بعد مرور أسابيع على إنطلاق برنامج "خليك ع السمع" الذي تقدمه الإعلامية نجوى جرداق عبر إذاعة لبنان الحر، إستوقفنا المضمون التوجيهي والتثقيفي الذي تحرص جرداق على تقديمه من خلال هذا البرنامج.


وأمام زوبعة الأزمات المتلاحقة في هذا البلد والإفلاس الإعلامي الذي يطوف أثير العديد من الإذاعات، وخصوصاً الفنية، والذي قارب السطحية والفراغ القاتل، كان لا بد من هذه الإشادة ببرنامج "خليك ع السمع" الذي يعتبر علامة مضيئة بالثقافة في زمن طغى فيه الجهل.

تصر جرداق التي مضى على عملها في المجال الإعلامي والتربوي سنوات، على تسخير خبراتها الوفيرة في تقديم نموذج عصري عن البرامج التثقيفية الهادفة، والتي نحن في أمس الحاجة إليها في هذه الأزمنة القاحلة.
تحرص جرداق على تقديم أسلوب فريد من نوعه للتواصل مع الطلاب، بالتزامن مع ما أصاب القطاع التربوي من انقطاع. تستضيف تلامذة من مدارس مختلفة، وتناقش معهم مواضيع موجهة، منها ما يتعلق بأهمية الزراعة والتعلق بالوطن والتعرف على القرى اللبنانية بهدف تعزيز الانتماء إلى الأرض وروح الوطنية، وتنشيط السياحة الداخلية من خلال حديث كل طالب عن قريته.
تصر جرداق على التحدث باللغة العربية الفصحى مع التلامذة لتدعيمها. هذه اللغة التي أصيبت بويلات من الكسر والظلم على حساب اللغات الأجنبية. وهنا لا بد من التنويه بإجادة التلامذة للغة الفصحى، وهذا ما يبشر بملامح مستقبل زاهر للغة الضاد.
البرنامج الذي "قولبته" جرداق بعصرنة مدروسة تتناسب مع مناهج التعليم الحديثة عن بعد، لا يخلو من الترفيه والأغنيات التي تبث نزولاً عند طلب التلامذة، أو يقدمونها بأنفسهم.
في الختام، نقولها بالفم الملآن كم بتنا بحاجة إلى مثل هذه النوعية من البرامج، والتي تحظى بنسبة إستماع عالية. هنيئا للبنان الحر بإعلامية من طراز نجوى جرداق، العلامة الفارقة في تقديم الاخبار والبرامج.