لا شكّ أن الموسم الرمضاني الحالي كان من أصعب المواسم الدرامية سواءً على الممثلين أو شركات الإنتاج أو المحطات التلفزيونية، وذلك بسبب تداعيات فيروس كورونا، والإجراءات التي إتخذت للحدّ من إنتشاره، ومنها إيقاف تصوير المسلسلات، الأمر الذي أدى إلى خروج بعضها من السباق الرمضاني وكان على رأسها مسلسل "2020"، للممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم والممثل السوري قصي خولي، و"دانتيل" للفنانة اللبنانية سيرين عبد النور والممثل السوري محمود نصر، و"من الآخر" للممثل السوري معتصم النهار والممثلتين اللبنانيتين سينتيا سامويل وريتا حايك.


ولكن وإنطلاقاً من المثل الشهير الذي يقول "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد"، فإن غياب هذه الأعمال وغيرها، أتى بفائدة وأعطى فرصة لبعض الأعمال الدرامية اللبنانية أن تعرض ليس فقط على صعيد محلي وإنما على صعيد عربي أيضاً.
وهنا نتحدث عن أكثر من مسلسل لبناني، وتحديداً عن مسلسلات "غربة" بطولة كارلوس عازار ووسام حنا وفرح بيطار، و"لو ما إلتقينا" بطولة يوسف الخال وسارة أبي كنعان، و"بالقلب" بطولة بديع أبو شقرا، سارة أبي كنعان ووسام فارس، التي إشترت حقوق عرضهم محطة BEIN Drama القطرية، وهذا كان أمراً مثيراً للإهتمام لعدة أسباب، أولها أن هذه الأعمال الدرامية هي لبنانية بحت، وعرضها معاً على المحطة خلال شهر رمضان الذي يعتبر من أهم المواسم الدرامية، يعد إيماناً كبيراً من إدارة المحطة بالدراما اللبنانية وقدرتها على المنافسة وجذب المشاهد.

وأيضاً من الأمور المثيرة للإهتمام في هذه الخطوة، أن مسلسلي "غربة" و"لو ما التقينا" كان إنتهى تصويرهما سابقاً وتم تأجيل عرضهما لعدة أسباب وظروف محلية، فأتت هذه المبادرة من المحطة لتخرجهما إلى الجمهور.



طبعاً الدراما اللبنانية ليست بحاجة إلى منّة من أحد كي تثبت جدارتها بممثليها وقصصها وإخراجها وصورتها، ولكن هي بحاجة اليوم إلى من يمتلك المبادرة في وضع ثقته فيها بقدرتها على منافسة أهم الأعمال العربية المشتركة التي يعوّل عليها اليوم أكثر، وطبعاً لأسباب تجارية.