ليال عبود فنانة رسمت مسارها الخاص، بعد أن تسلّحت بموهبتها وقوة حضورها والخبرة التي إكتسبتها خلال سنوات عملها في المجال الفني، فكانت وما زالت صاحبة طاقة خاصة وإرادة واعدة ونموذجاً فنياً مرناً له شعبيته، ليس في لبنان وحسب و إنما في الدول العربية وبلدان الاغتراب.


وقد استطاعت أن تؤسس لنفسها مدرسة خاصة محورها الفن الجميل والعصري والتجدد المستمر، إستناداً إلى دراستها الموسيقية وغوصها المستمر في مضمون الغناء و بحوره وفي أدق تفاصيله، فيما شكلت التجارب حجر أساس في رحلتها، فتعلمت كيف تتجاوز العقبات ببراعة وتحقق الأهداف في مرمى النجاح .
إلتقينا ليال في مرحلة قاسية يمر بها العالم بأسره، نتيجة تفشي فيروس الكورونا وكما هي عادتها ردت على تساؤلاتنا بعفويتها المعهودة.

هل تلتزمين الحجر الصحي الطوعي في هذه المرحلة التي تشهد تفشي فيروس كورونا؟
بالطبع، الصحة تاج الحياة وأنا أساساً "بيتوتية" لا أخرج من منزلي إلا في حالات معينة، وبحسب توجيهات وزارة الصحة والداخلية إلتزمت بالقانون، لأن ما يحصل حول العالم أمر مخيف، و لا أخفي أنني أعيش حالة قلق على بلدي وأبناء شعبي، وأتمنى من الخالق أن ينقذنا من هذا الإمتحان الصعب الذي يهدد الجميع من دون إستثناء.
وهنا أتوجه بالتحية إلى الكادر الطبي اللبناني الباسل، الذي واجه الفيروس المميت بشجاعة وحكمة وإصرار، وأيضاً أقدر جهود جميع الجهات الأمنية والإجتماعية والإنسانية العاملة على أرض المعركة أمام مرض لا يرحم أحد، حقاً أعتز بهؤلاء الأبطال فهم يستحقون منا أكثر من الاحترام والتقدير.

قام بعض الفنانين بمبادرات لدعم العائلات المحتاجة في زمن الكورونا، كيف تنظرين إلى هذه الخطوات ؟
انا أؤمن بالخير الصامت والموضوع في مسيرتي قناعة وليس محطة عابرة، ودائماً "يدي اليسرى لا تعلم ماذا قدمت يدي اليمنى"أي أني لا أخبر أحداً بما أقوم به من عطاءات، و هذا ليس انتقاصاً من أية مبادرة قام بها أي فنان في لبنان، وإنما سياسة خاصة وهي بيني وبين الله ولا أطرحها كمادة للتسويق الإعلامي .

ربما الحملات الاعلامية تهدف الى تحفيز الجميع للمشاركة في التقديمات الخيرية ؟
من يريد مساعدة المحتاجين لن ينتظر من سيذكره بواجبه، فالخير ليس مناسبة وإنما أسلوب حياة والعطاء جميل جداً حتى لو لم تكن هناك أزمات، وحملات التحفيز مهمة لنصرة من هم لا صوت لهم أمام المصاعب التي تداهمنا يوماً بعد يوم، المهم أن نعلم تماماً واجباتنا بحسب الإمكانيات المتوفرة لدينا، لأننا نعمل بشكل فردي ولسنا حكومات أو منظمات دولية، ومهما كان حجم التقديمات فهو جيد، وأفضل من أن لا يمد الانسان يده ويُعين الذين هم بحاجة للعون .

الفن من أكثر المجالات التي تأثرت بالأزمات في لبنان خلال الفترة الأخيرة؟
فعلاً الأزمات فاقت كل التوقعات، لذا كانت الحفلات قليلة وكذلك الإصدارات الغنائية، ولا شك إن ما جرى دفع أكثرية الفنانين للغناء خارج لبنان، لكن رغم كل شيء إستمريت بالغناء في بلدي إلى جانب جولاتي في الخارج .

جولتك بين أميركا وكندا انتهت قبل تفشي فيروس الكورونا؟
بالفعل، حالفني الحظ في البداية وحظيت بحفاوة الجاليات اللبنانية والعربية هناك، وكانت الجولة موفقة جداً، وبعدها عدت إلى بلدي قبل أزمة الكورونا وبدأت بالتحضير لوضع اللمسات الأخيرة على عدد من الأغنيات الخاصة، أبرزها باللهجة المصرية واللبنانية ومن ثم حصل ما حصل، اشكر الله على الرعاية والتوفيق، وأتمنى أن يغادر كابوس الكورونا عالمنا إلى غير رجعة.

هل لديك شغف بمتابعة الدراسات الطبية العالمية؟
فعلاً، وما زلت أتابع وأكتشف المزيد من الأبحاث والمعلومات، هذه من الهوايات التي أتبعها يومياً، حتى أن بعض المقربين مني يعتبروني مرجعية (تضحك) من كثرة مراجعتي للطب عموماً .

هل جديدك الفني مجمد حالياً؟
بالطبع، العالم في عين العاصفة والفن سيحين وقته لاحقاً، أنا مؤمنة بحكمة الله وقدرته على مدنا بقارب الخلاص والنجاة .

يقال إن الحجر الصحي الطوعي الذي فرضته الحكومة اللبنانية ساهم في إفساد رشاقة البعض، ماذا عنك؟
( تضحك) ومن يفكر بالرشاقة في هذه الايام، بطبيعتي لا أكتسب الوزن الزائد و أمارس الرياضة في المنزل يومياً، فالغذاء الصحي والرياضة من أهم العوامل التي تعزز المناعة عند الانسان إلى جانب النوم المنتظم، خاصة أن جهاز المناعة يعمل و يتجدد ليلاً .

في حال طُلب من الفنانين التطوع في عمل انساني ميداني، هل تشاركين؟
سأكون في مقدمة الصفوف، بين أهلي و أصدقائي وكل من منحوني الحب والتقدير على مدار سنوات طويلة، أنا جنوبية والجنوب كما كل المحافظات اللبنانية خزان العطاء، هكذا تربينا ولقد توحدنا في جميع الأزمات .