جناح فاخوري ممثلة لبنانية من الطراز الأول، تختزن في مسيرتها التمثيلية الطويلة مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية الناجحة.

واليوم وبعد معاصرتها لأهم نجوم الدراما اللبنانية، لا تزال تواكب بشخصيتها ومكانتها البارزة أهم هذه الأعمال أيضاً، إضافة إلى الأعمال العربية المشتركة.

ومؤخراً وخلال الموسم الرمضاني الفائت، تابعناها في مسلسل "بردانة أنا" الذي حقق نجاحاً كبيراً، وننتظر إطلالتها في مسلسلي "20 20" و"عشيق أمي" اللذين أُجّل عرضهما، فعن هذه الأعمال كان لنا حديث مع فاخوري للإطلاع أكثر على تفاصيلها وغيرها من المواضيع.

ما هو سرّ نجاح مسلسل "بردانة أنا" خلال رمضان الفائت؟

القصة، التي حاكت المجتمع اللبناني لأنها موجودة، وخصوصاً في فترة السنتين أو الثلاث السنوات السابقة، إذ وقعت أكثر من حادثة من هذا النوع.

قصة المسلسل تعرضت لبعض الإنتقادات ولا سيما ظهور الممثلة اللبنانية كارين رزق الله بدور المحجبة المعنفة والتي تُقتل على يدّ زوجها، ما هو ردّك؟

لماذا تم أخذها بهذا الشكل؟ فحالة العنف موجودة عند الطرفين سواءً المسلمين أو المسيحيين، ومن الممكن أن الحبكة أتت هكذا في المسلسل لمزيد من الأحداث وليس أكثر.

بالنسبة لدورك، فهو شخصية نوعاً ما ظالمة وقاسية ومستفزة للجمهور، هل كان من الصعب أن تلعبيه بهذا الشكل؟ خاصة أنك صرّحت سابقاً أنه بعيد جداً عن شخصيتك الحقيقية..

كلا ليس صعباً، فبمجرد أن تعيش الحالة وتدخل في دوامة القصة، تشعر تلقائياً أنك متأقلم مع الشخصية، وطبعاً الدور أتعبني جداً.

إبنك في العمل "الرجل المعنّف" الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، وهذا ليس أول عمل بينكما، كيف تصفين العمل معه؟

بديع إنسان مرن، ومتعب جداً في العمل لأنه خرج من ذاته إلى أقصى الحدود، ونجح في إيصال الرسالة من الشخصية، وهي في إطار القصة المسلسل هذا الإنسان المعقّد من صغره بسبب أهله ولاسيما والده، ووالدته التي تعرضت أيضاً للتعنيف من والده، وترى دائماً أن إبنها هو الصحّ.

إن حصل معك هكذا موقف في الحياة، كيف تتصرفين؟ إن عنّف إبنك زوجته؟ أو إن تعرضت إبنتك للتعنيف من زوجها؟

انا لا أسمح في الوصول إلى هذه النتيجة، فإن وجّه إبني كلمة خاطئة إلى زوجته أوبخه، فعليه أن يحترم نفسه كي تحترمه زوجته، وعلى الأم أن تبقى وراء إبنها لتوجهه لو مهما كبر في العمر، فلا أرضى على نفسي أن يتصرف إبني بطريقة خاطئة وأقول له إنه الصح.

اما بالنسبة لإبنتي، فموقفي هو أن تتركه وتعود إلى منزل والديها، فلا جدل في الموضوع، وعلينا أن نعرف أن العنف ليس فقط في الضرب، وإنما قد يكون عنفاً نفسياً أو لفظياً.

إنطلاقاً من "بردانة أنا" الذي هو دراما لبنانية، ونظراً لتاريخك الطويل في هذا المجال، برأيك ماذا تغيّر على هذا الصعيد لناحية الإيجابيات والسلبيات؟

أصبحت الدراما اللبنانية يُحكى بها، فالقصص أصبحت تأخذ أكثر من حياتنا وواقعنا ومجتمعنا وهذا يؤثر جداً على المشاهد، وأصبح هناك رخاء أكثر في الإنتاج، إذ إنه من الضروري أن تشبّع النظر قبل أن تشبّع الكلمة، ولهذا فنحن تحسنا جداً.

ولكن ما زال هناك شيء واحد والذي أنا لا أحبه، أن هناك أشخاصا ما زالوا يعتقدون أن هناك أموراً بسيطة قد تمرّ على المشاهد، وهذا غير صحيح، إذ ان المشاهد عينه ثاقبة جداً ويعلم الصحّ من الخطأ.

ماذا تغيّر اليوم بأداء الممثلات بين الأمس واليوم؟

لا يمكن التعميم في هذا الموضوع، فهناك الكثيرات منهنّ ناجحات جداً وبارعات سواءً بالأخلاق أو الأداء، ويهتمنّ بعملهن ويلتزمن بالوقت ويسمعن ماذا يقول المخرج، وبالمقابل هناك منهنّ لا يمكن أن تكلمهن أبداً، وهذا الأمر ليس محصوراً باليوم، وإنما كان موجوداً في السابق أيضاً، والذي أقوله انا دائماً للممثل "ما تكبر الخسّة براسو" أي أن لا يتكبّر، فأنا مع كل خبرتي لا أحاول أن أعطي أية ملاحظة لأي ممثل أو ممثلة، إذ انه لا علاقة لي بالموضوع، فهناك مخرج هو المسؤول، ولكن هناك ممثلين شباب وصبايا هم من يبادرون إلى سؤالك مثلاً عن رأيك وهنا أقوم بدوري وأنصحهم أو أعطي رأيي.

هل ترين أن الممثلات بعمرك أنت مظلومات بالنسبة للأدوار أو المساحة التي تعطى لهنّ في أي عمل؟

طبعاً مظلومات، إذ كنا لفترة قريبة جداً نعتمد على فكرة أن البطولة هي لشاب وصبية، ولكن في بعض الأعمال التي شاهدناها مؤخراً كما في مسلسل "بالقلب" كل الممثلين كانوا أبطالاً، وأيضاً في "بردانة أنا"، ونلاحظ اليوم أنه بدأت الكتابة للمجموعة، وأيضاً في "أولاد آدم" كلهم كانوا أبطالاً.

هل تابعتِ في رمضان "بالقلب" و"أولاد آدم"؟

تابعت "أولاد آدم"، أما "بالقلب" لم أستطع أن أتابعه حرفياً، وشاهدت قليلاً من "الساحر" و"النحات".

بالنسبة لـ"أولاد آدم" من هي الشخصية التي إستفزتك أكثر بين ماغي بو غصن و مكسيم خليل و دانييلا رحمة و قيس الشيخ نجيب؟

بالنسبة لي أحببت جداً مشاهد دانييلا وقيس، إذ أنه كان واضحاً التناغم بينهما بشكل كبير، وطبعاً ماغي ومكسيم كذلك أديا دوريهما بشكل جميل جداً، ولكن الفرق أنه في مشاهد دانييلا وقيس كانت هناك قفزة للدراما إذ انها كانت تجمع بين الضحك والفرح أي الكوميديا من جهة، والحزن من جهة أخرى.

هذا إضافة إلى الممثلات اللواتي أدين مشاهد السجن منهن ندى أبو فرحات وكارول عبود -وقد أبدعتا أيضاً-، إذ أنهن جميعهنّ لديهنّ حضورهنّ في الدراما فأغنين المسلسل، وهذا الأمر الجميل هنا أنهم لم يأتوا بممثل غير معروف بل نجحوا في إختيار الممثلين الصحّ لأداء الأدوار وإن كانت الصغيرة، فالدور الصغير أيضاً له أهمية إن أُختير له الممثل الصحّ، فمثلاً الممثلة فيفيان أنطونيوس كم كان دورها صغيراً في المسلسل؟ وغيرها، وهنا يكمن غنى الإنتاج.

لديك مشاركة أيضاً في مسلسل "عشيق أمي" الذي تأجل عرضه؟ هل سيتم عرضه في رمضان المقبل؟ وماذا عن دورك؟

ما زال هذا الأمر غير واضح، ولكن هناك حديثاً عن إمكانية إكمال تصويره في شهر حزيران/يونيو الحالي، وبالنسبة لي، أؤدي دور والدة الممثل اللبناني وسام صباغ الذي يعيش في المسلسل على أمجاد أموال عمّه.

الممثل وسام صباغ لفت الإنتباه مؤخراً إلى أدواره الدرامية كما مثلاً في "العودة" وذلك بعد أدائه خلال السنوات الماضية للكثير من الأدوار الكوميدية، أين ترينه أنت؟

أنا لا أستطيع أن أراه في قالب معيّن، فالممثل عليه أن يلعب كل الأدوار، وهذا الأمر الخطأ عندنا أنهم يحصرون الممثل في قالب معيّن، وواضح أن وسام يستطيع أن يلعب دوراً درامياً ودوراً كوميدياً، كما الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن التي نجحت في الدراما والكوميديا.

وماذا بالنسبة لدورك في مسلسل "20 20"؟

أكون في العمل حماة (والدة زوج) الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم.

متفقتان أم مختلفتان؟

كلا، لسنا متفقتين أبداً، فأنا لدي ولدان، واحد هو زوج نادين وتوفي ولديهما إبنة وحيدة أريد أن آخذها أنا لكي أربيها، ومثل العادة أحاول أن أجد 100 علّة لنادين كي أثبت انها ليست صالحة لتربية البنت، وإبني الثاني الأكبر هو الممثل اللبناني بيار داغر.

من تجربتك مع نادين نسيب نجيم، هل تعدينها من الممثلات المتواضعات أم العكس؟

هي ممثلة محبة جداً وأنا عملت معها سابقاً، فهي تتصرف معي بطريقة محبة جداً وشخصيتها متواضعة.

وماذا عن تمثيلها؟

لا أستطيع أن أحكم انا، فالجمهور أعطاها حقها من النجومية وهذا واضح، فهي محبوبة ولديها حضور كبير.

وماذا عن الإنتقادات التي تتعرض لها بأنها دخيلة على هذا المجال؟

لماذا هذا الحديث؟ فأنا لا أفهم هذا الموضوع، فأنا عندما دخلت إلى هذا المجال لم أتعلم التمثيل ولم آتِ من خلفية تعليمية، نعم كنت في عائلة فنية، ولكنني لم أتعلم التمثيل.

التمثيل لا يُعلّم، بل هو موهبة يتمّ إثقالها بالتعليم، وإنما إن لم يكن هناك حضور وموهبة لن يكون هناك تمثيل ناجح.

ما هي نصيحتك للممثلين والممثلات اللبنانيين؟

التواضع دائماً، وأن يتقبلوا الإنتقاد وهكذا أعيش أنا.