جورج حران ممثل لبناني قدير، في رصيده عدد كبير من الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية الناجحة، نذكر منها "عصر الحريم"، "حلوة وكذابة"، "أماليا"، "سمرا"، "الهيبة"، "طريق"، "خمسة ونص".


وخلال الموسم الرمضاني الفائت كانت له مشاركة مميزة في مسلسل "بالقلب" ومسلسل "النحات"، إضافة إلى مشاركته في الجزء الرابع من مسلسل "الهيبة" الذي أُجّل بسبب عدم التمكن من استكمال التصوير نتيجة فيروس كورونا، وللحديث أكثر عن هذه الأعمال وغيرها، كانت لنا هذه المقابلة معه.

بدايةً برأيك مسلسل "بالقلب" كدراما لبنانية، ماذا ميّزه للمنافسة بهذه القوة خلال رمضان وتحقيق نجاح كبير؟
هناك سببان، أولاً وبصراحة لم يكن هناك عدد كبير من المسلسلات، إذ هناك الكثير من الأعمال التي لم تعرض بسبب عدم التمكن من إنهاء التصوير بسبب أزمة فيروس كورونا، وتحديداً الأعمال ذات الإنتاجات الكبيرة.
وتبين لاحقاً أنها ليست فقط الإنتاجات الكبيرة هي التي يحبها الجمهور، فالناس أصبحت تريد شيئاً من واقع حياتها، وملّت من المظاهر والشكليات، فهم يريدون العودة إلى الأصالة والحياة البسيطة والواقعية.
وكاتب العمل طارق سويد في مسلسل "بالقلب" عرف كيف يدخل إلى قلب كل شخصية، وهذا ما أنجح العمل أيضاً.

هذا النجاح لمسلسل دراما لبنانية، لماذا قد يؤسس على صعيد هذا الموضوع؟
من الممكن أن يعطي دفعاً لكل المنتجين والكتّاب أن يصبح لديهم شجاعة بالدخول في هكذا قصص، سلسة وواقعية، وتستطيع أن تستقطب جمهوراً كبيراً، الذي لم يعد يريد "الفخفخة"، وإنما البساطة كما أيام زمان، أيام تلفزيون لبنان، فكل مسلسلات الكاتب أنطوان غندور كانت الناس تجلس في بيوتها لكي تشاهدها.

بدورك في المسلسل قليل ما تتكلم..
لا أتكلم أبداً، إلى درجة أصبحت أحاول فيها أن أقول بعض الكلمات هنا وهناك من مخيلتي.

هذا الدور يعتمد أكثر على حركات الجسد وتعابير الوجه وليس على الكلام والحوار، فإلى أي حدّ هذا الأمر صعب على الممثل؟
صدقاً كان من أصعب الأدوار التي لعبتها، وكان تحدياً بالنسبة لي، لناحية أداء شخصية بهذا الشكل من دون مبالغة وأمام ممثلين كبار مثل الممثلة اللبنانية كارمن لبس والممثل محمد عقيل وجميعهم.

أيضاً شاركت خلال الموسم الرمضاني بمسلسل "النحات"..
كان من المفروض أن يكون دوري في المسلسل أكبر كمساحة، ولكن أزمة فيروس كورونا أدت إلى تقليصه بسبب عدم التمكن من إكتمال التصوير، وكنت أفضّل أن لا يعرض حالياً كما كنت أتمنى ذلك لمسلسل "الساحر"، ولكن كان هناك عقد موقع لعرضه.

برأيك ما تحدثت عنه هو سبب عدم نجاح العمل، أم أن هناك مشكلة أخرى، وهي الغموض كما علّق البعض؟
منذ عامين والممثل السوري باسل خياط، الذي هو ممثل رائع وقوي جداً، يقوم بمسلسلات ليست شعبية كثيراً ولكنها قوية، والناس تريد مسلسلاً سهلاً وبسيطاً كما مسلسل "بالقلب" الذي يشعرها بقربه منها ومن حياتها، وكأنها هي من تمثل فيه وتعيش مع شخصياته.
وفي مسلسل "النحات" لا نرى هذا الأمر، فباسل يؤدي ثلاث شخصيات صعبة جداً، ولو لم يكن من أهم الممثلين لما استطاع أن يؤديها، لكن طبعاً العمل ككل ليس شعبياً.

هل تحدد عرض الجزء الرابع من مسلسل "الهيبة" الذي تشارك فيه؟
لن يكون في رمضان المقبل، بل أتصوّر أنه سيكون في شهر تموز/يوليو أو أيلول/سبتمبر المقبلين، فما زال التصوير قائماً، وتبقى لديهم القليل لإنتهاء التصوير.

ماذا سيحمس الجمهور لمشاهدة هذا الجزء الرابع؟
أتصور أن هذا الجزء سيكون من الأجزاء القوية جداًَ، فالأحداث قوية جداً، والجهة المنتجة للعمل أي شركة "الصبّاح" لها تاريخ كبير في هذا المجال، والمخرج سامر البرقاوي الرائع يعلم ماذا يفعل، إضافة طبعاً إلى أبطال العمل الممثلين تيم حسن وعادل كرم وديمة قندلفت، والكل يدركون جيداً ماذا سيقدمون في هذا الجزء.

مشاركتك اليوم في أي عمل تنطلق من دافع مادي أم من الدور أو خبرتك في هذا المجال؟
صراحةً، أحيانا أرفض أعمالاً لأنها لا تعني لي الكثير، وأحياناً أقبل الكثير من الأعمال بسبب حاجتي للمال لأسدد دفعاتي المتوجبة عليّ، فأتنازل لأجل هذا الأمر.
ونحن في بلد يتنازل الممثل أحياناً كثيراً، لأن ليس هناك من أحد يساعده كي يستطيع أن يكافح في الحياة، وهناك متطلبات كثيرة وخاصةً في هذه الأيام السيئة.

منذ فترة أثير الجدل حول ظهور الممثل القدير صلاح تيزاني ( أبو سليم) في حلقة من برنامج "قلبي إطمأن" الذي تلقى فيه مساعدات عينية ومادية، هل تابعت الموضوع؟ وعلى من تضع الحق بشأن ما وصل إليه "أبو سليم" على الممثل أم الدولة اللبنانية؟
أضع الحق على الدولة اللبنانية، لأن الممثل إن كان مرتاحاً مادياً يستطيع أن يقف أمام كل هذه المغريات التي تحصل، لكنه للأسف يضطر في وقت من الأوقات أن يتنازل عن تاريخه، وهناك أشخاص لا يقبلون أن ينشر هكذا أمر عنهم في الإعلام، وهناك أشخاص مضطرون وربما لإيصال رسالة للغير أن يكونوا على إطلاع ماذا سيحصل بهم، لكي يتعلموا من تجربتهم ولا يصلوا إلى ما وصلوا إليه.

إن كنت أنت مكان أبو سليم، هل كنت ستقبل بهذا الأمر؟
لا أدري، إلى حين أصبح بتاريخ أبو سليم ووضعه، عندها أفكر، فلكل أمر وقته وظروفه ولا يمكن التنظير هنا، فأبو سليم هذا الإنسان الذي نحبه كثيراً وهو تاريخ وحقق بصمة في الكوميديا في لبنان، وأنا أفتخر أنني كنت لـ8 سنوات في مجلس نقابة الممثلين معه، والذي تخطى عمره الـ 90 سنة وما زال بنشاط إبن الـ 20 سنة، فما زال يحب أن يساعد في خدمة زميله الممثل لسبب وحيد، أنه لهذه الدرجة يشعر أنه معني ومسؤول.