ندى عماد خليل هي كاتبة وصحافية، أبدعت في كتابتها لنص مسلسل "لو ما التقينا" الذي تابعناه في شهر رمضان، من بطولة يوسف الخال وسارة أبي كنعان وفيفيان انطونيوس ويوسف حداد وغيرهم، وحققت نجاحاً كبيراً خصوصاً أنها طرحت العديد من المواضيع والقضايا الإجتماعية.

وكان لموقع "الفن" لقاء معها للحديث عن هذا العمل ومخططاتها المستقبلية.

أخبرينا عن الأصداء التي وصلتك بعد عرض مسلسل "لو ما التقينا"
الأصداء جميلة جداً على الرغم من أنه لم يعرض على محطة محلية، إلا أنه حصد نسب مشاهدة عالية في البلدان العربية، وخصوصاً في العراق وتصلني العديد من الرسائل والتعليقات حول الأحداث.

هل أنتِ راضية عن نتيجة العمل وهل جاءت كما تخيلتِها عندما كتبته؟
لا يمكن الوصول إلى النتيجة لدرجة مئة بالمئة، لكن يمكنني أن أقول إنني راضية بنسبة جيدة.

هل تعتقدين أن العمل ظلم لأنه عرض على محطة عربية؟
هناك وجهتا نظر للموضوع، فمن ناحية أردت أن يعرض محلياً في رمضان لكي أعرف الأصداء في لبنان ومحيطي، لا أن أنتظر ليعرض بعد شهر رمضان على محطة لبنانية، لكن من ناحية ثانية وبوجود مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت أصبحت الوسيلة سهلة على المشاهد لكي يتابع العمل، وأنا بانتظار عرضه محلياً.

كتبتِ على حسابك أنك تخيلتِ الممثل يوسف الخال بشخصية "هادي" وأنت تكتبين العمل.. هل فرضتِ أن يكون يوسف هو البطل أو شاءت الظروف أن يكون الدور له؟
طبعاً لم أفرض الأمر لكنني كنت أتمنى وجوده، وتكلمنا سوياً عن القصة وكان راضياً عن النص وأبدى إعجابه به ووافق على الدور، ولكن يمكنني أن أقول لك إنه خلال إنهائي لكتابة الحلقات كان يوسف في مخيلتي.

طرحت العديد من المواضيع والقضايا الإجتماعية وكان هناك أكثر من ثنائي وأكثر من قصة...ألم تخافي من أن يضيع المشاهد؟
كلا لم أخف أن يضيع المشاهد لسبب واحد، هو أن كل الشخصيات موصولة ببعضها وهناك رابط بينها والأمور مترابطة بينها.

مع كل هذا الكم من المواضيع في مسلسل واحد ألم تفكري في عملك اللاحق وإن كنت قادرة على تقديم المحتوى نفسه في المستقبل؟
سألني إبني وإبنتي عن الموضوع نفسه، وقلت لهما إن في لبنان والوطن العربي هناك مادة غزيرة والعديد من المواضيع التي يمكن معالجتها درامياً، وحتى الموضوع نفسه يمكن معالجته في عملين مختلفين وبوجهتي نظر مختلفتين.

هل أحببت قصة شخصية "ندى" أكثر من غيرها فأسميتها على إسمك؟
كلا، صراحة لا أعرف لماذا أسميتها ندى لكن إبني إسمه هادي وابنتي اسمها هنادي وزوجي اسمه يوسف، وأحببت أن تكون اسماء افراد عائلتي في العمل، علماً أنني شاركت في العمل بدور صغير وهو دور المربية التي تموت خلال الأحداث.

هل أحببتِ أن تشاركي في العمل لكي تبرزي أكثر في مجال التمثيل؟
إنها ليست المشاركة الاولى لي في التمثيل، فقد سبق أن مثلت في العديد من الأعمال، لكن الحياة سرقتني من هذا المجال فبدأت في مجال الصحافة، ثم المحاماة وتركتهما وشاركت في بعض الأدوار الصغيرة مثل مسلسل "غربة"، وشاركت في مسلسلات المنتج والمخرج إيلي معلوف مثل "شوارع الذل" وأستمتع بالوقوف أمام الكاميرا.

هل من الممكن أن تكتبي مسلسلاً تكونين فيه أنتِ البطلة؟
من الممكن أن أكتب عملاً، وأشارك فيه بدور أكبر لكن أن أكون البطلة فأعتقد أن الأمر صعب.

لنعود إلى مسلسل "لو ما التقينا" اخبرينا كيف كان التعاون مع بطلة العمل الممثلة سارة أبي كنعان؟
على الصعيد الشخصي سارة إنسانة رائعة ومتصالحة مع نفسها ومتواضعة و"مهضومة" وحقيقية وأحبها كثيراً، أما بالنسبة إلى أدائها لشخصية "ريما" فقد أضافت الكثير لها وأحببت كيف جسدتها.

وماذا عن الممثلة فيفيان أنطونيوس؟
فيفيان شهادتي مجروحة بها، هي ويوسف حداد يتنفسان التمثيل وهما كثنائي في المسلسل كانا أكثر من رائعين، وأعطياني الصورة التي كانت في مخيلتي وأكثر، وحتى الطفلة "جوانا جعجع" التي جسدت دور هنادي أعتقد أنها تمتلك مستقبلاً في هذا المجال.

هناك العديد من الاشخاص ولكي أكون صريحة معك أنا من بينهم إنتقدنا فكرة أن يكون عصام الأشقر جد يوسف الخال بسبب العمر، هل كان لك رأي في إختيار الممثلين؟
نعم أنا والمنتجة المنفذة كارولين ميلان والمخرج إيلي الرمّوز إخترنا الممثلين، وأحترم وجهة نظرك لكن وقع الاختيار عليه وإستطاع أن يؤدي الدور بشكل مقنع للغاية.

أتفق معك أن عصام أستاذ في التمثيل من ناحية الأداء وإستطاع أن ينقل الشر المطلوب، لكن البعض قال إن هذا الشر كان مبالغ فيه خصوصاً في قصة حبسه لوالدة هادي على مدى سنوات طويلة...
انا أرى أن الأمر واقعي جداً، وهناك العديد من الاشخاص الذين هربوا من وجه العدالة لسنوات عديدة ولم يتم إلقاء القبض عليهم، أما الشر في هذه الشخصية فهو مبرر في آخر العمل.

في مقابلتي مع الممثل طوني عاد عبّر عن إعجابه بالنص وقال إنه جذبه للدور كيف تردين؟
أريد أن أشكره ووصفته بالصديق النبيل، وأنا سعيدة لأنه أبدى رأيه بهذه الطريقة فهو لا يعرف كيف يجامل، وعندما كتبت دوره لم أكن أعرف أنه هو سيؤديه، وقدمه بأفضل طريقة ممكنة. حتى أن الممثل يوسف حداد قال لي إن نصي إستفزه، وكان هناك إجماع من الممثلين على جمالية النص وهذا الامر يفرحني.

في الحصيلة كيف تقيمين كل ممثل عملت معه:
يوسف الخال: إنسان مثقف، واع ويعرف ماذا يريد والحديث معه فيه متعة خاصة.
ناتاشا شوفاني: شخص هادئ ومحترف في الكواليس.
جوزيف حويك: يمتلك الشغف في كل شيء يفعله وتعاطى مع العمل بكل محبة.
نعمة بدوي ونوال كامل: شكلا ثنائياً ظريفاً وأعطيا نكهة خاصة للمسلسل.
ختام اللحام وقاسم منصور: رغم كل الحزن في قصتهما إلا أن دور قاسم عبرة لكل شاب، خصوصاً أن ختام جسدت مشاهد ترفع لها القبعة عليها.
أريد أن اخص بالشكر أيضا فيصل أسطواني وميرنا مكرزل وجاين قنصل، أما رندة كعدي "رهيبة" وشهادتي مجروحة فيها والأستاذ عصام الأشقر وعماد فغالي وشادي عرداتي ومارون عساف ومارسيل جبور وماري جويس معلم.
كما اشكر الممثلة كارلا بطرس التي اهتمت بالكاستينغ، إضافة إلى الفريق التقني كله.

هل ممكن أن تكتبي جزءاً ثانياً من هذا العمل؟
حتى الآن لم أتخذ قراري ولكن ممكن...

ما رأيك بالذين يقولون إن الممثل السوري هو الأهم عربياً؟
هناك العديد من العناصر الجيدة من الممثلين السوريين، وأنا لا أؤمن أن الجنسية هي التي تصنع فناً ولا يمكن التعميم، ففي كل بلد هناك عناصر جيدة وأخرى أقل جودة.

هل تابعتِ اعمالا غير مسلسل "لو ما التقينا" في رمضان؟
أكيد تابعت مسلسل "بالقلب" و"أولاد آدم" و"بردانة أنا"، ومسلسلي" سر " و"العودة" تابعتهما سابقاً.

أي عمل أحببت أكثر؟
لدي ضعف على كتابات طارق سويد (كاتب مسلسل بالقلب)، ولكن ذلك لا يعني أن مسلسلي "أولاد آدم" و"بردانة انا" لم يحققا النجاح المطلوب بل بالعكس كل عمل لديه ناحية أفضل من غيره.

هل تكتبين او تحضرين اعمالا جديدة حاليا؟
اكتب فيلماً سينمائياً واتابع كتابة مسلسل ايضاً، وأنتظر إنتهاء أزمة فيروس كورونا لكي أصدر روايتي، والتي تتناول قصة امرأة وفيها الكثير من الغوص في العمق الانساني ومشاعر المرأة في كل مرحلة من مراحل حياتها، وابنتي هنادي خليل هي التي تنفذ رسمات القصة.

هل ممكن ان تتحول هذه الرواية الى مسلسل ؟
من الممكن اذا فتح لها المجال أن تبصر النور على طريقة مسلسل فلن أقول لا، ومن الممكن أن اكتب مسلسل "لو ما التقينا" على طريقة رواية.

ألا تخافين من ذلك خصوصا بعد أن عرض على الشاشة في العالم ولأننا مجتمع لا يحب القراءة؟
أنتِ محقة، لكنني لا اخاف فحتى لو قرأها شخص واحد يصلني حقي، وانا اكتب لانني استمتع بذلك واعوّل على الذين لا زالوا يحبون أن يقرأوا.