محترفة في مجالها، راقية في حضورها ورصينة في أدائها، حملت شهادتها في الصحافة والإعلام من الجامعة اللبنانية الفرع الثاني، لتكون سلاحاً تخوض من خلاله الوسط الإعلامي بكل ثقة وإبداع.


منذ أن كانت تتابع دراستها الجامعية، عملت في إذاعة صوت لبنان لحوالى السبع سنوات، والتي إكتسبت منها خبرة كبيرة ومهمة، وقدمت برنامج "بولتن" عبر تلفزيون المستقبل، فكانت تجري لقاءات مع طلاب الجامعة والأساتذة، وريبورتاجات عن المواقع الأثرية، وعملت في تلفزيون NBN في تحرير الأخبار ومراسلة وكانت تجري تحقيقات. وبعد حصولها على شهادتها الجامعية، عملت في إذاعة صوت الغد في برنامج "من صلب المجتمع"، إضافة إلى النقل الخارجي ثلاثة أيام من لبنان وثلاثة أيام من سوريا، إلى أن إنتقلت إلى راديو دلتا وقدمت البرنامج الصباحي، وبعدها الفترة الصباحية في إذاعة مزيكا إف إم، لتعود بعدها إلى إذاعة "صوت الغد" وتعمل محررة ومقدمة أخبار في قسم الأخبار "تيار الغد". إنتقلت إلى إذاعة صوت المدى لفترة قصيرة، حيث عملت أيضاً في تحرير وتقديم الأخبار، إلى أن جاءها عرض عمل من قناة OTV، وطلبوا منها الإختيار بين OTV وصوت المدى، فإختارت التلفزيون، الذي لا زالت تطل عبر شاشته منذ حوالى 13 عاماً.
إنها الإعلامية سحر زغيب، التي تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار.

أخبريني أكثر عن عملك في قناة OTV.
أنا بدأت في OTV مراسلة للبرنامج الصباحي، بعدها إقترح عليّ الأستاذ روي الهاشم أن أقدم فقرة الأبراج، وحين قدمتها حصدت نسب مشاهدة عالية جداً، ولا زلت مستمرة في تقديمها، وأنا لست عالمة فلك، أنا أجمع المعلومات وأقدمها بطريقتي الخاصة. كما أقدم البرنامج الصباحي "يوم جديد" مثل زملائي، وفقرة الأبراج هي فقرة إضافية لي، ومؤخراً أصبحنا نقدم البرنامج الصباحي بشكل منفرد، ففي الأسبوع كل منا يقدم البرنامج بمفرده مرتين أو ثلاث مرات.

ألا تطمحين إلى تقديم برنامج تلفزيوني بمفردك؟
كل صحافي يطمح إلى أن يكون لديه برنامج يقدمه بمفرده، ولكن نعرف الأوضاع اليوم، إما عليك أن تحظى براعٍ للبرنامج، أو أن تدعم برنامجك مادياً، وهذا الأمر صعب جداً في الفترة الحالية، لذلك أنا مكتفية بالبرنامج الصباحي، وسعيدة بعملي فيه، فتقديم البرنامج الصباحي ليس مثل تقديم موجز الأخبار إذ يضعون لك النص وتقرأه، مع إحترامي لكل مقدمي الأخبار، فأنا كنت مقدمة أخبار أيضاً قبل أن أكون مقدمة في البرنامج الصباحي الذي نستضيف خلاله مجموعة منوعة من الضيوف، فلديك السياسي والإعلامي والفنان والمحامي وإختصاصية التغذية وإختصاصي علم النفس.. ضيوف من كل أطياف المجتمع، وأنت تأخذ منهم معلومات، ففي السنوات التي مرت عليّ وعلى زملائي في البرنامج، أصبح لدينا الكثير من المعلومات، التي نكتسبها من الضيوف، وأنا مقتنعة بعملي، وأحضر إلى ستوديو يوم جديد بكل فرح.

كم ضيف إستقبلته ولم تكوني مرتاحة في محاورته؟
على الإعلامي أن يتقبل ما تفرضه عليه المؤسسة التي يعمل فيها، أحياناً هناك ضيوف يرتبكون أمام الكاميرا، وينسون بعض المعلومات التي يمتلكونها، أنا أتفهم ذلك، فأنا أول ما أطللت على الكاميرا كنت أرتجف، لأن هناك مسؤولية، وأنا أحترم كل الضيوف لأنهم يحضرون إلى ستوديو برنامج "يوم جديد".

هل خف وهج التلفزيون في ظل وجود الإنترنت؟
ربما خف وهج التلفزيون، لكن متابعيه لا زالوا موجودين، وعندما تقدم مادة دسمة وليس فيها تكلّف، وبكل بساطة وتطل بطريقة محترمة، يشعر المشاهدون بأنك مثلهم، وخصوصاً أنك تتحدث عن مواضيعهم. في هذا العصر أصبح بإمكان أي شخص، وأينما كان على الكرة الأرضية، أن يتابع كل البرامج، وليس كل الناس يهتمون بمواقع التواصل الإجتماعي، ولكن الحمد لله أن البرنامج الصباحي الذي إنطلقنا به منذ حوالى الثلاثة عشر عاماً، يحصد أعلى نسب مشاهدة بين البرامج الصباحية، هذا الأمر إيجابي وسلبي في نفس الوقت، فهو إيجابي من حيث عدد المشاهدين الذين يتابعونا، وسلبي لناحية كم أصبح هناك أشخاص من دون عمل يجلسون في منازلهم.

عندما تشاهدين أحدهم لا يملك شهادة الصحافة والإعلام ويعمل في مؤسسة ربما لديها مشاهدون أكثر من مشاهدي OTV، إلى أي مدى تنزعجين؟
في الفترة السابقة كنت أزعل كثيراً، وكنت أسأل نفسي :"أنا متخصصة في الصحافة، لماذا هناك من تخصص في الهندسة أو غيرها يأخذ مكاني؟"، أنا تعبت أربع سنوات كي أنال شهادتي، فيأتي في المقابل شخص من مجال آخر ويعمل في مجالي؟ ففي الجامعة تعلمنا القواعد، وأعطونا مشاريع عملنا عليها، وعلمونا كيف نكون إعلاميين، تعبنا إلى درجة قلت في السنة الأخيرة من التخصص إني لم أكن أصدق كم فيه من تعب، ولكن اليوم لم أعد أهتم للموضوع، إذ أصبحت كل الأمور متداخلة في بعضها، ويُقال للجميلة "حلوة إطلعي عالشاشة، وينسون الإلقاء ومخارج حروف..".

عملتِ في تحرير وتقديم الأخبار، بماذا تشعرين حين تسمعين مذيعاً يشكّل الكلمات بشكل خاطئ؟
لأني إبنة مهنتي "أوقات بكون رح نتّف شعراتي"، خصوصاً أننا في إذاعة صوت لبنان تعلمنا قواعد اللغة العربية، وكان حينها إذ لفظ المذيع حرفاً واحداً بشكل خاطئ تصبح هناك ضجة كبيرة "إنو مذيعة صوت لبنان حرّكت غلط أو لفظت غلط". اليوم يبدأون بقراءة الخبر وينهونه، وأنت لا تدري إن كان بدأ الخبر أو إنتهى "ما في تقطيع".

اليوم أصبحت مذيعات الأخبار يتنافسن على لقب من الأجمل، ويخضعن لعمليات تجميل، بدلاً من المنافسة على لقب من الأكفأ، ما رأيك؟
أنا مع عمليات التجميل إن كانت للتصحيح وليس للتنفيخ، ولكن اليوم نشاهد مذيعات نتفاجأ بشكلهن بعد عمليات التجميل، فأقول "ربما الطبيب أغراها، ولكن كيف قبلت هي؟ وألا يخاف الطبيب على سمعته؟ ألا توجد مرآة؟ ليش عم يعملوا بحالن هيك؟". هناك مذيعات جميلات جداً أشاهدهن وجهاً لوجه، ولكن عندما أراهن بعد فترة لا أعود أعرفهن بسبب عمليات التجميل "اليوم دارج الحنك على شكل مربّع، أغلب المشاهير جمّلوا حنكهم ليصبح مربّعاً، من قال إن هذا رمز للجمال؟". إذا كان التجميل اليوم معياراً للجمال فهذه مشكلة، لأن المذيعة الكفوءة إن كان وجهها مقبولاً، ليست بحاجة إلى عمليات تجميل، فداخل الإنسان يطغى على خارجه وليس العكس.

إلى أي مدى تتلاءم ميولك السياسية مع ميول محطة OTV؟
أنا أعمل في OTV وميولي واضحة، فأنا في هذه المؤسسة لأنني مع هذا الخط، ولكني لست شخصاً محدوداً في التفكير، أي أنني إذا رأيت أمراً خاطئاً أتحدث عنه، وإن رأيت أمراً صحيحاً أتحدث عنه أيضاً، وإن رأيت تياراً آخر قام بأمر صحيح أقول برافو وأصفق له، وعندما يقوم التيار الوطني الحر بأمر أشعر أنه صحيح، أقف وأرفع له القبعة وأقول برافو، وإن كان هناك أمر لم يعجبني، ربما لا يكون خاطئاً، أقول إن ذلك التصرف لم يكن في مكانه. والحمد لله أن رئيس مجلس إدارة OTV روي الهاشم إنسان متفهّم جداً، فهناك مذيعات ومذيعون معنا في التلفزيون ليسوا مع التيار الوطني الحر.

أنتِ مع التيار أم مع العهد؟
بالنسبة لي التيار والعهد هما واحد، رغم بعض الفروق التي ربما فرضتها الظروف.

كم تتلقين من إنتقادات وشتائم بسبب عملك في محطة موالية للعهد الذي يواجه مشاكل كثيرة ويتعرض لضغوطات كبيرة؟
هذا يتوقف على نوعية الأشخاص الذين تصادفهم، أحياناً تلتقي بأشخاص محترمين يحترمون حق الإختلاف، ولديهم هذا النضوج، ويقولون لي نحن لسنا مع سياسة OTV ولكننا نحب إطلالتك لأنك تحترمين الضيف، وأحياناً ألتقي بأشخاص يشتمونني وجهاً لوجه، ففي إحدى المرات دخلت إلى سوبرماركت، شتمني صاحبها وشتم OTV، أدرت ظهري وقمت بالتبضع، ثم دفعت الفاتورة وغادرت، هذا الشخص لو كان لديه نضوج وأخلاق وتهذيب، ولو كان يحترم نفسه، لكان عرف كيف يحترم الشخص الآخر. أنا أقول دائماً إنه بإستطاعتنا أن نكون مختلفين، ولكن لا يحق لنا أن نخلق مشاكل، من حقي أن أختلف معك في رأيي السياسي، ولكن هذا لا يعني أنك شخص عاطل، ويجب أن أشتمك وأتحدث عنك في السوء، كل إنسان لديه رؤيته الخاصة وأنا أحترمها.

في الختام، ماذا تقولين عن
رئيس الجمهورية ميشال عون : حبيب قلبي.

رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل: ذكي.

رئيس مجلس إدارة الـ OTV روي الهاشم : قلبه كبير.