دوري السمراني ممثل لبناني، قادته موهبته الفنية وشغفه بالتمثيل إلى دخول هذا المجال منذ سنوات قليلة، شارك فيها بمجموعة من الأعمال الناجحة سواءً اللبنانية أو العربية المشتركة، فأثبت نفسه وحقق مكانة لافتة بين زملائه.


وخلال الموسم الرمضاني الفائت، شارك في بطولة مسلسل "بالقلب" الذي حقق نجاحاً كبيراً، إضافة إلى مسلسل "دانتيل" الذي أُجل عرضه بسبب عدم إستكمال التصوير، فعن هذين العملين كان لنا هذا الحوار مع دوري للحديث أكثر عن تفاصيلهما، إضافة إلى غيرها من المواضيع.

كيف كانت تجربتك في مسلسل "بالقلب"؟
عندما استلمت النص لأطّلع عليه، كنت في الوقت نفسه أعمل على مسرحية بعنوان "الوحش"، وكل ممثل لديه حلم أن يعمل في المسرح، وأنا حققت هذا الحلم مع "وحشة" المسرح في لبنان مع الممثلة اللبنانية كارول عبود، ومع إنسان هو بطل مسرحي هو جاك مارون، ومن هنا وإنطلاقاً من هذه التجربة كنت في قمة التركيز والمشاعر الجاهزة.
فعندما إستلمت النص وقرأته، جذبني بسرعة من أوله إلى آخره، وذلك كونه سلس وسهل ممتنع، وتشعر بلذة عند أدائه.
ومن الأمور المهمة لي في العمل كانت أنه من بطولة الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، الذي لدي تجارب سابقة معه، وفي هذا العمل أصبح التعاون بيننا أكثر نضوجاً.
وبالإجمال، لا يمكنني أن أقول إلى أية درجة أنا سعيد، لأنني اليوم إنسان مختلف، ولا سيما بعد عرض الحلقتين الأخيرتين، إذ إنني إستمتعت بما شاهدت، فكان العمل تجربة رائعة وممتعة.

لماذا تمّ إختيارك أنت تحديداً لأداء هذا الدور؟
منذ أربع سنوات وأنا أعمل على نفسي كممثل، إذ إنني كنت أعمل في مجال آخر، ومنذ حوالى السنة ونصف السنة توقفت عن هذا العمل وقررت أن أذهب إلى النهاية في التمثيل، ليعلم الجميع أنني ممثل محترف، فأعتقد أن المنتجة مي أبي رعد تعرف أنني أستطيع أن أعطيها ماذا تريد، والمخرج جوليان معلوف أيضاً، إضافة إلى الكاتب طارق سويد، فهذه العوامل الثلاثة ومعرفتي بهؤلاء الأشخاص وثقتهم بي، كل ذلك جعلني ألعب هذا الدور.

ماذا تقصد بأنك تريد أن تذهب بهذا المجال إلى النهاية؟ ما هو حلمك أو هدفك؟
الكل يعرف أنني لم أدرس التمثيل، وربما الموهبة هي ما ساقني إلى هذا المكان، ولكي أثقل هذه الموهبة فأنا أعمل على الإستفادة من التجارب التي أخوضها، لكي أنمي الممثل الذي بداخلي.

بعد هذه التجارب، ماذا تغيّر في إختيارك للدور؟
أسمع الكثيرين يقولون أن كل دور يلعبونه هو عبارة عن تحدٍّ، ولكن أنا لا أراه بهذا الشكل، وإنما هو عبارة عن رحلة أبحث خلالها عن الخفايا التي لم يكتبها الكاتب، لكي أضيفها على الشخصية، فإن وجدت نصاً أستطيع من خلاله أن أضيف على ما رسمه الكاتب للشخصية، وأحوّل المشهد الصغير إلى Masterpiece، عندها أجد الإختلاف في الدور.
وأيضاً لا يهمني إن كان دور مساحته كبيرة أو دور مساحته صغيرة، فمشهد واحد في مسلسل معيّن يمكن أن يحدث من خلاله الممثل فرقاً كبيراً.

إذا خُيّر لك أن تشكل ثنائية معيّنة مع ممثلة، من تفضل أو تختار؟
نحنا كسرنا هذه النظرية أو القاعدة في مسلسل "بالقلب"، وأيضاً في مسلسل "لآخر نفس" الذي مثلاً كان فيه أكثر من ثنائية وهي بديع أبو شقرا والممثلة كارين رزق الله، وكارين والممثل رودني حداد، وغيرهم أيضاً، وأعتقد أن الحوار عندما لا يصبح متمركزاً على البطل والبطلة سيكون ناجحاً بكل تأكيد.
أما مع من أحب أن أعمل كممثلة، فجميعهن أحبهن، ولكن الفنانة سيرين عبد النور التي عملت معها سابقاً، فأجد متعة في العمل معها والوقوف أمامها، ومن خلال عملنا معاً أصبحنا صديقين مقربين، وأصبحنا نفهم على بعضأكثر، إلى درجة أن العيون أصبحت تفهم على بعضها خلال لقائنا في مشهد معيّن.
وكذلك الممثلة ندى أبو فرحات التي إلتقيت معها في فيلم "يلا عقبالكن شباب"، الذي أيضاً كان عملاً ممتعاً معها، وكذلك الممثلة كارين رزق الله.
المهم في كل ذلك، أنه إن كان هناك ممثلة أمامي تستطيع ان تقرأ ما في عيني، فأنا حاضر لأن أقدم لها كل ما أستطيع لننقل التمثيل إلى مكان آخر، ومن هنا فليس هناك إسم ممثلة محددة، وربما علينا أن نخرج قليلاً من هذه الأمور السطحية.

ماذا تخبرنا عن دورك في مسلسل "دانتيل"؟
أكون فيه صاحب شركة تختار الأشخاص الذين لديهم شغف وطاقة في حياتهم، فتطور لهم مشاريعهم وترافقهم على هذا الدرب، وقد شاءت الصدف أن ألتقي بالفنانة سيرين عبد النور في سياق العمل وأصبح هناك خطاً مفتوح بيننا على مدى 15 حلقة تقريباً.
كانت تجربة جميلة بيني وبين سيرين، خاصة أننا عملنا سابقاً معاً سواءً في مسلسل "قناديل العشاق" ومسلسل "روبي".

بعد هذه التجارب العديدة مع سيرين، كيف تصف لنا العمل معها؟
أنا أرى أن سيرين هي نجمة كبيرة جداً، وما يكبّر من شأنها أكثر في عيني أنني أعرفها على الصعيد الشخصي، وأعشقها على قدر ما هي إنسانة حقيقية ومؤمنة وتحب عملها.

هل كنت حزيناً بسبب عدم عرض "دانتيل" في رمضان، أم فرحت كونه سيعرض خارج موسم رمضان الماضي الذي شهد منافسة قوية وأعمالاً كثيرة؟
أكثر شخص يفرح في رمضان هو المشاهد وليس المنتج أو الممثل، لأنه في هذا السياق المشاهد يختار أي مسلسل يريد أن يتابع.
والأمر ليس إن كنت اتمنى عرض "دانتيل" في رمضان أم لا، إذ أنه سيأخذ حقه بكل الأحوال، واليوم أصبحنا بعصر الديجيتال، فالمشاهد يستطيع مشاهدة أي مسلسل في أي وقت يختاره هو.
وفي "دانتيل" سيناريو العمل جميل جداً، و"كاست" العمل مهم ورائع من بينهم الممثل السوري محمود نصر، والممثلون اللبنانيون نقولا دانيال، وسام فارس، سارة أبي كنعان، زينة مكي وتاتيانا مرعب.

هل تمّ تحديد موعد عرض "دانتيل"؟
هناك حديث عن عرضه قريباً، ولكن لا أعلم إن كان من المفيد عرضه خلال فترة الصيف، بل الأفضل عرضه خلال موسم الخريف.

هل تابعت خلال رمضان أعمالاً معيّنة؟
تابعت عدة أعمال، منها "أولاد آدم" وتحديداً كونه يضم الممثل اللبناني رودني حداد الذي هو من الممثلين القريبين جداً لي على الصعيد الشخصي، والعمل بشكل عام مهم جداً وإختيار الممثلين جميل جداً.

برأيك، "أولاد آدم" أخذ كل هذه الضجة بسبب غياب الممثلة نادين نسيب نجيم والفنانة سيرين عبد النور عنالموسم؟
لا شكّ أنه هناك جمهور لكل ممثلة سواءً ماغي بو غصن أو نادين نسيب نجيم أو سيرين عبد النور أو دانييلا رحمة، وهو كبير جداً، وطبعاً كان سيكون هناك منافسة قوية، خاصةً أن "دانتيل" قصته جميلة جداً، كما أن أصداء مسلسل "2020" لنادين جميلة، وأضف إليهم أيضاً أعمال الممثلة كارين رزق الله والممثل عابد فهد والممثل باسل خياط، فهذا الخليط والتنوع والخيارات فعلاً تجعل المشاهد يحتار.
فطبعاً لا أخفي حزني بسبب غياب سيرين ونادين وأيضاً الممثل تيم حسن بمسلسل "الهيبة".

هل كنت تتمنى المشاركة في أحد الأجزاء "الهيبة"؟
أنا أؤمن بأن كل شخص سيأخذ نصيبه، مع العلم أنني تواصلت مع المخرج سامر البرقاوي، وقلت له عندما يرى أن هناك دوراً مناسباً لي فأنا جاهز.

بعد تجربتك الناجحة في المسرح من خلال مسرحية "الوحش"، هل من أعمال أخرى؟
هي ليست فقط تجربة ناجحة، وإنما أخذت قراراً أنه لا يجوز أن تمرّ سنة من دون أن أقدم عملاً مسرحياً، ونعم هناك عمل مسرحي قيد التحضير.

كما قلت في بداية المقابلة، انك إستغنيت عن عملك الأساسي من أجل التمثيل، فهل أنت ضامن مستقبلك في هذا المجال؟
أي شخص سواءً كان مهندساً أو طبيباً أو محامياً هل يضمن مستقبله في لبنان حالياً؟ طبعاً كلا، ولهذا فأنا لم أعد أضمن ماذا قد أفعل غداً، والحمد الله اليوم أنا أعمل، وبرأيي أن التمثيل والدراما هي مصلحة كأية مصحلة أخرى.

هل هناك أي أعمال أخرى تحضر لها إضافة إلى "دانتيل"؟
كلا، ولكن ما زلنا نصوّر مسلسل "خيبة أمل" الذي توقف لأكثر من مرة بسبب الثورة، ولاحقاً كورونا، وهو عمل عربي مشترك بمشاركة الممثل المصري أحمد كرارة، والممثل السوري طلال مارديني، كتابة الجنرال جوزيف عبيد، وإنتاج إيلي برباري.