تواصل الفنانة اللبنانية ألين لحود نجاحها وتألقها سواءً في التمثيل من خلال دورها الأخير في مسلسل "بالقلب" أو من خلال الغناء، والذي جمعته مؤخراً بالإخراج عبر أغنيتها الأخيرة "شيّللو"، وفي هذا الجزء الثاني من مقابلتنا معها، تحدثنا أكثر في الغناء والإخراج، وماذا عن رأيها في تطبيق Tiktok؟ وهل تفكر جدياً بالهجرة؟
كل هذه المواضيع وغيرها تتابعونها في هذه المقابلة.

أغنيتك الأخيرة كانت "شيّللو" والتي خضت من خلالها تجربة الإخراج للمرة الأولى، فهل ستخوضينها مجدداً؟ وهل تلقيت عروضاً من فنانين لإخراج كليباتهم؟
من دون شكّ أن الأغنية كان وجهها خيراً عليّ، والناس ترددها حتى اليوم والكليب يعرض دائماً، والتجربة كانت جميلة ولكن متعبة في الوقت نفسه.
نعم لدي مشروع قريباً، فيديو كليب لفنانة لبنانية ولكن لا أستطيع أن أكشف عن إسمها الآن، فأنا أحب الإخراج كثيراً كونه إختصاصي في الجامعة إلى جانب اختصاص التمثيل، وأرغب في أن أكون خلف الكاميرا كمخرجة أكثر من أن أكون أمامها.

هل تحضرين لأغنية جديدة خاصة بك؟
هناك أكثر من أغنية، وأشعر بالحيرة قليلاً، فهناك أغنيات أريد أن أجددها وأغنيات جديدة، حتى أن أغنيتي "يا عيني عليك" التي طرحتها منذ 3 سنوات أرغب كثيراً في تصويرها كفيديو كليب، خصوصاً أن الجمهور يطالبني بهذا الأمر، فالأغنية ليس لها وقت معيّن، وهناك أفكار كثيرة في رأسي وعليّ أن أرتبها لأعرف بماذا سأنطلق.

بحديثنا عن الإخراج، خلال فترة الحجر المنزلي لاحظنا نمطاً جديداً من الأعمال الفنية ولا سيّما في الإخراج، وأهمها فيديو كليب أغنية إليسا "هنغني كمان وكمان" ما رأيك؟
لا شكّ أن الوضع إختلف مع التطور اليوم، فالتقنيات تطورت كثيراً، وأصبح الشخص يستطيع بأبسط الأمور أن يخرج كليباً، ولكن الأهم هو الذوق والفكرة.
وبالنسبة لي، الأهم أن يكون الفن موهبة وعملاً صادقاً ونابعاً من القلب، أما التقنيات فتأتي كوسيلة، فمن لديه الذوق يستطيع أن يستغل أبسط التقنيات لإخراج عمل جميل.
وهذا ما رأيناه في كليب إليسا، إذ أن المحتوى كان هو المهم عند الجمهور أكثر من الصورة، فالفن هو الموهبة والأفكار وإلى أي حدّ يكون الشخص خلاّقاً.

بالنسبة للسينما، كان هناك حديث سابقاً عن كتابتك لسيناريو فيلم سينتج في هوليوود، أين أصبح؟
القصة ليست أنه إنتاج هوليوود، ولكن الأمور أتت بالصدفة، عندما كنت في أميركا وأكتب هذا الفيلم، لدي صديقة منتجة تعمل في أميركا لأكثر من 30 عاماً، وكنت أتحدث معها عن الموضوع وأقول لها إنني أبحث عن إنتاج، فإقترحت علي أن تنتج هذا الفيلم لأنه يبدو شيئاً ضخماً.
ولكن حالياً مع الاوضاع، وبما أنني لم أسافر مجدداً إلى هناك، توقفت قليلاً عن الكتابة، وأدركت فعلاً أن الفيلم ضخم جداً لذلك شعرت بالخوف أنني إلى أي حد سأستطيع الإستمرار به، ولكن دعنا نقول إني سأبقى متفائلة على أمل أن تتحسن الأوضاع.

قلت سابقاً إن الديو الذي جمعك بالفنان اللبناني مروان خوري حقق لك إنتشاراً واسعاً، لماذا لم تجتمعا من جديد؟ وهل هناك من إسم فنان معين تحبين أن تجتمعي معه بديو؟
لم يحصل التعاون من جديد ليس لأننا لا نريد، أنا ومروان إجتمعنا أكثر من مرة وهو دائماً يقول لي إنه يحضّر لي شيئاً جديداً، ولكن صودف أننا إنشغلنا، إلا أن الموضوع وارد دائماً وفي أي وقت قد نفاجئ الجمهور.

ومن هو الفنان الآخر؟
هناك الكثير من الأصوات الجميلة، ولكن يجب أن تكون هذه الأصوات متجانسة، إذ أتذكر أنني وعلى المسرح غنيت مع الفنانين سعد رمضان وجوزيف عطية ومايك ماسي، فهم أصدقائي وأحبهم، ومن الممكن أن يكون أحد منهم أو غيرهم.
وهذا كلّه يعتمد على الموضوع وكل ما يتعلق بالأغنية من كلمات ولحن.

انت ناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي، ولا سيّما إنستغرام، وهل لديك حساب على Tiktok؟
صراحة لم أحبه بل أكرهه كثيراً، وكل حساباتي لم أنشئها بنفسي، ولكن تعوّدت عليها لاحقاً، و Tiktok قالوا لي إنه يجب أن أكون موجودة عليه وفسروا لي طريقة العمل به، ولكن بعد 48 ساعة حذفته لأنني لم أتحمله ولم أجد نفسي به.

ولكن هذا التطبيق يحقق إنتشاراً واسعاً، ولا سيّما بين النجوم؟
صح، الوحيدة التي أحبها كثيراً على هذا التطبيق هي الفنانة اللبنانية ماريتا الحلاني، أجدها ظريفة جداً ويليق بها ما تقوم به.
الموضوع ليس أنني مع أو ضدّ، ولكن هناك بعض التصرفات التي يظهر الغباء فيها، فبعض الأشخاص نجحوا عليه، أما البعض الآخر فيبدو أن لديهم جوع شهرة صراحةً.

منذ فترة أثير الجدل حول قرارك بالهجرة..
أثير الجدل حول هذا الموضوع بسبب إنتشار خبر أنني هاجرت، وهذا غير صحيح، فأنا قلت إن الموضوع وارد لدي وكنت أجري إتصالات مع الخارج لعلّي أجد فرصة بين هنا وهناك.
ولقد قدّرت جداً حب وتفاعل الناس الذين أعربوا عن حزنهم بسبب هذا الموضوع الذي أثّر بي كثيراً، فلا أحد يحب أن يهاجر من وطنه من الأساس، ولكن أحياناً تصل إلى مرحلة تشعر أن الدنيا ضاقت بك ولديك الكثير من الطاقات التي لا تستطيع أن تفجرها مثلما تحب، نعم يصل بك التفكير أنه لربما تجد في الخارج فرصتك.
وإلى اليوم أقول أنني سأبقى أتواصل بين هنا والخارج، ولقد عشت فترة في الخارج ولست خائفة أن لا أتأقلم هناك، شرط ان أبقى قادرة على خدمة بلادي.
فعندما أرى أن هناك طاقات ومواهب تحارب هنا، طبعاً سأفكر في هذا الموضوع، فالفساد ليس فقط في السياسة وإنما في الفن أيضاً.

ماذا غيرت بك أزمة فيروس كورونا؟
أشكر ربي أن أهلي ربوني على القناعة، فكنت دائماً أقدّر الأشياء البسيطة، ولكن الذي تغيّر بي أنني شعرت أن الناس بدأت تعود إلى إنسانيتها، والأشخاص الذين كانوا يأخذون الحياة بالماديات إستفاقوا، فمن الجلوس في المنزل تعرفنا أكثر على أهمية العائلة والأصدقاء والوقت والأشياء البسيطة.
ومن الأمور التي إكتشفتها في نفسي أنني صبورة، وتكيفت مع الواقع فلقد خلقت لنفسي حياة روتينية جديدة وتأقلمت معها، وأتمنى ان نتعلم من بعد كورونا وأن نحافظ على القيم التي تعلمناها.
واتمنى أن تمر الأزمة الإقتصادية على خير وأن لا تستمر.

هل لديك الثقة بالسلطة السياسية الحالية في أن تنجح بتخطي هذه المرحلة؟
بكل تجرد وصراحة، ليس علينا أن نظلم هذه الحكومة كثيراً لأنها ليست المسؤولة عن هذا الإنهيار، فالذي نعاني منه نحن اليوم عمره 30 عاماً، وأي أحد سيستلم الحكم كان سيقع في المشكلة نفسها.
أعلم أن الناس متعبة ولكن يجب أن نصبر ونعطي هذه الحكومة فرصة، ويبدو واضحاً أن هناك أعضاء فيها لديهم طاقة ورؤية ويريدون العمل بجدية.