علي عبد الكريمفنان سعودي، ولد في مدينة جدة عام 1955، وبرزت موهبته الفنية من خلال أدائه المواويل بطريقةٍ مميزة، جعلته يتجه إلى عالم الفن والطرب والغناء، وإستطاع إثبات نفسه كفنان سعودي له دور في إنتشار الأغنية السعودية.

نشأة علي عبد الكريم
نشأ علي عبد الكريم في أسرة، تضم 3 أولاد وأربع بناتٍ، جميعهم أصغر منه. أمضى طفولته في مدينة جدة، وأنهى دراسة المرحلة الإبتدائية في مدرسة الفيصلية، ثم إنتقل إلى الدراسة في المعهد العربي السعودي، قبل أن يدخل إلى مدرسة المنهل، لمتابعة الدراسة الثانوية.
برز ميوله الفني منذ الصغر، عندما كان يشارك في الإحتفالات المحلية التي تُقيمها المدارس في جدة، من خلال أدائه للمواويل إلى جانب زميله عبد الوهاب حضيري، ثم غادر المدرسة قبل أن يكمل دراسة المرحلة الثانوية، ويبدأ مسيرته الفنية.

إنطلاقة علي عبد الكريم
كانت انطلاقة علي عبد الكريم الفنية، من خلال أدائه لعددٍ من الأغاني التراثية، التي تعاون فيها مع عددٍ من كبار الملحنين، منهم سامي إحسان وسراج عمر، وقدّم أول أغانيه بعنوان "يا خلي"، خلال حفل أقامه نادي الاتحاد السعودي، وكانت من ألحان طلال باغر.
تجلى تعاونه مع الفنان عبد الوهاب حضيري من خلال أغنية ديو، كانت هي الأولى والأخيرة، فسرعان ما إنتهت الشراكة بينهما إثر اعتزال عبد الوهاب الغناء نهائياً، لينتقل علي عبد الكريم إلى بث أعماله الغنائية عبر أثير الإذاعة، ويُذكر منها "ليه يا بو خال" و"بسمه بسمه" و"ضيقتي في الصدر يا لغالي" ألحان سامي إحسان ومحمد شفيق.

مسيرته الفنية
أول أغنية له أذيعت بعنوان "عشيري لا تسافر"، من كلمات الأمير بندر بن خالد وألحان سامي إحسان عام 1976، كما أطلق أغنية "مهاجر" عام 1981 ألحان سراج عمر، وأيضاً أغنية "غروك غروك الله حسيبك" كلمات الشاعر الكويتي عبد اللطيف البناي، وألحان سراج عمر، ثم أصدر ألبوم "بنلتقي" ليذيع صيته في الوسط الفني الخليجي، كما أطلق أغنية "بنلتقي" كلمات الشاعر فائق عبد الجليل.
ظهرت بصمته واضحةً في إنشاء اللون الخبيتي، فهو أول من إبتكر مزج الطران وتركيبة التفاعل الحالية للإيقاع الخبيتي، وتعرّض لموجةٍ من الإنتقادات من عددٍ من الشخصيات الفنية في تلك الفترة، إلا أنه تابع إستخدام هذا الأسلوب من الإيقاع في كثير من أغانيه، منها "بنلتقي" و"دمع عيني تحدر" و"يا راوية"، وأيضاً "بحر الإثارة"، حتى غدا هذا اللون من الإيقاع هو السائد والقاسم المشترك في الأغنية السعودية والخليجية، كما برز دوره في إنتشار لون الغناء الجنوبي، من خلال أغنية "قصر عالي"، وساهم نجاحها في إنتشار هذا اللون من الغناء على الساحة الخليجية.

مهرجانات وجوائز
شارك علي عبد الكريم في عدد من المهرجانات المحلية والعربية، وحصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير، منها الجائزة الذهبية الأولى للغناء، كأجمل مؤدٍ بين 54 دولة مشاركة عام 1996 في القاهرة، وهو أول فنان سعودي وخليجي ينال هذه الجائزة، وفي عام 1996 أيضاً حصل على شهادة تقدير من مؤتمر الموسيقى الخامس المقام في دار الأوبرا بالقاهرة، وعلى شهادة تقدير من المهرجان الثاني للأغنية في بغداد عام 1985- 1986، ومنحته وزارة الإعلام وجمعية الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية عدداً من الجوائز التكريمية.

غياب مفاجئ
تساءل الجمهور السعودي في عام 2019، عن الغياب المفاجئ لـ علي عبد الكريم عن الساحة الفنية، وتوقفه عن طرح الألبومات، وإقتصر حضوره على بعض الحفلات الغنائية.
وقال في مقابلة صحفية إنه لا يرفض الدعوات التي توجّه له، وغيابه عن الساحة الفنية يملك إجابتها المسؤولون المعنيون بالجانب الفني، وهناك أيدٍ خفية وراء غيابه.
وأضاف: "سامح الله كل من غيّب علي عبد الكريم".