خاضت الممثلة المصرية صابرين دراما رمضان هذا العام بمسلسل "ليالينا 80" الذي تدور أحداثه في فترة الثمانينيات، وجسدت فيه شخصية رقية زوجة شهيد في حرب الـ 73، تحاول تربية أبنائها وسط صعوبات كبيرة تقابلها.


وقد أجرى موقع "الفن" لقاء مع صابرين للحديث عن العمل وكواليس مشاركتها فيه، وشخصية زوجة الشهيد ومدى معرفتها بفترة الثمانينيات قبل دخولها العمل، وكيف ساعدتها خبراتها ومواقفها في الحياة على تجسيد الشخصية، وأمور أخرى في الحوار التالي.

ما دوافع موافقتك على تقديم مسلسل "ليالينا 80" في شهر رمضان الذي انتهى مؤخراً؟
حقيقة عندما قرأت النص أعجبت بشخصية رقية لأنها زوجة شهيد، وأنا كنت أتمنى تقديم هذه الشخصية منذ سنوات لأنها شخصية دسمة فيها العديد من التفاصيل، فالشخصية تظهر كيف تكمل زوجة الشهيد المسيرة من بعده، وكم من زوجة شهيد ربت أولادها، وكذلك أردنا القول إن هذه الشخصية موجودة منذ سنوات طويلة مضت ، وليست هذه الفترة فقط التي ظهرت فيها بشكل أكبر بسبب العمليات الإرهابية.

وهل تقصدين أن الضوء لم يكن مسلّطاً على زوجة الشهيد في الماضي؟
بالفعل هي موجودة في كل الأزمنة، ولكن تسليط الضوء عليها أصبح أكثر في الـ 10 أو 15 سنة الماضية، في ظل انتشار العمليات الإرهابية واستشهاد العديد من الجنود، فكان من المعروف في الماضي أن الجندي يذهب للحرب وإما أن يعود أو يستشهد، إنما حالياً تجد أنه بمجرد وجود شباب يحرسونا فإنهم قد يستشهدون غداً بدون حرب، فتكون صدمة للزوجة والأبناء الذين يصبحون أيتاماً.

ألا ترين أن إعتماد المسلسل على البطولة الجماعية أعطاه طابعاً مختلفاً وقصصاً أكثر؟
أحب جداً البطولة الجماعية، وعندما عُرض عليّ "ليالينا 80" كنت أفكر في الأبطال لأن اختيارهم لا بد أن يتم بعناية شديدة، وبالفعل تم التوقيع مع إياد نصار وغادة عادل، وانتظرت وقتاً لأني كنت حينها أقرأ أكثر من نص لتقديمه هذا العام، وعندما تعاقدت بعد ذلك أصبح همي البطل الرابع لتجسيد شخصية "جلال" ووقع الاختيار على خالد الصاوي، فرحت للغاية بهذا الاختيار لأن الدور عبقري والصاوي قدمه بشكل مميز للغاية.

أحداث المسلسل تدور بين الحارة والزمالك فهل القصد من ذلك اختلاف الطبقات؟
ليست هذه هي الفكرة، فالعمل يناقش بشكل عام حال الطبقة المتوسطة، فتجد من يبحث عن تربية أولاده في الحارة، وآخر يعيش في الزمالك ويتطلع لمستوى معيشة أفضل من الناحية الاقتصادية، ولكن الحالتين تندرجان تحت مسمى الطبقة المتوسطة، مع اختلاف دوافع كل واحد منهما في الحياة، فجانب الحارة كل اهتمامه بأسرته وأبنائه والحفاظ على المنزل، انما الذي إشتغل في الخليج إهتم بكسب المال ويريد الانتقال نقلة أخرى، وتظهر هنا هشاشة فكر المادة والرأسمالية.

كيف كانت قراءتك عن فترة الثمانينات قبل الدخول في المسلسل؟
لم أعش في هذه الفترة لأني كنت طفلة، ولكن نشأتي في حي عابدين جعلتني أرى الأمهات الحازمات اللواتي يهتممن بمن حولهن واللواتي يعملن ويتحملن المسؤولية، ورأيت نماذج مثل "رقية" كثيرة جداً، منها جارتي التي كان لديها 5 أخوات بنات، وتحملت مسؤوليتهن بعدما توفي والدها وتوفيت والدتها، وكل ما شاهدته أفادني كثيراًفي التصوير والتعايش مع الشخصية، فخبراتك في الحياة تعود عليك دائماً في الأدوار التي تقدمها.

توقع البعض أن العمل سيكون اجتماعياً سياسياً في الوقت نفسه بسبب مشاهد وفاة وجنازة السادات؟
لا سياسة فيه وبعد مرور الحلقات ظهر ذلك للجمهور، ولكن في الوقت نفسه فإن إغتيال السادات يعد العامل الذي ترتبت عليه أحداث المسلسل وشكل المجتمع في فترة الثمانينات، لأن المجتمع تغير في تلك الفترة، وخصوصاً الطبقة المتوسطة وكيف أصبح شكلها وسبب سفر الناس إلى الخليج للعمل، فهذه الفترة لم تكن لها ملامح واضحة وقد سيطر عليها طابع القلق والخوف من المستقبل، وأصبح همَّ الكل هو كيفية توفير قوت يومه.

ما المختلف في "ليالينا 80" عن باقي المسلسلات التي عرضت في رمضان؟
الجمهور لا يتنتظر في "ليالينا 80" من سيقتل من، أو من سينتقم مِن من، فكل المسلسلات التي عرضت صراعات والجمهور ينتظر من الذي سيفوز بالصراع، أما في "ليالينا 80" فالجمهور ينتظر من سيتصالح مع من، ومن سيهتم بمن. وهناك تفاصيل حياتية لناس موجودين في حياتنا الواقعية، فالعمل يعتمد في المقام الأول على الأسر والعائلات والمواقف التي يمرون بها.

صدمت صابرين الجمهور في أدوارها آخر 3 سنوات من زينب الغزالي في "الجماعة 2" للكوميدي في "فكرة بمليون جنيه" إلى دور جاد في "ليالينا 80"...
أبحث دائماً عن التنوع وفي كل دور أقدمه لا بد أن أبذل فيه مجهوداً، فزينب الغزالي كانت شخصية صعبة للغاية وأتعبتني جداً، وبعدها قررت أن اقدم دوراً "لايت" وحدث ذلك في "فكرة بمليون جنيه"، ورغم أن العمل كوميدي فقد كان لا بد أن يصدق الجمهور أن هذه السيدة خفيفة الظل وساذجة وتأخذ كل المواضيع بطريقة المزاح.

إلى أي مدى تهتم صابرين بمظهر الشخصية سواء في الشكل أو الملابس؟
أحاول فقط أن أكون الشخصية التي أجسدها، وكان لا بد أن يقول المشاهد في "ليالينا 80" أن هذه رقية وليست صابرين، وأكثر ما يقلقني أن يكون هناك جملة في مشهد ويكون بصوت أو طريقة صابرين مثلا، وقتها أتضايق جداً وأطلب من المخرج أن نعيد المشهد مرة أخرى، أما في ملابسي فأنا أكون حريصة عندما أنظر في المرآة أن أرى رقية، وحتى الشعر لا بد أن يكون ملائماً للشخصية، وهذا يجعلني في حيرة وأسأل المؤلف والمخرج عن كل تفاصيل الشخصية.

ما رأيك في مسلسلات رمضان التي عرضت هذا العام؟
أرى أن الموسم كان صعباً على الجميع ولا بد من توجيه الشكر إلى كل العاملين في المسلسلات هذا العام، فرغم كل الظروف الصعبة إلا أن هناك تنوعاً كبيراً في الموضوعات التي قدمت، ولقد أعجبت بأعمال كثيرة منها "البرنس" ومخرجه محمد سامي الذي جعل كل الممثلين مميزين في أدوارهم، وأيضاً "بـ 100 وش" ومخرجته كاملة أبو ذكري وبطليه نيللي كريم وآسر ياسين، وكذلك "الإختيار" الذي أعتبره عملاً مهماً للغاية.

بالحديث عن "الإختيار" كيف ترين هذه التجربة؟
"الإختيار" أخذ بثأر شعب مصر وأخرج كل ما كتمناه طوال الفترة الماضية، فأنا شاهدته وأعجبني، فكلنا كنا نتابع أحداث العملية الإرهابية وردّ أبطالنا عليها في النشرات الإخبارية، لكن في المسلسل ترى كيف تم التخطيط والقيام بالعملية ومن هم الارهابيون الذين نفذوها، فالحدث الحقيقي الذي كنت سمعت عنه وشاهدته في الاخبار رأيته كيف نُفّذ وهذه عظمة "الإختيار".

ماذا عن حياتك العملية الشخصية فى ظل أزمة انتشار فيروس كورونا؟
بالتأكيد كنت متخوفة، لكن في التصوير كان هناك تعقيم طوال الوقت وكان معنا أطباء في موقع التصوير وكأننا في مستشفى متنقلة، والحمد لله انتهينا من التصوير على خير، أما في المنزل فأنا أتّخذ كل الاجراءات الاحترازية، وأطلب كل حاجاتي من السوبر ماركت عبر الهاتف، وفي رمضان أقمت مكاناً للصلاة في البيت وزيناه، فرمضان هذه السنة كان مختلفاً عن كل سنة، إذ إنه من غير المسموح أن نصلي ضمن جماعة مع بعض.