تميّز الممثل الكويتي عبد الله الحبيل بتعدد مواهبه، في التمثيل والإخراج والغناء والتأليف والتلحين، فضلاً عن الإنتاج في المسرح والتلفزيون.


ويُعتبر أحد رواد الفن الكويتي المميزين، ومن أوائل الفنانين الذين إستقطبوا النجوم العرب من أمثال سعيد صالح، كريمة مختار، وفريدة سيف النصر، والمخرج الراحل نور الدمرداش.

إنضم الى فرقة مسرح الخليج العربي
ولد عبد الله الحبيل في 13 حزيران/يونيو عام 1949، متزوج وله ستة أبناء، وهو خريج جامعة بيروت العربية - ليسانس آداب، قسم التاريخ.
عمل في وزارة المواصلات (الجمارك والموانئ)، من ثم في وزارة الصحة العامة، وبعدها إنتقل إلى وزارة الأشغال، فمراقب نصوص في إذاعة البرنامج الثاني في وزارة الإعلام.
خرج من رحم برامج المواهب الفنية، التي تبحث عن ممثلين جدد وحصل على المركز الأول في إحدى المسابقات عام 1968، عندما كان يمارس نشاطه في التمثيل، فلفت أنظار الكاتب عبد العزيز السريع، وطلب منه الإنضمام إلى فرقة مسرح الخليج العربي.

البداية من المسرح
دشّن عبد الله الحبيل مسيرته الفنية في أوائل السبعينيات، تحديداً عام 1971 مع فرقة مسرح الخليج العربي، في مسرحية "الحجلة"، التي أعدها صقر الرشود عن مسرحية "الجرة"، من تأليف الكاتب المسرحي الإيطالي لويجي بيرانديللو، وإخراج صالح حمدان، بعد ذلك إستمرت مشاركاته في مسرح الخليج، وشارك في مسرحيات شكلت علامات مضيئة في المسرح الكويتي، من بينها "حفلة على الخازوق" و"عريس لبنت السلطان".
لم يقتصر دوره في مسرح الخليج العربي على التمثيل فحسب، بل تقلّد مناصب إدارية منها، أمين الصندوق في مجلس الإدارة لمدة عامين، وشارك في رحلات مسرح الخليج العربي الفنية خارج الكويت، في الأسابيع التي أقامها المجلس الوطني للثقافة للفنون في عواصم عربية، فضلاً عن تمثيل الفرقة للحركة المسرحية الكويتية، في مهرجانات مسرحية عربية في دمشق وقرطاج والقاهرة.
وخلال مشواره الفني كُرّم في مناسبات عديدة، ونال جوائز منها جائزة ممثل مسرح في يوم المسرح العربي لعامين.
ومن أبرز أعماله مع فرقة مسرح الخليج: "الأصدقاء"، "1، 2، 3، 4 بم"، "ضاع الديك"، "شياطين ليلة الجمعة"، "بحمدون المحطة"، "حفلة على الخازوق"، "هدامة"، "مجنون سو سو"، "متاعب صيف"، "عريس لبنت السلطان"، و"تب أم عصفور"، "الحلاق" و"يا معيريس".

إتجاهه إلى الإنتاج
بعد إكتساب خبرة في العمل مع "فرقة الخليج العربي"، إتجه عبد الله الحبيل إلى إنتاج أعمال مسرحية خاصة، ودراما تلفزيونية.
أول عمل مسرحي خاص من إنتاجه "للأمام سر"، بعد ذلك إستمر في إنتاج مسرحيات شارك فيها ممثلاً وكاتباً ومخرجاً وملحناً، فأطلق عليه لقب فنان شامل، لتعدد ممارساته الفنية في العمل الواحد.
كان يهدف من خلال الإنتاج الخاص تجنب الإنزلاق في أعمال متواضعة، فوجد ضالته في هذه الأعمال، وإستمر في تقديمها مستعيناً بنجوم من الكويت ومصر، لتدعيم صفوف مسرحيته.
ومن أهم هذه الأعمال، مسرحية "صادوه"، من إخراجه وإنتاجه وبطولته مع مجموعة من الممثلين المصريين، وهم كريمة مختار، سعيد صالح وفريد سيف النصر، ومن الكويت جاسم الصالح، إبراهيم الحربي، ومنى عيسى.

أعمال متنوعة
إستمر عبد الله الحبيل في تقديم أعماله المسرحية، من بينها "بنشر"، "البمبرة"، "طيوب وشيطون"، "الوحش بوراسين" للأطفال من إخراجه وتأليفه.
ومن أعماله المسرحية الأخرى: "على قشر موز" من تأليفه وإخراجه، "بالمشمش"، "الارهابي.

إقتحم الدراما التلفزيونية عبر "الشاطر حسن"
"الشاطر حسن" عام 1970، أول دراما تلفزيونية شارك فيها ممثلاً، من إخراج حمدي فريد.
وكان المؤلف علي المفيدي رشّحعبد الله الحبيللبطولة حلقة واحدة من المسلسل، إلا أن المخرج رفض إعطاءه هذه الفرصة، وقال إنه لا يصلح ليكون بطل هذه الحلقة، فأصر علي المفيدي على ذلك، وطلب من المخرج أن يجربه ومن ثم الحكم على أدائه، فوافق المخرج وبدأ التصوير، وما لبث أن أعجب بأدائه وطلب من المؤلف أن يكون البطل في الحلقات كافة.
بعد هذا التميز شارك في مسلسلات عديدة، ومنها "جحا"، "صالح تحت التدريب"، "يوميات صايم"، "رجل سنة 60"، "ليلة عمر"، "بو بلال"، "اضحك والا أبكي"، "قاهر الذل"، "فتى الأحلام"، "نصيب"، "الدانة" وهو أول مسلسل من تأليفه، "الأبريق المكسور".

إفتح يا سمسم
مثّل عبد الله الحبيل دور نعمان في 120 حلقة من مسلسل "إفتح يا سمسم"، الجزء الأول من إنتاج مؤسسة إنتاج البرامج المشترك لدول مجلس التعاون، وقد إشتهر بتلك الشخصية، كذلك شارك في سهرات درامية من بينها "مجنون بأثر رجعي"، "غلطة عمري"، "الحرب والخدعة"، و"المعدن ذهب".

توقف وعودة
توقف عبد الله الحبيل عن العمل في المسرح سنوات، ثم قرر العودة من خلال مسرحية "الفضيحة" عام 2000.
ويقول عن هذه التجربة: "بعد انقطاعي عن المسرح لسنوات أردت أن تكون عودتي عبر هذه المسرحية الجريئة والهادفة، وهي إسم على مسمى، إذ تقوم على فضح المستور من معاناة المجتمع الكويتي، وحاولنا أن نتطرق إلى قضايا يعاني منها المواطن العربي، ومتعلقة بأسرته وقوتها اليومي، فضلاً عن المشاكل التي يواجهها في حياته اليومية".
وعن إمكانية عودته للفن، بعد فترة إبتعاد ليست بالقصيرة، قال عبد الله الحبيل في مقابلة صحفية عام 2019: "مسألة العودة للعمل الفني أراها صعبة وليست بالمستحيلة، إذ إنني أعتبر نفسي مبتعداً وليس معتزلاً، وهناك فرق بين الامرين"، مشيراً إلى أن الابتعاد جاء تقديراً لجمهوره الذي يحترمه ويقدره، ولا يريد أن يقدم له أي عمل يراه متواضعاً، فمبدأ الظهور لمجرد الظهور مبدأ مرفوض".