لفتة توعوية مميّزة قام بها الفنان اللبناني نقولا الأسطا مؤخراً، بطرحه أغنية جديدة عفوية من حيث الكلمات والكليب، بعنوان "ضلك بالبيت" لحثّ المواطنين على الإلتزام بمنازلهم خلال هذه الفترة بسبب تفشي فيروس كورونا.


لاقت هذه الأغنية كما أعمال الأسطا السابقة تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور، فماذا عن تفاصيل هذا العمل وغيرها من الأمور التي تتعلق بهذا الموضوع، كلها بحثناها معه في هذه المقابلة.

لماذا أحببت أن تقوم بهذه اللفتة من خلال طرح هذه الأغنية الهادفة في هذا الجو الفرح والعفوي؟
لم أجد غير هذه اللفتة في هذا الوقت بالذات، لأنه يكفينا نكد وحزن وضغط معنوي، فأحببت أن أقدم هذه اللفتة بهذا الشكل العفوي.

تشاركك في كليب الأغنية إبنتاك، إحداهما عزفاً على الطبلة والبيانو والثانية عزفاً على الغيتار..
أتت مشاركتهما لأنني أحببت أن يكون الجو العام للأغنية عائلياً، وذلك إنطلاقاً من عنوانها "ضلك بالبيت"، فالأغنية ليست لكي أظهر جمالي من خلالها أو أغنية تسويقية، بل هي أغنية توجيهية في إطار هذا الجو الذي نعيشه.
وأردت أن أظهر للناس أنه يمكنهم إستغلال وقتهم في الحجر المنزلي الذي أعتبره أنا وقتاً إستثنائياً وضائعاً، في إضافة جو جميل على البيت، كوني أسمع وجود الكثير من التشنجات في بعض المنازل.

هذه المبادرة التي أخذتها أنت، قام بها كذلك عدد من الفنانين اللبنانيين، كيف ترى دور الفنان اللبناني في هذا المجال؟
الأهم أن يكون الفنان على دراية بمدى تأثيره على الناس، وأن يستطيع في هذا الوقت بالتحديد بعيداً عن الشهرة وتسويق النفس، أن يقدم شيئاً هادفاً للناس، لأنه من خلال محبتهم له يتقيّدون برسالته.
وطبعاً نشكر كل الفنانين الذين قدموا أعمالاً في هذا المجال، وكل واحد قدمها بطريقته، فأنا غنيتها بإيجابية، غيري غناها بطريقة شعبوية، وغيري قدمها بطريقة مأساوية وهذا أيضاً أمر ليس عاطلاً، ولكن أنا شخصياً أحببت أن أراها بطريقة إيجابية.

الإجراءات المفروضة حالياً وأهمها التباعد الإجتماعي، نراها أيضاً فرضت نفسها على الأعمال الفنية سواءً تسجيل الأغنية أو تصوير الكليب، برأيك هل سيؤثر هذا الوضع على العمل الفني لاحقاً؟
هذا الوضع لا يشبه أي وضع سابق، حتى أهلنا لم يمروا بهكذا ظروف، فهذه الحالة تفرض الصدق، ولهذا السبب أحب الناس أغنية "ضلك بالبيت"، لأنها بعيدة عن التكلّف، وأنا أشكر الشاعر نعمان الترس على هذه الكلمات الصادقة.
لقد عملت على تفاصيل الأغنية بنفسي، ولم أسجلها في الستوديو وصورتها أنا شخصياً، وقد يرى المشاهد بعض العيوب في العمل، ولكن هذا ليس المهم، بل الأهم في العمل رسالته، وأن يتخطى هذا المشاهد الأمور التقنية إلى محتوى الأغنية.
فمن منافع فيروس كورونا، والتي هي طبعاً قليلة أمام مساوئه، أنه عرّى الناس المتكلفين والمتعجرفين.

ماذا غيّرت هذه التجربة فيك شخصياً؟
لم تتغيّر أمور كثيرة معي، لأنني أعيش مع مجتمعي وعائلتي منذ البداية، ولكن تغيّر التعامل في الوسط العام، وطريقة التعامل مع الناس.

ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها للجمهور؟
الرسالة هي الموجودة في الأغنية، على أمل ان تنتهي بسرعة هذه الأزمة العالمية، وفي الوقت نفسه أن يستطيع الناس من بعدها بعيداً عن الأزمات الداخلية التي يعاني منها بلدنا، أن ينظروا إلى الأمور بطريقة إيجابية، لأنهم لن يستفيدوا من السلبية بل ستعقد الأمور.