وراء كل رجل عظيم إمرأة، ونقول وراء كل موسيقى عظيمة جان ماري رياشي.

فلقد إستطاع أن يضع بصمته في أعمال كثيرة نقل من خلالها وجع الناس وأحاسيسهم، يعتمد في مشواره استراتيجية نقل الحقبات الإجتماعية ليترك في التاريخ بصمته. وحتى اليوم قدّم المؤلف والملحن جان ماري رياشي للفن أعمالاً عرفت طريقها إلى النجاح، وأحدثت ضجة في الوسط الفني. شكّل في الفترة الأخيرة ثلاثية موفّقة جمعته بصوت سوبر، وهو السوبر ستار راغب علامة وبشاعر ممتاز وهو نزار فرنسيس، ولقد نقلوا أحوال البلد ومعاناة الناس مع الوضع الإقتصادي المتردي في "طار البلد"، واليوم يوجّهون التحية بأغنية "إنتوا أملنا" الى الطاقم الطبي والأجهزة الأمنية اللذين يحاربان فيروس كورونا بكل ما أوتيهما من قوّة، لمحاولة إنقاذ أكبر عدد من المصابين. عن هذه الأغنية وأعمال أخرى كان لنا هذا اللقاء مع جان ماري رياشي.

أخبرنا عن هذا التعاون بينك وبين راغب علامة ونزار فرنسيس؟ كيف ولدت هذه الفكرة ؟
بعد أن إجتمعنا في أغنية "طار البلد" حين كان الوضع الإجتماعي سيئاً، وقد حضّرت حينها الأغنية مع الشاعر نزار فرنسيس وتواصلنا مع راغب علامة، أما هذه المرّة فإتصل بنا راغب وطلب أن نقوم بتسجيل أغنية لشكر الطاقم الطبي الذي يدافع عن صحة المواطن والمصابين بالفيروس، بدءاً من الممرضين والمستشفيات والأطباء والأجهزة الأمنية والحكومة.

ما هي التحديات التي واجهتموها في ظلّ هذا الوضع الصعب؟
الشاعر نزار فرنسيس كتب كلمات جميلة جداً في هذه الأغنية، وخصوصاً مطلع الأغنية "في خوف مقرّر يقتلنا.." بعنوان "إنتوا أملنا"، التحدّي في هذا العمل كان بعد أن أقفلت الستوديو، بدأت أعمل من المنزل وأرسل لمهندس الصوت الذي يعمل بمفرده في الستوديو، حتى الكورال سجلنا أصواتهم عن بعد وبحثنا عن الأصوات التي لديها معدّات التسجيل في البيت، وكانت تجربة صعبة جداً لإنجاز هذا العمل.

هل أنت راضٍ عن النتيجة؟
بالطبع التسجيل في الستوديو والتدرب مع الفرقة الموسيقية أفضل، لكنّني راضٍ جداً عن النتيجة التي خرجنا بها بعفوية الفكرة ومضمونها، ونكهتها الخاصة وهذا ما يميّز الأغنية.
وأطلقها راغب الأغنية مع فيديو كليب، صوره مع المخرج سامي صعب ضمن قصة جميلة ومعبّرة. ويدعو من خلالها راغب علامة الى الأمل، بوجود حل لهذه الأزمة وتجاوز مرحلة سنخلع فيها الأقنعة التي نضعها للإحتماء من الفيروس، وعودة الحياة إلى ما كانت عليه سابقاً. والرسالة من الفيديو كليب إيجابية جداً.

بالفعل، لديكم نجاحات كثيرة أنتم الثلاثة، ما سرّ نجاحكم الدائم؟
نحن أصدقاء منذ زمن "عشرة عمر"، ونزار فرنسيس من قريتي ومقرّب لي كثيراً، وتجمعنا نجاحات كثيرة معاً والهدف الأهم هو أن نقوم بأعمال وأغنيات تكون مرآة عن حقبة معيّنة، وهنا أعود الى الأوبريت مع نزار "لا ما خلصت الحكاية" حين استشهد دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن بعدها أغنية "أنا رايح ع دبي"، هذه الأغنيات الإجتماعية هي التي تذكّر الناس بالحقبات التي مررنا فيها.

تطرّقت في الحديث عن الأوبريت وقد كان آخرها مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "صناع الأمل – لا مستحيلا"، ما رأيك فيها؟
الرسالة من الأوبريت ممتازة جداً، لكن بعد معرفتي بالمشاركين فيها كنت أتوقّع أن يكون العمل أضخم من ما خرج عليه، لكن أعتقد أنه تمّ العمل عليه بسرعة، على الرغم من التمويل الكبير له. أذكر في أوبريت "لا ما خلصت الحكاية" إخراج طوني قهوجي، أن الأستاذ الراحل سيمون أسمر استطاع جمع عدد كبير من الفنانين في الستوديو عندي، عند الساعة العاشرة صباحاً ولم يسأل أحدهم حينها عن شيء، وكانت أوبريت واضحة لهدف معيّن. اليوم الأعمال الضخمة تكلّف الكثير من الأموال، والى جانب هذا العدد الضخم من النجوم المشاركين في العمل، لإستطعت إنجاز عمل موسيقيّ أضخم بكثير.

الى جانب أغنية راغب علامة، هل تعمل لأغنيات أخرى من المنزل؟
أنهيت منذ فترة برنامج The Voice kids، نتابع تحضيرات أغاني ألبوم راغب علامة الجديد، وأغنية منفردة مصرية "مجنونة" للفنان اللبناني رامي عياش، وأغنيتين مصريتين للفنانة لارا اسكندر وأغنية للفنانة المغربية سميرة سعيد.

كثر لم يتقبّلوا النتيجة في The Voice Kids، ما رأيك؟
هذه لعبة، والتصويت كان لصالح محمد إسلام، والسوريون في بلاد الإنتشار عملوا على نجاح مواطنهم في البرنامج، وفي الوقت نفسه المشترك اللبناني محمد إبراهيم كان من أهم الأصوات بالإضافة الى المشتركة المصرية ياسمين أسامة (لم تكن سهلة أبداً)، وإحساسي كان يتّجه نحو المشترك اللّبناني الذي يستحقّ اللّقب، لكن النتيجة كانت بفوز محمد إسلام. إلا أن مصير المشتركين الثلاثة سيتغيّر في المستقبل، وأعتبر أن هذا الموسم من "ذا فويس كيدز" كان موفقاً جداً وناجحاً بنسبة كبيرة وهذا هو الأهم، أما المشترك الأفضل فسيعلّم بأذهان الناس وهذه نقطة إيجابية كبيرة في مسيرته المستقبلية.

ما رأيك بأغاني المهرجانات وتوقيفها في مصر، هل أنت مع أو ضدّ توقيفها؟
بنظري الموسيقى هي حرّية، إن قرّرت منع هذه الحرية تدفع الناس الى الإستماع إليها أكثر. المفروض عدم إعطاء الأهمية لها وحينها تنطفئ بسرعة، لكن عندما أعطوها قيمة كبيرة أصبح لدى الناس الحشرية للاستماع إليها، وأنا ضدّ القمع الفني بشكل عام، فلطالما كانت هناك موسيقى شعبية في العالم وبدل القمع كان من المفترض بثّ التوعية في الإعلام، وعلينا الإنتباه الى أنه إذا أحببنا أغنية معيّنة يعني ذلك أنها جميلة من ناحية ما وليست بأغنية سيئة.