نادرا ما كان النجوم يقدمون التراتيل بأصواتهم، بإستثناء قلة قليلة، لتبقى السيدة فيروز أيقونة الصوت الذي حفر تراتيل الآلام والقيامة والميلاد وتسابيح العذراء في ذاكرتنا، ولبتث بصوتها الملاكي خفر الصلاة والانسجام والالتحاق بالسماوات.


وما أحوجنا في زمن الاوبئة والحجر المنزلي الى الصلاة، ولعل مناسبة أسبوع الالام تحفزنا على الصلاة من دون كلل، الى الله ليرفع عنا الامراض والاوبئة ونتحد به استعدادا ليوم القيامة. منذ حوالى الاسبوع اطل النجم ناصيف زيتون الذي نكن له كل احترام ولأخلاقه كل تقدير، بترتيلة الجمعة العظيمة "اليوم علق على خشبة".
ليس بجديد على ابن العائلة والكنيسة ان يرتل للرب ويسبحه بهيبة صوته ووقاره بترتيلة تحتاج الى إحساس يلتصق بالسماوات، والى صوت جهوري والاخلاق العالية التي يتمتع بها. لا نبالغ أنه وخلال سماعنا للترتيلة بصوته للمرة الاولى، أدمعت أعيننا تأثرا بصوت ينضح بالاخلاق والتهذيب والسمعة الجيدة. وبدفء الشجن والآلام رفع صوته الى المصلوب حاملا بين أوتاره ألم الكثير من الحزانى والموجوعين والعريانين والجائعين والمشردين والنازحين والمرضى المعذبين.
ناصيف زيتون يناجي المصلوب بتوبة وخشوع ليرأف بنا ويرفع عنا كل ألم ومرض وضيقة... يغمض عينيه ساجدا لآلامك يا يسوع المسيح، راجيا قيامتك المجيدة، قيامة العالم من عزلته، وكأنه يقول بلسان مبتهج نحن أبناء القيامة نؤمن بالرجاء والمحبة، نؤمن بأنك القادر على كل شيء أن ترحمنا وترفع بنا من درك الجحيم إلى نورك.
ناصيف زيتون شكرا لصوتك الذي مدنا في زمن الآلام بعزاء إختصر مسافات، وقربنا من ديار الرب ناصيف، رتل ورتل ورتل، فلطالما كنت من أبناء الكنيسة ومازلت، فلربما هذا الصوت يكون صارخاً، لنعيد الصلح مع الله ونوره في هذا الزمن المبارك، زمن القيامة المجيدة.