"، "حب في الفلوجة"، "ينانوة الفريج"، "فريج صويلح"، "ابن النجار" "عتيج الصوف"، "دار الزمن"، "أيوب".

الجوائز
حصل علي المفيدي خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز، ومنها جائزة الإبداع في مجال الإذاعة من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 2000، كما تم تكريمه من قبل العديد من المهرجانات المسرحية والإذاعية الكويتية والخليجية.

حياة علي المفيدي الشخصية
تزوّجعلي المفيديللمرة الأولى من سيدةٍ من خارج الوسط الفني، ورُزق بـ 3 أبناء و5 بنات، هم حسين وخالد وسليمان وسهير وخلود ونرجس وأبرار وإيمان.
وفي عام 1996، تزوّج للمرة الثانية من الممثلة والإعلامية الكويتيةمي العيدان، التي تصغره بـ38 عاماً، لينفصلا في عام 2006.
وكانت العيدان قد كشفت أنها تفاجأت بعد وفاة زوجها، أنه كان لديه أخوة في العراق من ناحية والده، وهي لم تكن تعلم بذلك، لأنه قال لها حين تزوجها أنه يتيم.

مرضه ووفاته
عام 1987 أُصيب علي المفيدي بسرطان الحنجرة، وعندها أمر الشيخ الراحل جابر الأحمد بنقله إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج، شُفي من المرض خلال سنواتٍ قليلة، إلا أنّه لم يكن شفاءً تاماً.
وفي صباح يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر عام 2008 توفي علي المفيدي في مستشفى الخالدي التخصصي بمدينة عمّان في الأردن، بعد إصابته بنزيفٍ حادٍ في المعدة، أدّى إلى ضررٍ في الرئة، وتدهور في الصحة العامة لتنتهي بالوفاة، وقد نُقل جثمانه إلى مدينة الكويت، ليُدفن في مقابرها.