لُقّبت بـ"أم السينما المصرية"، وقد إشتهرت بتقديم شخصية الأم الطيبة الحنونة، لكثير من النجوم والنجمات، هي الممثلة المصرية فردوس محمد.

توفي والداها في الطفولة وتعلمت في مدرسة انجليزية
في الثالث عشر من تموز/ يوليو عام 1906 ولدت الممثلة المصرية فردوس محمد، في حي المغربلين بمدينة القاهرة، وقد توفي والداها وهي طفلة صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة المؤيد، وقد ألحقها بمدرسة إنجليزية في حي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، وكانت في عمر الثانية عشرة تذهب مع الأسرة التي تولت رعايتها إلى المسرح، وهذا ما جعلها تحب الفن وتتعلق به منذ صغرها.

زواج في الرابعة عشر من عمرها وطلاق
في عمر الرابعة عشر زوجتها الأسرة التي ترعاها من شاب تقدم لها، ولكنها عانت من هذه الزيجة ولم تنجب اطفالاً، وكان يسيء معاملتها بشدة وهذا ما جعلها تنفصل عنه وهي في عمر التاسعة عشرة، وبعد مرور خمس سنوات، وكانت فردوس محمد دائماً تستشهد بسوء معاملته لها فتقول عن أي موقف سيئ يواجهها "شبه الأيام السودا اللي شوفتها مع جوزي الأولاني"، وقد عادت لتعيش مجدداً مع الاسرة التي ربتها، لكنها كانت تبحث عن عمل تنفق به على نفسها، فعرضت عليها زوجة جارها العمل مع فرقة عكاشة في إحدى المسرحيات، وبدأت العمل مقابل ثلاثة جنيهات.


البداية مع الفرق المسرحية
بداية فردوس محمد كانت من خلال الفرق المسرحية، فلقد بدأت في عام 1927 من خلال مسرحية "إحسان بك" مع فرقة أولاد عكاشة المسرحية، لتنضم بعدها إلى الفرقة، وظلت الفنانة فردوس محمد تتنقل بين الفرق المسرحية فعملت مع فرقة إسماعيل ياسين وعبد العزيز خليل وفرقة رمسيس وفرقة فاطمة رشدي، لتنتقل إلى عالم السينما.

أعمالها
في عام 1935 قدّمت فردوس محمد أول أدوارها السينمائية، من خلال فيلم "دموع الحب"، من بطولة محمد عبد الوهاب، وبعدها قدمت بطولة "سلامة في خير" أمام نجيب الريحاني، والذي قدمت معه أيضاً أبو حلموس وغزل البنات ضمن مشوار سينمائي مليء بالعديد من الأعمال، التي قدمت في اغلبها شخصية الأم مما جعلها تلقب بأم السينما المصرية.
ومن أفلامها أيضاً، نذكر "بائعة التفاح ويوم سعيد وليلى بنت الريف والمتهمة وليلى والطريق المستقيم وابنتي والمظاهر والقلب له واحد وهذا ما جناه أبي وعودة طاقية الإخفاء وهدية والعقاب وحب لا يموت والستات كده وقمر 14 وفيروز هانم وابن النيل وليلة الحنة واسرار الناس والمهرج الكبير وفاعل خير وطريق السعادة وعائشة وقرية العشاق والملاك الظالم وقلوب الناس وأماني العمر وبنات الليل وعفريتة اسماعيل ياسين وشباب امرأة والملاك الصغير وتجار الموت ورد قلبي وهذا هو الحب والهاربة وكهرمانة".

العمياء مع عبد الحليم حافظ وأم عنتر بن شداد
ومن أشهر أدوارها تقديمها لشخصية أم عبد الحليم حافظ الكفيفة في فيلم "حكاية حب"، وفي عام 1960 قدمت "عنتر يغزو الصحراء ومعا إلى الأبد والبنات والصيف"، وفي عام 1961 كانت آخر مشاركات فردوس محمد، فظهرت في 3 أعمال، فقدّمت أم عنتر بن شداد و"الفرسان الثلاثة" ومسرحية "المحروسة".

​​​​​​​شاركت في عشرة أفلامل في قائمة أفضل 100 فيلم
تُعتبر فردوس محمد صاحبة نصيب كبير من ضمن الأفلام، التي أُختيرت كأفضل مائة فيلم في ذاكرة السينما المصرية، في إستفتاء النقاد لعام 1996 ، بعشرة أفلام هي "سلامة في خير وغزل البنات ولك يوم يا ظالم وابن النيل والمنزل رقم 13 وزينب وشباب امرأة وأين عمر ورد قلبي واحنا التلامذة".

صداقة مع أم كلثوم والريحاني اشترط دورا لها
جمعت فردوس محمد صداقة بكوكب الشرق أم كلثوم، وكانت تقابلها بشكل شبه يومي للسهر سوياً، كما كان نجيب الريحاني يتفاءل بوجودها في أعماله، وهذا ما جعله يطلب لها دورا في فيلم "غزل البنات"، فقام المؤلف بوضع دور خصيصاً لها وهو مربية ليلى مراد.

​​​​​​​زواج 15 عاما وأخفت أمومتها حتى زواج ابنتها
تزوجت فردوس محمد للمرة الثانية من المونولغيست والممثل محمد إدريس، أثناء سفرهما مع الفرقة المسرحية إلى الشام، وذلك في عام 1946 ودامت الزيجة حوالى 15 عاماً، قبل أن تتوفى.
ويُقال بأن فردوس محمد أنجبت خلال الزواج مرتين، 3 أبناء توفوا بعد ولادتهم مباشرة، وهذا ما أصابها بحزن شديد فنصحتها صديقة لها بأن تخفي خبر ولادتها في المرة المقبلة منعاً للحسد، وتقول إن طفلتها توفيت وتقول إنها تبنت طفلة في الملاجئ، وهذا ما حدث بالفعل فلقد أنجبت إبنتها سميرة وقالت بأنها تبنتها، لكن خلال زفاف الإبنة من مدير التصوير محسن نصر، بكت بشدة وإعترفت بالحقيقة، ولكن البعض ظن بأنها تحاول رفع الروح المعنوية للإبنة في زفافها.

معاناتها مع السرطان ووفاتها
عانت فرودس محمد في آخر فترة من حياتها من مرض سرطان الدم، وزادت أعراض المرض ودخلت في غيبوبة تامة، فلقد توفيت عن عمر يناهز الخامسة والخمسين في عام 1961، ليخيم الحزن وقتها على الوسط الفني لرحيلها.