بأداء عالٍ تقدم الشخصيات التي تحتوي على إنفعالات نفسية كبيرة وصعوبة في التركيبة الخاصة بالأدوار، وتتطور موهبة الممثلة المصرية مي عمر من عام لآخر وبشكل سريع، فلقد أثبتت إستحقاقها للأدوار الصعبة من خلال ظهورها بعدة أعمال خلال السنوات الماضية، ولكنها غردت هذا العام بدور جديد تماماً عليها في مسلسل "الفتوة" الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، وفي حديثها لـ"الفن" تكشف لنا مي عن رأي زوجها المخرج محمد سامي في دورها، والأفلام القديمة التي شاهدتها من أجل الإبداع في أداء شخصية "ليل"، وتُبرر إستخدام المكياج بالدور والشخصية معتبرةً أنه لم يكن زائداً، وتُبين حقيقة فقدان صوتها بسبب إنفعالات صوتية عالية في المشاهد الأخيرة بالمسلسل، وموقفها من إستخدام قطرة العين في إستحضار الدموع وتُبدي رأيها في "الترند" وكيف قضت تصوير "الفتوة" في ظل إجراءات الحظر وفيروس كورونا، وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي معها:

ما دوافع قبولك لشخصية "ليل" في مسلسل "الفتوة"؟
كلموني من الشركة المنتجة، وأكثر شيء أعجبني هي الحقبة التاريخية التي يدور بها المسلسل، وخصوصاً أنها جديدة ولم أقم بدور مشابه من قبل، فشعرت بأنني مهما نوّعت في أدواري فلن يكون تغييراً بالقدر الذي تُشارك به في عمل مثل "الفتوة" فالتغيير فيه جذري، وهذه الفترة مميزة للغاية ومختلفة سواء في ملابسها وقصص حبها وديكورها وكل شيء.
وحين بدأت التصوير أحببت الشخصية للغاية وصدقتها بمشاعرها كافة، وشعرت بأنني من الممكن أن أعيش بملابس الشخصية لفترة طويلة وفي الديكور الخاص بالعمل، فكل العوامل من حولي أشعرتني بأنني عدت بالزمن أكثر من مئة عام للوراء.

شاهدتِ أفلاماً قديمة تؤرخ لحقبات قريبة من الحقبة التي ناقشها مسلسل "الفتوة"، هل هناك شخصية معينة من الزمن القديم أخذتِ منها بعض الرتوش وأضفتِها لشخصية "ليل" في "الفتوة"؟
هناك الكثير من الشخصيات المميزة، وخصوصاً أن هناك ممثلات رائعات قدمن هذه الأدوار مثل سعاد حسني وتحية كاريوكا وشادية، ولكنني لا أحب التقليد إطلاقاً بل أحب تقديم الشخصيات الفنية بروحي الخاصة في التمثيل.

دورك بـ"الفتوة" يؤكد على النظريات التي تخرج كل عام وتتحدث عن تشبيهك بالسندريلا سعاد حسني من الجيل الحالي، هل يُسعدك ذلك؟
هذا أمر يسعدني للغاية أن يشبهوني بها، وأي تشبيه بممثلات زمان سواء سعاد حسني أو فاتن حمامة، فهن ممثلات كبيرات ويسعدني تشبيهي بهن.

إستخدام المكياج بشكل زائد على شخصية "ليل" في "الفتوة"، هل هذا يعود لطبيعة الفترة الزمنية التي يناقشها العمل أو لإخفاء ملامح الهدوء من على وجهك؟
إستخدام المكياج لم يكن مفرطاً وخصوصاً أننا لم نستخدم سوى "الكحل" على العين وأحمر الشفاه فقط، وهذا حسب المناسبة أو للخروج من المنزل، ولقد راعينا طبيعة الفترة الزمنية بكل تفاصيلها خاصةً من ناحية استعمال أحمر الشفاه وزيادة الكحل، وإستخدمنا المكياج بما يناسب شخصية "ليل" وأيضاً مع مراعاة أنها ابنة فتوة وأجمل البنات في ذلك الوقت وما إلى ذلك، والمكياج الذي وضعناه على شخصية "ليل" كان بناء على حالتها النفسية وهذا ما تجلى بالفعل في الحلقات الأخيرة من المسلسل.

وماذا كان رأي محمد سامي حينما عُرض عليكِ مسلسل "الفتوة"؟
حينما يعجبني العمل المعروض علي أتوجه به لمحمد سامي لمعرفة رأيه، وإذا لم يعجبني أرفضه في المطلق من دون أن أستشيره، وهو من أكثر من شجعوني على المشاركة بهذا العمل وأعجب به وتحمس أن أُشارك بهذه الشخصية، وخصوصاً أن المعروض علي في البداية كان حوالى سبع حلقات وبالتالي فكانت تتجلى من خلالها ملامح شخصية "ليل".

وما حقيقة فقدان صوتك بسبب الإنفعالات العالية التي قمتِ بها في بعض المشاهد ضمن مسلسل "الفتوة"؟
لم أفقد صوتي، ولكن المجهود الكبير الذي قمت به بسبب الإنفعالات الخاصة بشخصية "ليل" في بعض مشاهد الحلقات الأخيرة، والتي تم تصويرها على مدى يومين متواصلين جعلت أحبالي الصوتية مُجهدة للغاية، وشعرت بأنني فقدت صوتي"صوتي رايح".

هل كانت صعوبة شخصية "ليل" في التمثيل بلغتي الجسد والعين وردات الفعل بالوجه أو بالإحساس بالشخصية نفسها؟
أعتقد أن الإحساس والتمثيل بلغتي الجسد والعين واحد وينصبان على بعضهما البعض، فلو أنك لا تشعر بإحساس الشخصية التي تُقدمها فلن تستطيع التمثيل بلغتي العين والجسد، وأعتقد أن التمثيل في المشاهد التي لا تشمل حواراً كبيراً بالكلام بل بلغة العين وردات الفعل بالوجه أصعب بكثير من أي شيء آخر، أي أن تنظر الناس في عينيك وتكتشف ما تشعر به من دون كلام، وهناك الكثير من المشاهد التي تطلبت مني مجهوداً صعباً بالتمثيل بلغة العين وإظهار الأحاسيس الداخلية للجمهور من دون كلام.

إستخدام "قطرة العين" لإستحضار الدموع، هل هذا أمر عادي أو ترينه "عيباً" أو خطأ تمثيلياً؟
لا أعتقد أنه "عيب"، فأحياناً تشعر بالمشهد ودموعك لا تنذرف، فهناك أشخاص "دموعهم قريبة" أي تنذرف بسرعة وآخرون "دموعهم ليست قريبة" أي عكس ذلك، كما أن الشيء المهم ليست الدموع بل صدق الإحساس والواقعية في الأداء، حتى ولو لم يحمل المشهد التمثيلي الدموع، وأنا لا أحب إستخدام "قطرة العين" وأحب أن تكون دموعي حقيقية ولو لم أجد نفسي بحاجة للبكاء بناء على إحساسي بالشخصية، فليس شرطاً أن أبكي كي يتأثر المشاهد بل أركز على الإحساس بالشخصية أكثر من أي شيء آخر.

وهل تهتمين بأن يأتي إسمك في الـ "ترند"؟
حسب طبيعة الترند نفسه، ففي أول رمضان الماضي كنت متصدرة الترند بمصر، وهذا شيء أسعدني للغاية، ولكن لو كنت سأتصدر الترند بشيء سلبي فهذا أمر لن يسعدني، وهناك من يفرحون بالترند الذي يحمل إساءة.

وكيف عشتِ أجواء تصوير "الفتوة" في ظل الإجراءات الإحترازية والوقاية من فيروس كورونا؟
عشنا أجواء تصوير مثل بقية الناس، فكانت هناك إحتياطات كبيرة في تعقيم موقع التصوير بشكل يومي، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية الشخصية، والحمد لله الأمور مرت بسلام.

وفي النهاية.. هل ترين أن الحظر كان شيئاً إيجابياً لزيادة نسب مشاهدة الأعمال الدرامية التي عُرضت بموسم رمضان الماضي؟
بالتأكيد.. الحظر جعل الناس والجمهور يجلسون بمنازلهم، وهذا ساهم في زيادة نسب مشاهدة الأعمال الفنية، وفي الوقت نفسه شعرت بأن هناك تنوعاً كبيراً في الأعمال وفي النوعيات كذلك، سواء الكوميدية أو الدرامية أو التاريخية.