صالح عبد الله كامل، رجل أعمال سعودي، ومن أهم وأنجح رجال الأعمال المستثمرين في مجال الإعلام، من خلال مؤسسة ART (راديو تلفزيون العرب)، نال شهادة البكالوريوس بالتجارة من جامعة الرياض في عام 1963، وعمل فترة تجاوزت العشر سنوات في العمل الحكومي، ومن ثم إتجه إلى القطاع الخاص الذي حقق نجاحاً فيه.

نشأته وعشقه للتجارة منذ صغره

ولد صالح كامل عام 1941 بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وهو سليل عائلة تعمل بالطوافة، ولكن والده عمل مديراً عاماً لديوان مجلس الوزراء، كان منذ صغره عاشقاً للتجارة، فقد كان يصنع الألعاب الصغيرة والبسيطة، ليبيعها لأصدقائه في ما بعد.

تلقى تعليمه الإبتدائي والمتوسط في مكة المكرمة والطائف، ومن ثم إنتقل إلى جدة ليكمل تعليمه الثانوي، وإلتحق بجامعة الملك سعود في الرياض في كلية التجارة، وتخرج منها حاصلاً على البكالوريوس في عام 1963.

نجاجه التجاري والإستثماري

قام صالح كامل في مرحلة مبكرة بإستيراد بعض المنتجات وبيعها، وفي ما بعد في المرحلة الجامعية أنشأ مطبعة صغيرة، لطبع مذكرات الطلبة وإستمر بذلك حتى تخرج من الجامعة، ومن ثم عمل في المجال الحكومي صباحاً، ومساءً كان يعود إلى مطبعته ليباشر العمل فيها.

عندما عمل في وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات، طرحت الشركة مناقصة لنقل وتوزيع البريد الداخلي، إغتنم كامل الفرصة وعمل على شراء عدد كبير من السيارات وذلك لتوزيع البريد، حقق مشروعه هذا نجاحاً كبيراً، وإستمر به لمدة خمسة عشر عاماً.

في عام 1982، أسّس صالح كامل مجموعة "دلة البركة"، والتي تنوّعت إستثماراتها ما بين إستثمارات سياحية وإعلام ومصارف وعقارات، وهي من أشهر شركات الإستثمارات في جدة، وهو يرأس مجلس إدارتها، وتنطوي ضمن هذه المجموعة مجموعة "البركة المصرفية" ومجموعة "توفيق المالية" والشركة الإعلامية العربية وشركة مسك الإعلامية العربية، بالإضافة لراديو وتلفزيون العرب ART، كما أنه يرأس مجلس إدارة الغرفة التجارية الإسلامية، ولجنة المشاركين في محفظة البنوك الإسلامية، والمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، بالإضافة إلى أنه يترأس وهو عضو بمجالس ومؤسسات أخرى.

وقد أنشأ صالح كامل مراكز بحث الإقتصاد الإسلامي في المملكة العربية السعودية ومصر، ويملك نظام ساهر السعودي للمرور بوزارة الداخلية.

كما أنه عضو في عدد من الهيئات الإجتماعية والتعليمية في دول عربية وأجنبية، ويقدّم المحاضرات حول الإقتصاد الإسلامي والتمويل، ومحاضرات حول التنظيم المصرفي والتنمية والفلسفة الإجتماعية.

من أوائل المستثمرين في مجال الإعلام

يُعتبر صالح كامل من أوائل المستثمرين السعوديين في مجال الإعلام، فهو أول من أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي، التي عرفت بالشركة العربية للإنتاج الإعلامي، وفي عام 1993 أنشأ شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART)، ويملك قناة إقرأ الإسلامية.

كان مُساهماً ومؤسساً للعديد من التجارب الصحفية الكبيرة في المملكة، مثل صحف عكاظ ومكة والوطن، وكان أيضاً شريكاً في مجموعة قنوات MBC الإعلامية.

كان يملك قناة "Art sport" الرياضية، التي باعها لاحقاً لشبكة قنوات الجزيرة، بمبلغ 2 مليار و750 مليون دولار، لكنه ندم على بيعها لاحقاً قائلاً: "ترك مجال الإعلام الرياضي كان غلطة، وخسرت فيه الكثير".

جوائز وتكريمات

في عام 1993، حصل صالح كامل على جائزة رجل أعمال الخليج، وفي عامي 1995 و1996 على التوالي حصل على جائزة رجل المصارف من البنك الإسلامي للتنمية، وصنفته مجلة "أرابيان بزنس" كسابع شخصية من حيث التأثير، ومن ضمن أقوى خمسين شخصية عربية في المنطقة والعالم، وذلك عام 2006، كما حصل على دكتوراه فخرية من جامعة الحياة الجديدة المفتوحة عام 2011.

ثروته

يُعد صالح كامل واحداً من أغنى الشخصيات في السعودية والعالم العربي، وتتخطى ثروته 12 مليار ريال سعودي، موزعة على 300 شركة وبنك، في أكثر من 45 دولة حول العالم.

وفي عام 2016 قُدرت ثروته بحسب مجلة فوربس العالمية، بنحو 2 مليار دولار أميركي، لكنها إرتفعت بعد ذلك، وهذا ما يؤكده تقرير نشرته وكالة بلومبرغ عام 2019، يشير إلى أنه خسر 700 مليون دولار أميركي بالتنازل عن أسهمه في MBC، وأن ثروته أصبحت 3 مليارات دولار أميركي.

حياته العائلية

تزوّج صالح كامل مرتين، الأولى من سعودية وأنجب عبد الله ومحيي الدين، والثانية الممثلة المصرية صفاء أبو السعود، التي عملت لسنوات في قنوات ART، وأنجب منها 3 بنات هن هديل وأصيل ونضير.

إعتقاله

إعتُقل صالح كامل مع غيره، من رجال أعمال وأمراء ومسؤولين في السعودية، بتاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017 بتهمة الفساد، وجُمّدت أمواله في إطار تحقيق أجرته لجنة لمكافحة الفساد، برئاسة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وتم بعد ذلك إطلاق سراحه.

وفاته

توفي صالح كامل يوم 18 أيار/مايو عام 2020، عن عمر ناهز الـ79 عاماً في إحدى مستشفيات مدينة جدة السعودية.

وذكرت إحدى الصحف السعودية أن جثمانه ورى الثرى في مقبرة المعلاة، بالقرب من سور أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.

وأضافت الصحيفة أن "صالح كامل أنهى مسيرته وهو يؤدي صلاة التراويح ليسدل الستار على مسيرة حافلة من الأعمال الخيرية والإنسانية في المملكة العربية السعودية".

ولم تحضر صفاء أبو السعود، جنازة زوجها صالح كامل، بسبب تواجدها في مصر مع بناتها، وعدم تمكنها من السفر بعد توقف حركة الطيران، نتيجة تفشي فيروس كورونا.