هي نجمة الأدوار الصعبة وتنتمي إلى مدرسة الإحساس في أدائها التمثيلي، فلقد أثبتت صدق مشاعرها التمثيلية في أدوار مختلفة حينما قدمت الأم لنجوم يكبرونها عمراً بفيلم "كف القمر"، وحينما قدمت الشر والإستفزاز في مسلسل "حكايتي" وكانت بارعة في هذا الدور، وكذلك بمسلسل "الطوفان" والكثير من الأعمال التي شهدت تميزاً كبيراً لها، حتى فاجأت الجمهور بشخصية مُسالمة ومُحبة للعائلة والأسرة في مسلسل "إلا أنا" الذي عُرض قبل رمضان وحقق نجاحاً كبيراً.

. هي الممثلة المصرية وفاء عامر التي تتحدث لـ"الفن" عن تجربة حكاية "بنات موسى"، وأسباب إهتمامها بالقضايا لإجتماعية في أعمالها، ورأيها بالمنافسة خارج رمضان، وكيف وصلت للسلام النفسي في فكرة البطولة المطلقة من عدمها، وتوضح لنا رأيها في أداء شقيقتها أيتن عامر بمسسل "فرصة تانية"، والكثير من التفاصيل التي تتحدث عنها المتميزة وفاء عامر في اللقاء التالي:

في البداية.. شاركتِ في بطولة حلقات "بنات موسى" ضمن أحداث مسلسل "إلا أنا" الذي عُرض قبل رمضان وحقق نجاحاً كبيراً، فما الذي جذبك لهذا العمل؟
جذبني للعمل الكثير من العوامل، وخصوصاً طريقة تناول الموضوعات المجتمعية الهامة الموجودة في أحداث المسلسل، وما تحمله من رسائل إجتماعية في الوقت الذي أحب أن يكون لأدواري تأثير في الجمهور وأن تُعبر عن نماذج حقيقية وواقعية، وهذا ما وجدته في حلقات "بنات موسى" ضمن مسلسل "إلا أنا"، فمشكلة ميراث المرأة في المجتمع الصعيدي والريفي وما تتعرض له من إنتهاكات من العائلة وضياع حقوقها، هي مشكلة موجودة بالفعل وتحمست أن أساهم في طرحها من خلال دوري.

وهل القضايا المجتمعية هدف في عملك بمجال التمثيل وخصوصاً أنها ليست المرة الاولى التي تقدمين فيها نماذج حقيقية لمشاكل مجتمعية في أعمالك؟
يُسعدني للغاية أن يكون للفن الذي أُقدمه رسالة هامة ومجتمعية، تحمل رسائل للجمهور وخصوصاً أن هذا من أسمى قيم وأهداف الفن بالنسبة لي، أن تُعبر عن مشاكل وقضايا الجمهور بشكل حقيقي وواقعي، وأنا بالفعل أهتم بهذه النوعية من الأعمال وسبق وأن قدمتها في عدة أعمال، من بينها مسلسل "الطوفان" الذي شاركت به مؤخراً.

وما حقيقة التحضير لجزء جديد من مسلسل "إلا أنا" بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول والإشادات النقدية حوله؟
الحقيقة أن ردود الأفعال والأصداء كانت رائعة للغاية، والعمل لمس شريحة كبيرة من الجمهور وخصوصاً أنه يقدم مشكلة واقعية وحقيقية، وكذلك الإشادات النقدية كانت متميزة عن العمل، وحتى الآن لا أعرف إن كان هناك جزء ثانٍ من العمل يشمل حكايات جديدة أخرى أو لا، لأن هذا أمر يخص الجهة المنتجة.

تتشابهين مع شخصية "سعاد" التي قدمتِها ضمن أحداث المسلسل في حب العائلة والترابط الإجتماعي والاسري، فهل كانت لذلك صعوبة أم سهولة في الأداء؟
أنا ممثلة وسواء كنت أُقدم شخصية قريبة مني في الواقع أو بعيدة تماماً عني فلا أهتم بهذا الأمر على الإطلاق، وخصوصاً أن الدور الجيد هو ما يجذبني في الاساس، والمصادفة في التشابه بين أية شخصية أُقدمها وشخصيتي الواقعية في بعض الأشياء هي مُجرد مُصادفة غير مقصودة، ولكن "سعاد" تُشبهني بالفعل في حب أسرتي، ولذلك بدأت أتحسس خطواتها وطريقة تفكيرها وأصنع لها أسلوباً خاصاً مختلفاً عن شخصيتي الواقعية.

هل ترين أن ظروف الحجر المنزلي بسبب إنتشار فيروس كورونا كان سبباً لإرتفاع نسب مشاهدة مسلسل "إلا أنا" وخصوصاً أن طرحه كان في موسم صعب وهو ما قبل موسم رمضان؟
أعتقد أن بالفعل ظروف الحجر المنزلي وبقاء الناس في منازلهم ساهما بشكل كبير في زيادة نسب مشاهدة مسلسل "إلا أنا"، ولكن جودة العمل ومناقشته لحكايات حقيقية وواقعية كانت السبب الأساسي لجذب إنتباه الجمهور، فلو أن العمل غير جيد وتم طرحه أيضاً بظروف الحجر المنزلي فأعتقد أنه لن يهتم به أحد، والحمد لله العمل حقق نجاحاً كبيراً وأسعدت بهذه التجربة للغاية.

وكيف ترين المنافسة الدرامية خارج سباق رمضان؟
أعتقد أن العمل الجيد يستطيع أن يفرض نفسه بأي موسم سواء كان داخل رمضان أو خارجه، فمسلسل "إلا أنا" حقق ردود أفعال وأصداء إيجابية للغاية، كما أن الأعمال التي تعرض خارج السباق الرمضاني تحظى بفرصة جيدة أيضاً للمتابعة والمشاهدة من الجمهور، وجودة العمل تتحكم في نجاحه ولفته للأنظار من عدمه.

أثبتِ للجميع أنكِ ممثلة سلسة في عملك وخصوصاً بعد نجاحك في البطولة المطلقة والمشاركة ببطولات لنجوم ونجمات آخرين لفتِ فيها إنتباه الناس أكثر من الآخرين، فكيف وصلتِ إلى هذه المرحلة من السلام النفسي؟
لا تهمني فكرة البطولة المطلقة من عدمها بقدر ما أركز وأسعى لتقديم الدور الجيد الذي يجعلني أكون سعيدة ومتحمسة وأنا أُقدمه، فلقد قدمت دوراً مميزاً للغاية في العام الماضي بمسلسل "حكايتي" للنجمة ياسمين صبري، وكان دوراً جديداً علي وخطف الأنظار والكل تحدث عنه، ولن أمانع لو عُرض عليّ أي دور في مسلسل ليس من بطولتي المطلقة، بشرط أن يمتلك القيمة والجودة الفنية، وكذلك الأمر بالنسبة للبطولات المطلقة التي لا يمكن أن أقبلها لو لم تكن جيدة، لذا فجودة وقيمة الدور والعمل تتحكم في إختياراتي الفنية.

لماذا صرحتِ بأن المنصات الإلكترونية أصبحت مهمة في الوقت الحالي؟
لأنها أثبتت حضورها والكثير من الناس يتابعونها، وأصبحت جزءاً من الصناعة في الوقت الحالي ومن هنا جاءت الأهمية، وفي الوقت نفسه قلة الإعلانات الموجودة على هذه المنصات تُشجّع الجمهور على مشاهدة الأعمال الفنية عليها.

وماذا عن عودتك للسينما بفيلمين خلال الفترة المقبلة؟
بالفعل لدي عملين سينمائيين من المقرر أن أعود بهما، فالأول هو فيلم "ليلة العيد" من إخراج سامح عبدالعزيز، والفيلم الثاني هو "خان تيولا" وأُقدم فيه دوراً جديداً عليّ تماماً، وهي شخصية مريضة نفسياً وتزداد عُقدها الشخصية والنفسية بوفاة ابنها، وأتوقع ظهوراً مختلفاً لي بهذين العملين.

ما رأيك بأداء شقيقتك الممثلة أيتن عامر ضمن أحداث مسلسل "فرصة تانية" ودورها الذي شكّل حديث الناس على السوشيال ميديا؟
أيتن ممثلة متميزة، وسعيدة بها للغاية لأنها أصبحت تختار أدواراً فيها مساحات تمثيلية كبيرة ومتميزة، تستطيع أن تُخرج فيها أداءها وقدراتها التمثيلية التي لم تظهر من قبل، وهذا ما حدث في العام الماضي من خلال مسلسل "أيوب" بشخصية شريرة، وهذا العام على النقيض فهي ظهرت بشخصية غريبة ولكنها متميزة ومستفزة، وأبارك لشقيقتي أيتن عامر على نجاح هذا الدور ولصُناع المسلسل أيضا.