يكاد يكون مسلسل "الساحر" الذي يعرض خلال شهر رمضان المبارك الحالي من أكثر الاعمال الدرامية رتابة على الإطلاق، بسبب افتقاره إلى الكثير من أدوات الجذب والإبهار، فضلاً عن بنيته الركيكة والمتصدعة في الكثير من الجوانب.


هذا العمل الذي اضمحل فيه السحر والألق، يقدم قصة تبدو للوهلة الأولى شيقة للغاية، لكنها وفي الواقع تصطدم في الكثير من العقبات التي وقفت حائلاً في نجاحه، وتصدره لقائمة أكثر المسلسلات متابعة خلال شهر رمضان الكريم.
وهنا استوقفنا حضور الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا الباهت، إن صح التعبير. وحين نأتي على وصف الحضور بالبهتان لا نقصد الإساءة على الاطلاق، إنما هو توصيف للأداء الذي رصدناه بمهنية عالية، ووجدناه ضعيفاً لا بل هزيلاً.
فبين الشخصية التي تؤديها وقدراتها على الأداء هوة كان لا بد من الانتباه إليها ومعالجتها، وهنا لا نتوجه باللوم إلى ستيفاني بل إلى المخرج الذي كان عليه أن يلحظ هذا الضعف ويعالجه قدر المستطاع، كي لا تتحول الشخصية إلى استعراض ممل للأزياء الفاخرة واللوكات، والتي جاءت وبنسبة كبيرة جداً على حساب المضمون.
ناهيك عن ملاحظاتنا هذه، فلقد لمسنا القليل من الجمود في التفاعل مع الدور، وهنا لا نقصد المبالغة في التعبير إنما على الأقل أن تكون أكثر تمكناً من لغة جسدها، لتوصيف المشهدية الدرامية بعمق ودلالات قادرة على إقناع المشاهد بالدور وحقيقته.
ففي طبيعة الحال على الممثل الانصهار الكامل بالدور حتى يتحول معه التمثيل إلى حقيقة، وحقيقة مقنعة، وهذا ما لم نجده في أداء صليبا لشخصية كارمن التي انتظرت موت شقيقتها لتسحب البساط من تحت الزوج الاستغلالي.
في المقلب الاخر وإن إنتقلنا إلى رصد ردود الأفعال على العمل من خلال التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، لوجدنا أنه نال النصيب الأكبر من الانتقادات السلبية لأسباب عدة، منها ركاكة النص وملل المتابع من المشاهد المُكررة. فيما وجد بعض رواد مواقع التواصل أن فكرة المسلسل جذابة، ولربما تعرضت للظلم بسبب عدم استكمال التصوير وعرضه ناقصاً نظراً لأحداث المرحلة الحالية التي يمر بها العالم.
في الختام يمكننا وبالفم الملآن أن نحكم ومن وجهة نظر مهنية على مسلسل "الساحر" بالسقوط المدوي، على الرغم من إحترامنا الكبير للقامات الكبيرة المشاركة فيه.