ريان حركة، ممثلة لبنانية صاعدة، أول أعمالها التي شاركت فيها مسلسل "بروفا" العام الماضي، فلفتت الأنظار إلى أدائها وإطلالتها الطفولية الناعمة، لتكرّ السبحة بعدها بأعمال مهمة هي "مرايا الزمن" و"عهد الدم" و"أولاد آدم" الذي أثار دورها فيه بشخصية "نور" جدلاً واسعاً بين الجمهور، نظراً لتناوله قضية حساسة في المجتمع، وهي الإبتزاز الجنسي لقاصر.


مقابلة شيّقة أجريناها مع ريان للحديث في الكثير من المواضيع، منها ما يتعلق بها شخصياً كدراسة ودخول المجال الفني، إضافة لتجربتها في "أولاد آدم" ولا سيّما أمام الممثل السوري مكسيم خليل، وغيرها من المواضيع.

كيف كانت تجربتك في مسلسل "أولاد آدم"؟
عندما أخذت الدور للمرة الأولى، كان شيئاً جديداً بالنسبة لي لأنه يتضمن رسالة حساسة وموضوعاً توعوياً، وكان لدينا هم كبير بأن نُظهر شخصية "نور" بطريقة تتعاطف معها الناس لا أن تكرهها.
فعلمنا على تفاصيل أن هذه الشابة بريئة ولا تعلم ماذا تفعل، وعندما تعرضت للإبتزاز من قبل "غسان" الذي يؤدي دوره الممثل السوري مكسيم خليل إنقلبت حياتها رأساً على عقب، ولم تجد أحد إلى جانبها ولاسيّما والدتها.
فوقعت في هذه المشكلة، ولم تجد لها حلّاً إلا الإنتحار، والذي هو بالنسبة لي غير صحيح.

هل كان من الصعب عليكِ الوقوف أمام الممثل مكسيم خليل؟ وماذا استفدتِ من هذه التجربة معه؟
طبعاً الوقفة أمام شخص رائع إلى هذه الدرجة صعبة، ولكن هو لا يجعلك تشعر بهذا الأمر، فمن اليوم الأول الذي وقفت فيه أمامه كان مساعداً جداً لي، وفي التصوير كان الجو مريحاً جداً، فمكسيم قلق عليّ كثيراً، وقال لي إنني بعمر إبنه ليشعرني بالأمان والإنسجام، فالوقفة أمامه كانت أسهل مما توقعت.

القضية التي تطرحونها من خلال شخصيتك في العمل، أي الإبتزاز الجنسي ولا سيما لفتاة قاصر، كيف تتصرفين لو حصل معك هذا الأمر فعلاً في حياتك؟
لا سمح الله، إن حصل معي الأمر فأنا أكيدة أني لن أكون لوحدي، لأن ظروفي تختلف عن ظروف "نور"، فأهلي إلى جانبي وأصدقائي، الذين لربما أستطيع أن أخبرهم ويساعدونني.
ونحن في المسلسل حاولنا أن نوضح أنها لو تكلمت مع أي أحد وأخبرته ما حصل معها، كان من الممكن أن تجد حلاً ولا تلجأ للإنتحار.
ولم نكن نريد أن نبرز أن الإنتحار هو الحلّ، ولكن أردنا أن نبيّن خطورة هذا الأمر ونتائجه التي قد تكون وخيمة ومؤسفة.

هناك من إنتقد إنتحار "نور" في العمل، وقال إنه قد يؤثر سلباً على من قد يمرون بهكذا تجربة؟
إختلفت الآراء حول هذا الموضوع، والدراما عليها ان تطرح مواضيع حتى النهاية، لا أن تحلل دائماً.

أيضاً في رمضان الماضي، شاركت في مسلسل "مرايا الزمن"، كيف كانت التجربة؟
تجربة جميلة جداً، وأكثر مشاهدي كانت مع الممثل حسن حمدان، الذي أعرفه معرفة شخصية من قبل.
والدور كان مختلفاً تماماً عن دوري في مسلسل "أولاد آدم"، إذ أنني كنت في هذا العمل محجبة، ومهذبة جداً، إضافة إلى أن العمل مع المخرج محمد الوقاف كان جميلاً جداً.

بعمر صغير أي الـ21 وفي فترة حوالى السنتين، شاركتِ بمسلسلات مهمة هي "بروفا"، "عهد الدم"، "أولاد آدم" و"مرايا الزمن"، ما سرّ إختيارك أنت تحديداً؟
مثلت للمرة الأولى في مسلسل "بروفا" بعد خضوعي للـCasting مع المخرجة رشا شربتجي، عملنا كثيراً على الشخصية ونجحت بها وتعلمت الكثير منها، وبعدها الحمدالله يتم طلبي لأدوار تشبه شخصيتي أو عمري، وأعتقد أنهم يشعرون بالرضا عن عملي لذلك يطلبونني.

لقد درستِ إعلام واليوم تكملين دراساتك العليا، لماذا إخترتِ خوض مجال التمثيل؟
لأنني أحب هذا المجال كثيراً، وفي لبنان كان العمل بنظري صعباً فيه، وقررت دراسة الإعلام لأنني شعرت أن هذين المجالين يشبهان بعضهما، مع العلم طبعاً أنني أحب الإعلام لكنني أرى نفسي أكثر في التمثيل.

أي مجال ستعطينه أولوية أكثر التمثيل أم الإعلام؟
التخصص الذي أتابع درجاتي العليا فيه هو Digital Media، وليس تحديداً إعلام كصحافة مثلاً، بل تخصصت في البداية كعلاقات عامة، ولهذا فأعتقد أنني سأستخدم هذه العلاقات العامة في التمثيل.

ماذا يخيفك أكثر في مجال التمثيل أو الفني بشكل عام، خاصةً أنك ما زلتِ صغيرة في العمر؟
أشعر بالقلق من أن لا أكون ممثلة جيدة، فأنا أحب أن أسمع أنني جيدة بأدائي التمثيلي لا أنني جميلة بشكلي، فأخاف أن آخذ دوراً ولا أؤديه بالطريقة الصحيحة وأوصل الإحساس المناسب للمشاهد.

كان لافتاً خلال الموسم الرمضاني الماضي وقبله أيضاً بروز صفة "مواهب شابة صاعدة" بقوة في التمثيل وكان إسمك من بينها، كيف تعملين على تمييز نفسك هنا؟
لا يمكنني أن أميّز نفسي، عملي هو من سيتحدث عني والجمهور هو من سيميّزني.

من هي الممثلة أو الممثل الذي أثر بك وربما شجعك وجعلك تحبين مجال التمثيل؟
الممثلة العالمية جينيفر أنيستون.

وبالنسبة لأسماء محلية؟
هناك الكثيرون، في لبنان أو العالم العربي، منهم الممثل اللبناني باسم مغنية الذي أحبه، والفنانة اللبنانية سيرين عبد النور التي أحب تمثيلها كثيراً، وهناك أيضاً الممثل السوري باسم ياخور.

ما هو الهدف الذي تطمحين تحقيقه في التمثيل؟
أن أصبح ممثلة "شاطرة".

وماذا تعدّين نفسك اليوم؟
ممثلة صاعدة.

تشاركين حالياً في تصوير مسلسل "دفعة بيروت"، ماذا تخبرينا عنه؟
المسلسل من أجواء الستينيات، يتحدث عن طلاب أتوا من الخارج ليتعلموا في لبنان، وتحدث معهم مواقف وتنشأ علاقات بينهم.

بعد كل هذه الأعمال التي تندرج ضمن الأعمال العربية المشتركة، هل من الممكن أن ترفضي المشاركة في عمل لبناني؟
طبعاً كلا، فإن عرض عليّ عمل لبناني من المؤكد سأشارك به، وبالعكس فمن المهم والجميل جداً لي أن أعمل في مسلسل لبناني، ولكن حالياً الرائج أكثر وبالمصادفة الأعمال التي أشارك بها هي عربية مشتركة.

بالعودة إلى العام الماضي، أثرت جدلاً واسعاً بمقطع فيديو إنتشر لك وأنت ترقصين الدبكة مرتديةً الكعب العالي وبإحترافية كبيرة، وانتشر هذا الفيديو بشكل كبير وعالمياً أيضاً..
أنا من "برج البراجنة" ولكن والدتي من البقاع وتحديداً من بلدة النبي أيلا، "فيّي شرش بقاعي"، ولكنني تعلمت الدبكة لوحدي، وكنت أعلّم الرقص الشرقي في أحد النوادي الرياضية، والمناسبة التي إنتشر فيها الفيديو كانت عرس أحد أصدقائي، لكنني تفاجأت بالإنتشار الكبير له.

هل من الممكن أن تشكل لك جذورك البقاعية حاجزاً أو عائقاً في التمثيل؟
كلا أبداً، فأهلي يدعموني بشكل كبير وكامل في التمثيل، وأساساً المبالغة في الأمور السلبية أو الإيجابية هو أمر غير صحي، والقرار يعود لي في هذا المجال.