كريستوف وإسمه الحقيقي دانيال بيفيلاكوا، هو فنان فرنسي نال شهرة كبيرة جداً، من مواليد 13 تشرين الأول/أكتوبر عام 1945.

تعد أغنية "Aline" نقطة الإنطلاق في مسيرته، قبل أن يطلق في عامي 1973 و 1974 أغنيتي Les Paradis perdus و Les Mots bleus، اللتين لا زالتا حتى الان من أشهر ما قدمت المكتبة الفنية الفرنسية.

نشأته

تنحدر أصول كريستوف من المهاجرين الإيطاليين منذ عام 1891، حين انتقل جده الأكبر إلى جوسيفي في فرنسا. تربى على حب الموسيقى وأصبح كل من الفنانة إديث بياف والفنان جيلبير بيكو المثال الأعلى له، حين كان يبلغ من العمر 8 سنوات.

بعدها إكتشف موسيقى البلوز مع الفنانين روبرت جونسون وجون لي هوكر، وفي أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، تأثر بإلفيس بريسلي وجيمس دين.

تعلم كريستوف العزف على الغيتار والهارمونيكا وإختار "كريستوف" كإسم فني له، تكريماً لميدالية القديس كريستوف، التي حصل عليها من والدته.

وفي عام 1961، أسس فرقة أطلق عليها إسم Danny Baby et les Hooligans، وقد عُرف بغنائه الإرتجالي وعلى طريقة الـ play-back ، لأنه لا يحب أن يحفظ الأغنيات.

شهرته

في أوائل السبعينيات بدأت شهرته الفعلية، وعرف بشاربيه وبشعره الأشقر الطويل، وفي عام 1971، تعاون كريستوف مع شركة Les Disques Motors، وأصدر معها العديد من الأعمال، ومنها Mal و My Passengers و Oh my Love ،وMain dans la main و Belle and Rock Monsieur، وفي عام 1972 تعاون مع الشاعر الغنائي الشاب جان ميشيل جار، الذي كتب معه الألبوم Les Paradis perdus، وقد كان بداية الشهرة العالمية له. وفي عام 1974، سمح له الألبوم Les Mots bleus أن يحيي حفلتين في أولمبيا لمدة ليلتين، وتم بيع البطاقات بالكامل مسبقاً.

في عام 1976 تعاون مع بوريس بيرجمان بألبوم Samourai، الذي يحتوي على أغنية Merci John، المهداة إلى القائد جون لينون، وفي عام 1978 طرح ألبوم Le Beau Bizarre، لكنه لم يحقق نجاحاً تجارياً مثيلاً لألبوميه السابقين، ولكنه أكسبه ثناء النقاد، وألبومه التالي Liberation أصبح من بين أفضل مئة ألبوم في تاريخ موسيقى الروك أند رول.

وفي عام 1983، كان نجاحه الثالث الأكبر عبر أغنية Succès fo ، فلقد باع منها حوالى 600000 نسخ، وقد كرّس كريستوف نفسه في الثمانينيات لحلقات نقاش في منصات التلفزيون، ضد آفة الجوع في العالم، موضحاً أنه أيضاً رجل ملتزم.

في الثمانينيات والتسعينيات تراجعت شهرته فنيا، وفي عام 2001 أعلن عودته بحفلات بعد غياب دام 26 عاماً، وأحيا وقتها حفلة في الأولمبيا في فرنسا.

وفي عام 2004 غنى ديو Les Mots bleus مع الفنان آلان باشونغ، على خشبة مسرح Élysée-Montmartre وأمستردام، وفي آذار/مارس عام 2005 أعاد تقديم أغنية Hollywood للفنانة بريجيت فونتين.

وفي 30 يونيو/ حزيران عام 2008، أصدر كريستوف ألبومه الثالث عشر Aimer ce que nous sommes، الذي بدأ بالعمل عليه في عام 2004، وفي عام 2009 قدّم عرضاً موسيقياً في حديقة قصر فرساي مع كارمن ابيس.

في عام 2011، شارك في ألبوم كان إعادة إحياء أغنيات الفنان Alain Bashung، وفي العام نفسه أصدر ألبومه Bevilacqua.

وكجزء من جولة "Aimer ce que nous sommes"، زار كريستوف جميع أنحاء فرنسا وسويسرا وبلجيكا ولبنان، وفي 18 حزيران/يونيو عام 2011، عاد إلى مسقط رأسه Juvisy-sur-Orge، وقدّم عرضاً لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة، أمام حوالى ثلاثة آلاف شخص.

في عام 2016، تعاون مع الشاعر جان ميشيل جار في الألبوم Electronica 2، وأصدر كريستوف ألبومه التالي في 8 نيسان/أبريل عام 2016 بعنوان Les Vestiges du chaos، والذي حصل على إشادة النقاد.

في عام 2019 اصدر ألبومين جديدين، هما "كريستوف" في أيار/مايو، و"كريستوف الجزء 2"، ونشر في كانون الأول/ديسمبر عام 2019، جمع فيه حوالى 20 عملاً قدمهم في مسيرته.

توقفت جولته الأخيرة في 13 شباط/فبراير عام 2020، بسبب قرار الحكومات بوقف جميع الأنشطة الفنية، جراء تفشي فيروس كورونا، وأجّل جميع حفلاته، لكنه لم يكن يعرف وقتها أنه لن يستطيع إحياءها.

علاقته بالفنانة ميشيل تور وعدم إعترافه بإبنهما

إلتقى كريستوف بالفنانة ميشيل تور في عام 1965، وبسرعة إشتعل الحب بينهما، وكانا يسافران سوياً ويحييان حفلات مع بعضهما، حتى أن ميشيل تقول إنهما أقاما حفل زفاف رمزي، للتأكيد على علاقتهما، ومن ثم حملت ميشيل بإبنهما رومان، الذي لم يعترف به كريستوف بحياته، حتى أنه إتخذ إسم عائلة زوج ميشيل، بعد انفصالها عن كريستوف، والده البيولوجي.

وتقول ميشيل: "لم يكن كريستوف مستعداً ليكون أبًا. لكني أردت الإحتفاظ بهذا الطفل. كنت أعلم أننا لن نربيه سوياً، لأن الحياة فصلتنا عن بعضنا".

زواجه انتهى بانفصال لا طلاق

بعد عام 1968 التقى بـ فيرونيك كان، الأخت غير الشقيقة للفنان آلان كان، الذي تعاون معه كريستوف في العديد من الأعمال، وتزوجا في عام 1971، وأنجبا إبنة أسمياها لوسي.

إنفصل الثنائي بعد 28 عاماً من الزواج، من دون الحصول على طلاق رسمي.

لقد كانت علاقة كريستوف بابنته لوسي وطيدة للغاية، على عكس علاقته بإبنه الأكبر، الذي لم يكن حتى يلتقي به، وحول هذا الموضوع تساءل دوماً كريستوف إن كان أباً صالحاً للوسي، وإن كانت محظوظة لوجوده إلى جانبها.

الحب في سنواته الأخيرة

في سنواته الأخيرة، من عام 2012 دخل كريستوف في علاقة مع أودري غوتييه، وهي خبيرة مكياج في عالم الموضة، وكانت أصغر منه بـ33 عاماً، والجدير بالذكر أنهما لم يعيشا سوياً، وحتى بعد دخوله المستشفى ووفاته، فإن زوجته هي من أعلنت الخبر وتواصلت مع الصحافة.

معاناته مع المرض ووفاته

قبل وفاته كان كريستوف يعاني من إنتفاخ الرئة، وتم إدخاله إلى مستشفى كوشين في باريس بسبب فشل في الجهاز التنفسي، في 26 آذار/مارس عام 2020، قبل أن يتم نقله إلى العناية المركزة.

ثم نقل إلى برستن، وتوفي هناك في 16 نيسان/أبريل عام 2020، متأثراً بعوارض مرضه. وقد ذكرت صحيفة Le Parisien، أن كريستوف توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا، إلا أن زوجته ظلت مصرة على نفي الموضوع.