تتمتع الممثلة اللبنانية ليا بو شعيا بالموهبة بالفطرة، فبعض الممثلات يخلقن فنانات ولسن مجرد مؤديات، احترفت الرقص التعبيري والتمثيل المسرحي منذ 20 عاماً مع فرقة "كركلا" التي تعتبرها بيتها وملجأها، وها هي اليوم تعود للدراما اللبنانية من خلال المشاركة ببطوطة مسلسل "النحات" الى جانب الممثل السوري باسل خياط والممثلة الجزائرية أمل بوشوشة، وعدد كبير من الممثلين اللبنانيين والسوريين المحترفين.


وفي لقاء خاص مع الفن تتحدث ليا عن هذه التجربة وعن الفترة الصعبة التي نعيشها حالياً ..

أولا أخبرينا هل أنت متشائمة أم متفائلة من الوضع الذي نعيشه حالياً؟
بحياتي لم أصل إلى التشاؤم، دائماً أجد نافذة صغيرة توصلني للأمل وتجعلني أشعر أن ما بعد الحزن أو الصعوبات سأصل للأفضل. دائماً في داخلي إيمان يعطيني إيجابية وقوة أكثر وأكثر. فهذه المرحلة بالنسبة لي هي مجرد مرحلة قصيرة وستمر وسنعيش كما نريد بعدها، أعيش مع هذه الأفكار في هذه المرحلة الصعبة أشعر سنتخطاها "نحنا قدها" فبعد الصبر دائماً فرج.

كيف تقضين فترة الحجر المنزلي؟
أعيش هذه الفترة في الحجر المنزل، وأستفيد من كل لحظة في بيتي ومع عائلتي وأشقائي، وأمارس الرياضة وأقوم بالتمارين على الرقص الذي أمتهنه منذ 20 عاماً مع فرقة "كركلا" وهذا شغفي، وأيضاً أمارس رياضة اليوغا وأعشق القراءة ولقد أصبحت أجد وقتاً أكبر لها.

تطلين خلال شهر رمضان 2020 بمسلسل "النحات" أخبرينا عنه..
مسلسل "النحات" كان شغفي الكبير في الفترة التي مرت، وهذا الذي جعلني أركز عليه طيلة الفترة الماضية، وكنت أعد الأيام ليبدأ وأرى ردة فعل الجمهور.
هذا المسلسل أضاف الكثير لحياتي من كل النواحي، وهي أول تجربة تمثيلية لي في شهر رمضان المبارك وهذا تحدٍ كبير لنفسي، ولأظهر للناس أنني غبت عن التلفزيون لكني أعود أقوى وأقوى، وأتمنى أن يعجب الناس.

أخبرينا عن شخصيتك في العمل؟
ألعب دور مايا وهي شخص حساس جداً وحزين من داخله، ولكنها لا تظهر حزنها للناس بل تظهر سعيدة وإيجابية،كما أنها لديها بعض المشكلات مع عائلتها، والمكان الوحيد الذي تشعر فيه أنها تتنفس هي صالة النحت، لأنها نحاتة وأستاذها هو الممثل باسل خياط بدور "يامان" وعلاقتهما تتطور خلال المسلسل.

كيف كانت تجربة التمثيل أمام باسل خياط تحديداً؟
اول ما عرفت أن دور البطولة أمام باسل خياط تفاجأت، فكل دور يلعبه فيه تحدٍ ودائماً جريء فالأدوار التي يلعبها نادرة الوجود. وجودي معه وتّرني في البداية، ومع كل الممثلين من دون استثناء. لاحقاً شعرت بالإرتياح حين أصبحت أمامه، لأنه شخص مريح ومن دون أن يقصد، يشعرك بالراحة من دون أن يقول ذلك، فالإحساس يصل من داخل الشخص وهذا ساعدني في التمثيل وفي المسلسل بشكل خاص.

هل تأخرت موهبتك بعض الشيء لتظهر للناس؟
انا شخص دقيق جداً في الحياة وفي التمثيل بالذات أشعر وأن لدي الحاسة السادسة حيث أنني أتبع إحساسي في اختيار الأعمال، فبعد "بيروت سيتي" طالت الفترة لأعود للدراما اللبنانية، لكني لا أندم على أي شيء فما حصل أوصلني إلى أن أشارك في "النحات"، وفي الشهر الفضيل بالذات وبدور بطولة مع باسل خياط وأمل بوشوشة.
وأنا موجودة على المسرح دائماً، فتأسست مع فرقة "كركلا" بالرقص ودخلت معهم بالتمثيل في المسرحيات وجلنا بها اكثر من بلد حول العالم، ووجودي على المسرح دائما يعطيني قوة كبيرة. ومع فرقة "كركلا" اشعر انها عائلتيوالمكان الذي يريحني.

إلى أين تريد ليا الوصول في مجال التمثيل؟
أنا إنسان يحلم ليلاً نهاراً وهذا ما يجعلني أكيدة أني سأصل لأفضل الأمكنة في التمثيل، لأوصل الإحساس الموجود داخلي.

من مِن الممثلات اللواتي تلفتك أعمالهن وأداءهن؟
من الممثلات الأجنبيات هناك الكثير من اللواتي أحبهن ومعجبة بهن، مثل سلمى حايك، بينيلوبي كروز، نتالي بورتمن وأحب ميريل ستريب، ومن لبنان أقدّر رلى حمادة وأعشق جمالها وطبيعتها وأنوثتها، وأحب "الشراسة" الموجودة عند كارمن لبس. أحب دارينا الجندي جداً والتي أشاركها في مسلسل "النحات"، وأعشق جنونها. أيضاً أحب ندى أبو فرحات وإحساسها، والتمثيل يظهر بقوة في عيونها.

المسلسلات في رمضان تزدحم فهل كنت تفضلين عرض عملك خارج السباق الرمضاني كي لا يُظلم؟
رمضان الشهر الذي ينتظر الناس فيه المسلسلات من كل الدول والمناطق، وأنا أنتظر ما هي الأعمال التي سيتمتقديمها. أنا بصراحة لم أفكر من خلال مسلسل "النحات" بالمنافسة والسباق، ولا أفكر بهذا الجو، بل أريح نفسي أكثر لأحافظ على الطاقة الموجودة عندي.

هل إنسحاب بعض الأعمال الدرامية سيجعل لعملك فرصة أكبر بالنجاح؟
صراحة شعرت بالحزن حين علمت بتوقف بعض الأعمال، لأنني أكيدة أنها أعمال بمستوى عال جداً، مثل "من الآخر" و"2020" و"الهيبة" فأنا أحب هذا العمل وأتابعه.
ومن ناحية مسلسلي أفضل أن يكون برمضان، كي يتسنى للناس مشاهدته أكثر، خصوصاً مع وجود الناس في المنازل وكي لا يشعروا أن هناك بعض الأمور قد تغيرت.

كلمة أخيرة..
أشكر المخرج مجدي سميري والمنتج اياد خزوز وكل فريق العمل، الذي اعطاني الثقة الكاملة في عمل "النحات"، وهو تحدٍ كبير بالنسبة لي وفرحت حين وجدت ردات فعل رائعة منهم على أدائي.