ولدت الممثلة والمخرجة والمؤلفة والفنانة تشكيلية السوريةواحة الراهبيوم 27 نيسان/أبريل عام 1964، في القاهرة بمصر، وسافرت خارج سوريا مع إندلاع الحرب، خصوصاً أنها تحمل رأياً معارضاً.


دخلت عالم التمثيل بالصدفة البحتة، لكنها لم تتخل عن حلمها بالإخراج.

طفولتها ودراستها
عاشت واحة الراهب خلال طفولتها في عدة مدن مختلفة حول العالم، بسبب طبيعة عمل والدها في السلك الدبلوماسي، ودرست في أكاديمية الفنون الجميلة بدمشق، ثم إنتقلت إلى باريس لدراسة السينما، وهي متزوجة من المخرج السوري مأمون البني.

أعمالها
يحمل رصيدها حوالى 40 مسلسلاً كممثلة، منها "جواهر" عام 2000 و"بيت العيلة" و"أبيض أبيض" عام 2001 و"مخالب الياسمين" عام 2003 و"حسيبة" و"الزيزفون" عام 2006 و"عرب لندن" و"رفيف وعكرمة" عام 2008 و"وادي السايح" عام 2010 و"حمام شامي" عام 2014 و"أوركيديا" عام 2018.
من أهم أفلامها "رؤى حالمة" وهو من تأليفها وإخراجها، وقد نال الجائزة البرونزية في مهرجان بيونغ يانغ الكوري، وشارك خلال عام 2007 في مهرجان الأفلام العالمية في اليابان والذي أقيم في مدينة فوكوكا، كما نال عملها السينمائي القصير "منفى اختياري" الجائزة الفضية في مهرجان قليبة عام 1987.
أخرجتواحة الراهبقبل ذلك عدة سهرات تلفزيونية، منها "جَدّي" ونالت عليه عدة جوائز، كما أخرجت "الخرزة الزرقاء"، الذي نال الجائزة الفضية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وكذلك نال عملها "حقيبة" لرأس السنة الجائزة الفضية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، للعام الذي يليه.
ولها عملان روائيان بعنوان "مذكرات روح منحوسة"، و"الجنون طليقاً".

مرآة الواقع
قالت واحة الراهب في أحد حواراتها التلفزيونية إنها تؤمن بأن الفن هو مرآة الواقع، لافتة إلى أنه أخذ منها أكثر مما أعطته.
وأضافت أنها تقدس الفن تماماً كما تقدس الأمومة، إلا أنها أدركت أن مشروع الأمومة هو أهم شيء بالنسبة لها.
وإعتبرت أنه لا بد لأي سينمائي أن يقدم المشروعات، التي تعكس شخصيته.
وأضافت: "كتابة السيناريو جزء أساسي من مهمة المخرج، فهو يجب أن يكون قادراً على توصيل الأفكار التي يطرحها العمل الفني، وإن لم يقم هو بكتابة السيناريو، فيجب إذاً أن يعيد صياغته".

أدوار الشر
حول سبب نجاحها الكبير في أدوار الشر، تقول واحة الراهب: "حقيقة لا أعرف، ولكن في أول مرة مثلت فيها بدور "زبيدة" في "غضب الصحراء" اكتشف المخرجون أنه لدي قدرة على التنوع، رغم أن الشخصية ليست شريرة ولكنها صعبة وتحوي تناقضات عدة كالشراسة والطراوة والحب والعواطف الجياشة."
وتؤكد أن الدور الشرير هو من أصعب الأدوار لأنه دور مركب، فالإنسان الشرير يحمل في داخله جانباً إنسانياً وعدداً كبيراً من التناقضات في شخصيته، ولأن طبيعتي مسالمة جداً كنت مضطرة لبذل جهد مضاعف في الأدوار الشريرة بخلاف الأدوار الطيبة."
وتضيف: "عندما تؤدي دوراً يختلف كلياً عن طبيعتك وتقنع المشاهد بالشخصية التي تؤديها فهذا يجعلك مؤثراً جداً، لذلك أنا لا أستغرب أنه خارج سوريا وخاصة دول الخليج البعض يناديني باسم "زوينة" وهي الشخصية التي أديتها في مسلسل (جواهر)".

غياب تمثيلي
تحدثت واحة الراهب في إحدى مقابلاتها عن سبب غيابها الدرامي، فقالت: "اقتصر التمثيل على مشاركتي بدور في الفيلم القصير "قتل معلن"، كذلك دور في فيلمي السينمائي الطويل "هوى" الممنوع والمنتج قبل مغادرتي سوريا، كذلك بدور في مسلسل خليجي للمخرج مأمون البني بعنوان "عيلة من هذا الزمان" ودور "أم صخر" في مسلسل "حمام شامي" للمخرج مؤمن الملا، ودور "الملكة بادية" في مسلسل "أوركيديا" للمخرج حاتم علي. وهي مشاركات أعتز بها، وإن كانت قليلة أمام الطموح بتقديم ما يعكس إمكانياتي التمثيلية والكتابية والإخراجية بشكل أكبر. وذلك بسبب ظروف الهجرة والتنقل، ولا سيما بالنسبة للتمثيل الذي أعشقه، ولكنه لم يعد يوفر أدواراً نسائية تحتاج لجهد إبداعي لأعمار تجاوزت عمر الصبا".
وأضافت: "في المرحلة الأخيرة، لم أعد أجد الأدوار المركبة والصعبة التي تستهويني، ولا سيما أنني لا أجد نفسي في الأدوار السهلة، بل أجدها في الأدوار المعقدة التي تعكس سمة الحياة بتناقضاتها. هذا لا يعني أني لا أحب الأدوار الأخيرة التي قمت بها، أو لم أجد فيها ما يستهويني. فأي دور لا أوافق على أدائه، إن لم أتعلق به وأحبه، حتى لو كنت أؤدي دوراً شريراً".
وفي حوار آخر، قالت واحة الراهب إنها مقلة في التمثيل، لأنها تعتقد أن كل عمل تؤديه يجب أن يحوي إضافة بسيطة وتنوعاً، وأضافت: "يعني لا أحب أن أكرر ذاتي، وكمخرجة أحتفي بالغنى الذي يقدمه الممثلون المشاركون معي، ولا أصادر حقهم في تقديم الشخصية الخاصة بهم، لذلك لا أحاول فرض نفسي على الممثلين، بل أدفعهم لتفجير الطاقات لديهم كي لا يكرروا أنفسهم".

أهم لحظة
ما أكثر لحظاتك فرحاً؟ سؤال أجابت عليه واحة الراهب: "أهم لحظة فرح في حياتي كانت حينما أنجبت ابنتي (ألما) وغدت هي حياتي، وتأخذ الجزء الأكبر من وقتي وتفكيري، طبعاً لا أنسى لحظات الفرح حينما أتسلم الجوائز الذهبية والفضية في أكبر المهرجانات من مختلف دول العالم".

هوايات
تحدثت واحة الراهب عن هواياتها، فقالت: "أحب القراءة بالدرجة الأولى، لأنها متعة حقيقية بالنسبة لي أن أكتشف ما يقوله الآخر وأفهم المعاني المقصودة من وراء السطور، كما أنني مولعة بالمطالعة السريعة وبمتابعة النشاطات الثقافية، وأحب الرياضة عموماً والسباحة والمشي خصوصاً، فأنا أسبح يومياً ولا سيما أن في منزلي مسبحاً خاصاً، وأمارس رياضة المشي في أماكن منعزلة ونائية حتى أعيش مع ذاتي بعيداً عن الناس والأضواء والازدحام رغم محبتي للناس، لكنني أبحث عن حريتي الفكرية وأمنح نفسي فرصةً للتأمل.. وعلى صعيد آخر أحب الاستماع إلى الموسيقى لأنني أجد فيها راحة نفسية تعطينا القدرة على الاستمرار، وأعلمّ ابنتي الرسم، والأهم من كل هذه الأمور أحب الاهتمام بزوجي وابنتي ومنزلي وعائلتي الكبيرة أهلي".