جويل سعادة عازفة كمان لبنانية، أسرت بعزفها الرائع والحساس قلوب الجمهور، إذ حققت موسيقى الأغنيات التي تختارها لأشهر الفنانين اللبنانيين والعرب والتي تعزفها بأناملها على آلة الكمان نسب مشاهدة عالية على "يوتيوب" ومواقع التواصل الإجتماعي.

جويل أثارت جدلاً واسعاً العام الماضي، بعد مشاركتها في حفل إفتتاح دورة كأس آسيا لكرة القدم التي أقيمت في مدينة كربلاء العراقية، وذلك بسبب ظهورها من دون حجاب، وهذا ما اعترض عليه البعض إنطلاقاً من كون المدينة ذات طابع ديني، وهذا ما جعل إسمها يحظى بمتابعة وإهتمام كبيرين.

فمن هي جويل سعادة؟ وكيف بنت موهبتها وعملت عليها؟ وماذا عن مشاريعها الفنية حالياً؟ وعلاقتها الفنية بالفنان العراقي سيف نبيل؟ وغيرها من المواضيع نناقشها مع جويل في هذه المقابلة التي أجريناها معها.

بدايةً، كيف تعرّفين الجمهور عليك؟

جويل سعادة، violinist أعمل منذ 10 سنوات في هذا المجال في لبنان تحديداً أكثر من الخارج، وأنا التي حصل معها حادثة العام الماضي وتحديداً في مدينة كربلاء في العراق.

هل درستِ الموسيقى؟

نعم، لمدة 10 سنوات.

هل تخصصتِ في العزف على الـViolin؟

تخصصت في العزف على الـ Violin في الكونسرفتوار، إضافة إلى أنني درست في الجامعة تخصص Telecommunications Engineering.

هل إتجهتِ إلى تعلم العزف إنطلاقاً من الموهبة؟

دخلت في هذا المجال عن عمر صغير، وتحديداً بعمر الـ 8 سنوات عندما بدأت التعلم في الكونسرفتوار، ووالدي هو من أخذ القرار، وطبعاً الموهبة لعبت دوراً كبيراً، إذ أنني كنت متفوقة بعلاماتي.

هذه الموهبة أو الشغف في الموسيقى وراثة عائلية؟

كلا ليس هكذا، ولكن أخي يعزف الموسيقى كما أن أبي يعزف على العود وقليلاً على الكمنجا، ولا يمكن وصف جوّ البيت بالفني إلى درجة كبيرة، فجميع أخوتي الباقين بعيدين عن الموسيقى.

هل أنت متأثرة بجو أو نوع موسيقى معيّن؟

أهلي كانوا يسمعون موسيقى وأغنيات قديمة طربية، ولكن انا أحب كل أنواع الموسيقى والأقرب لقلبي هي الموسيقى والأغاني الرومنسية، أي اللحن الذي يلمس قلبي.

إضافة لموهبة العزف، لقد تخصصتِ في مجال آخر بعيداً عن الفن، فهل ما زالت الموسيقى بالنسبة لك هواية أم أصبحت مهنة؟

الآن آخذها كمهنة، في السابق كانت هواية، ومن حوالى الـ3 سنوات قررت أن أتوقف عن العمل في الهندسة لأني لم أجد نفسي في هذا المجال.

كيف تجدين أصداء Cover الأغنيات التي تطرحينها؟

سعيدة جداً بالأصداء الجميلة، وهذا واضح من خلال تفاعل المتابعين عبر السوشال ميديا، وكان واضحاً أيضاً من خلال أول Cover قمت به لأغنيتي "ليلة ورا ليلة" و"أخيراً قالها"، إذ أنني تفاجأت بردود أفعال الجمهور، فأصبح عدد مشاهديها 4 ملايين على "يوتيوب"، هذا إضافة إلى ملايين المشاهدات عبر الصفحات الأخرى التي تنشر أعمالي.

على أي أساس تختارين الأغنيات التي ستقدمينها كـCover، فأجدد عمل لك كان عزفاً لأغنية "بنت الجيران"؟

لقد أحببت الأغنية وذلك على الرغم من إنتقاد بعض الجمهور لها بإعتبارها "فن هابط"، لكني عندما أسمعها أحبها كثيراً وأتفاعل معها بالرقص.

فبكل أغنية أقدمها كـ Cover يكون فيها شيء يجذبني لها وطبعاً الأكثر هو اللحن، مع العلم أنني أميل أكثر إلى الأعمال الرومنسية، ولكن أحببت أن أقدم هذه الأغنية كـ Cover كوننا كنا نمر بفترة حجر منزلي، فشعرت أنه وقتها لكي تضيف نوعاً من الفرح على الجمهور.

هل تتواصلين مع صاحب الأغنية قبل أن تطرحيها كـCover؟

كلا.

هل واجهتِ أية مشاكل في ما خصّ هذا الموضوع؟ وهل أحد من الفنانين إعترض على عزفك للحن أغنيته؟

كلا، بل على العكس تماماً، فمثلاً الفنان العراقي سيف نبيل تواصل معي بسبب الـCover الذي طرحته لأغنيته "ليلة ورا ليلة" لأنه أحبه كثيراً، إلى أن أصبحنا اليوم نتعاون معاً بأعمال مشتركة.

ومن هنا، فلا أتصور أنه هناك فنان قد ينزعج إن عزفت لحن أغنيته، بل من المفروض أن يكون سعيداً وفخوراً بهذا الامر.

هل فكرتِ في عمل خاص بك، وليس كـCover؟

طبعاً، فهذا بالنهاية هدف أي شخص فنان أو يعمل في الفن، أن يترك بصمة خاصة به، وبالفعل لدي عمل واحد خاص بي قديم، ربما لم يأخذ وقته أو رهجته في حينها.

الموسيقى بحاجة إلى إحساس، واليوم الجو في لبنان عكس ذلك تماماً ولا يساعد على نضوج هذا الإحساس، وأنا لا أعني هنا أزمة فيروس كورونا، فهذا الموضوع سهل بالنسبة لنا أمام الأزمات الأخرى التي نعاني منها، وهذا الأمر الذي أثّر كثيراً عليّ شخصياً، إذ أنني كنت أخطط لطرح عمل خاص بي هذا العام، لكن الجو العام لا يسمح لي بالتركيز كثيراً.

هل من الممكن أن نراك تغنين إضافة إلى العزف؟

كلا، فأنا أغني بطريقة صحيحة أي أنني لا "أنشز"، ولكن صوتي ليس جميلاً، وهذا الموضوع نتركه لأصحابه، ولكن من المعقول أن تراني أرقص، لأن الرقص بالنسبة لي شغف، ومن الممكن في الـCover المقبل سيكون هناك خليط بين العزف والرقص.

أي نوع من الرقص؟

رومبا، لأن الموسيقى التي أعزفها هي أكثر رومنسية، وهذا النوع من الرقص يليق بها أكثر.

وأنا أصلاً أتمرن مع الراقص المحترف رائد مراد وهو "بطل لبنان بالرقص" وقد فاز بـ"Dancing With The Stars"، وأنا فخورة جداً بالعمل معه، وهذا الشخص على قدر ما هو موهوب أصبح لدي غرام بالرقص بسببه.

هل من الممكن أن نراكِ تشاركين في "Dancing With The Stars"؟

طبعاً، فهذا قد يكون من أجمل الأشياء التي قد تُعرض عليّ في حياتي، فأنا أميل إلى الرقص كثيراً منذ صغري، وتحديداً الرقص اللاتيني وحتى الرقص الشرقي.

هل عرض عليكِ أن تكوني ضمن أعضاء فرقة موسيقية لفنان معيّن؟

اليوم أنا مع الفنان سيف نبيل ضمن فرقته الموسيقية، ولكني قليلاً مميزة بين أعضاء الفرقة لأنني أقدم ديو معه على المسرح، إضافة إلى أن وقفتي لا تكون مع الفرقة على المسرح، فهو يدخل في الأول ليقدم أول أغنية، ثمّ أدخل أنا في الأغنية الثانية لأقدمها معه من خلال العزف وأعود للإنضمام للفرقة.

لماذا تم التعاون تحديداً مع الفنان سيف نبيل؟

أحترمه كثيراً كفنان وأحب أغنياته وصوته، والتعاون جرى تحديداً معه لأني قدمت الـCover لأغنيته "ليلة ورا ليلة" الذي نجح كثيراً، وتحدث معي هو، وأنا أصلاً معروفة أكثر حالياً في السوق العراقي.

لقد صرحتِ سابقاً أنك تحبين اللحن العراقي.

كثيراً، فأنا أحب الإيقاع العراقي وأغنياتهم.

إن كنت تتمنين التعاون مع فنان معيّن من يكون؟

الفنان الإماراتي حسين الجسمي، فهو يضعني من خلال أغنياته وصوته وإحساسه وعزفه على البيانو في عالم مختلف، وأنا أسمعه كثيراً.

وإن كان فناناً لبنانياً؟

هناك كثر، ولكن أختار الفنان ملحم زين والفنان معين شريف.

بالنسبة للحادثة التي حصلت معك العام الماضي وتحديداً في مدينة كربلاء العراقية، والجدل الذي أثير هناك بعد مشاركتك في إفتتاح دورة كأس آسيا، كونك لم ترتدي الحجاب، كيف تمّت دعوتك لهذا الحدث؟

كانت هناك شركة لبنانية هي المنظمة لحفل الإفتتاح، وهم يعرفونني فاتصلوا بي وعرضوا عليّ الفكرة، وقالوا لي إنني فقط سأعزف النشيد الوطني العراقي، وعندما علمت ان النشيد هو "موطني" وهي أغنية تؤثر بي كثيراً، وافقت على الفور.

بالنسبة للموقف الذي تعرضتِ له والهجوم الذي طالك من قبل البعض، ماذا إستخلصتِ من هذه التجربة؟

إستخلصت منها أنه إلى أي حدّ الشعب العراقي متعلق بالحياة، وهو شعب بحاجة إلى خشبة خلاص وأمل كي يتعلق بالحياة أكثر ووجد بي هذا الأمل، وكم هو شعب يريد الحياة فعلاً ولا يسمحون له.

زرت العراق من بعد هذه الحادثة؟

نعم، وكان الإستقبال جميلاً جداً، وهناك من يراني "بطلة".

ماذا تخبرينا عن تفاصيل الـCover الجديد الذي سيتضمن رقصاً؟

Cover أغنية عراقية وأغنية لبنانية، هناك أربع أو خمس أغنيات لم أختر بعد أياً منها سأطرحها كـ Cover مع بعضها قريباً.

هل من أحد يدعمك مادياً في هذا المجال؟

كلا، أنا أتكفل بكل شيء.

ماذا عن نشاطاتك الفنية خلال فصل الصيف، مع العلم أن أغلب النشاطات الفنية تأجلت أو تم إلغاؤها بسبب فيروس كورونا؟

النشاطات هي عبارة عن الأكل والنوم، للأسف ليست هناك من نشاطات فنية، فكل الحفلات التي كانت مقررة سواءً مع الفنان سيف نبيل أو لوحدي قد تم أُلغيت أو أُجلت.

فالمستقبل ضبابي جداً، خصوصاً بالنسبة لنا نحن من نعمل في المجال الفني إذ أن عملنا يتأثر كثيراً، وأضف إليه وضعنا في لبنان ولا سيما الإقتصادي، فأنا لا أعلم إن كنت سأعود إلى إختصاصي الهندسة، أو حتى إن كنت سأهاجر من لبنان، مع العلم أنني كنت ضدّ فكرة الهجرة تماماً ودائماً أقول إنني لا أستطيع العيش غير هنا، مثل السمكة خارج الماء، ولكن اليوم ومع هذا الوضع إختلف الموضوع.

هل فكرتِ في المشاركة ببرنامج مواهب مثل "Arabs Got Talent"؟

كلا، حتى أن إدارة البرنامج إتصلوا بي، لكنني إعتذرت.

لماذا إعتذرتِ؟

لأن طبيعة البرنامج تعتمد على مواهب في أكثر من مجال، وليس فقط المجال الفني فهو شامل أكثر، وثانياً لا أحب المشاركة في هكذا برامج، فلا أشعر أنه قد يضيف لي شيئاً في حياتي، فهو قد يضيف بعض الضوء عليّ في فترة عرضه ولكن لاحقاً قد ينساني المشاهد، وهذا ليس هدفي، فأنا أريد أن أقدم شيئاً يبقى الجمهور يسمعه ويشاهده دائماً.