ممثلة موهوبة، ظل النقاد يتحدثون لسنوات عن ضرورة وجودها بمكانة أفضل في سلم النجومية لتحصل من خلال ذلك على بطولة مطلقة، ولكنها لم تهتم بذلك الموضوع إطلاقاً، وكانت تتعامل مع الفن كمتعة وشغف، حتى جاءتها البطولة المطلقة الاولى من خلال مسلسل "بنت القبائل" والذي حقق نجاحاً كبيراً، وقدمت من خلاله شخصية الفارسة للمرة الأولى في الدراما المصرية، ولكنها لم تشغل نفسها بفكرة البطولة وأن تكون محور الأحداث داخل أي عمل فني، وتُشارك في مسلسل "القاهرة كابول" في رمضان المقبل مع نُخبة من النجوم، لتُثبت للجميع بأن الفن لا يحتاج لبطولات وهمية بل يحتاج لممثلة موهوبة ومتمكنة.

.هي الممثلة المصرية حنان مطاوع التي تتحدث لـ"الفن" عن تجربة "بنت القبائل"، وأسباب إعتذارها عن عدة مسلسلات بسبب "القاهرة كابول" وأسباب تحمسها له، وعن فيلم "يوم وليلة"، ورأيها في ذوق الجمهور وإختلافه في الوقت الحالي، وعن إختياراتها السينمائية وكيف تخطط لنفسها وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:

في البداية..كيف ترين تجربة مسلسل "بنت القبائل" والذي إنتهى عرضه منذ ايام وهو البطولة المطلقة الأولى لكِ وقد شهد تقديمك لشخصية صعيدية جديدة؟
أعتز بهذا العمل للغاية في كل تفاصيله، وخصوصاً أنها تجربة دراما صعيدية ولقد سبق لي وقدمت هذا اللون من قبل، ولكن إختلاف "بنت القبائل" جعلني أتحمس للغاية لتقديمه، خاصة مع شخصية "رحيل" الفارسة الصعيدية وهي المرة الاولى التي يتم فيها تقديم شخصية مثل هذه في الدراما، والحمد لله ردود الأفعال عن الأعمال كانت إيجابية للغاية، وسعدت بالتعاون مع المخرج حسني صالح والممثلين عمرو عبد الجليل ومنة فضالي وكل أبطال ونجوم العمل.

البعض يرى مسلسلات الدراما الصعيدية على موعد مع النجاح، فهل كان ذلك سبباً في قبولك العمل؟
بالنسبة لي لم أتعامل يوماً مع أي عمل فني على أنه مضمون في نجاحه، وخصوصاً أن هناك الكثير من الأعمال التي تكون على الورق متميزة ولكن السر يكمن في تقديمها، وهناك أعمال مكتملة في أركانها ومتميزة فنياً، ولكنها لم تحظَ بالنجاح، فهذا أمر بيد الله، ولكنني تعاملت مع الأمر بأن السيناريو مميز وأعجبني، وكذلك شخصية "رحيل" التي أُقدمها إلى جانب الإجتهاد في العمل، والنجاح هو رزق من الله.

شاهدنا تجارب الكثير من الممثلات الأجنبيات اللواتي يتدربن على شخصياتهن لشهور طويلة من أجل التعامل الحركي معها، ولكنكِ لم تستطيعي التدرب على ركوب الخيل بسبب ضيق الوقت، هل ترين ذلك نقطة سلبية؟
شخصية "رحيل" الفارسة يتم تقديمها لأول مرة في الدراما المصرية، فلقد شاهدنا الكثير من شخصيات الفرسانفي الأعمال الفنية، ولكن أن تكون المرأة فارسة فهي أول مرة في الدراما، ولهذا إنجذبت للشخصية تماماً، وكنت أتمنى أن أتدرب على ركوب الخيل والتعامل معها بكل الأشكال ولكن ضيق الوقت حال دون القيام بذلك، إلا أن المخرج حسني صالح إستعاض عن بعض المشاهد بـ "دوبليرة" بديلة عني ولم تكن هناك أية أشياء سلبية، وخاصة أن الشخصية خرجت بأفضل شكل ممكن.

تُشاركين في بطولة مسلسل "القاهرة كابول" المُقرر عرضه في رمضان المقبل، فما الذي جذبك له؟
جذبني للعمل الكثير من العوامل، من بينها السيناريو المتميز الذي كتبه مؤلف من أهم مؤلفي مصر في الوقت الحالي وهو عبد الرحيم كمال، كذلك وجود المخرج حسام علي وهو متميز للغاية وسبق وتعاوننا في مسلسل "الرحلة"، إلى جانب وجود نُخبة من النجوم المتميزين فيه، فضلاً عن إلقاء الضوء على قضايا الإرهاب التي تُهدد الوطن العربي والعالم كله في الوقت الحالي، ومناقشة قضايا حساسة ضمن أحداث العمل.

ولكنكِ إعتذرتِ عن عدة أعمال بسبب "القاهرة كابول" فيبدو أنكِ تحتاجين لإثبات شيء معين بداخلك في دورك بأحداث العمل؟
إعتذاري عن أعمال فنية أخرى لموسم رمضان المقبل، كان سببه أنني لا أستطيع أن أتواجد في أكثر من عمل وبشخصيات وأدوار كبيرة في الوقت الذي لا بد فيه أن أتواجد أيضاً مع أسرتي، وأنظم وقتي ما بين عملي وحياتي الأسرية، وخصوصاً أنني عانيت إرهاقاً كبيراً من قبل نظير مشاركتي بأكثر من عمل في موسم واحد، وفي الوقت نفسه أحببت التركيز في تقديم دوري في مسلسل "القاهرة كابول".

شاركتِ مؤخراً في بطولة فيلم "يوم وليلة" والذي أشاد الجمهور والنقاد بأدائك غير العادي لشخصية فتاة مقهورة فيه، فكيف تنظرين إلى هذه التجربة؟
أكثر ما أعجبني في هذا العمل منذ قراءته هو التماسك الدرامي لكل الشخصيات الموجودة فيه، والتي تجتمع في تعرضها للظلم، وما إذا كان المظلوم والمقهور في الحياة قد يتحول لظالم، فضلاً عن الدراما المتواجدة بشدة في أحداث هذا العمل، كنت سعيدة بتقديمه، رغم أنني صورت أغلب مشاهدي وتوقف التصوير ومن ثم عدنا لإستكماله. الفيلم متميز في صناعته من كل النواحي وأنا سعيدة بأن أكون جزءاً منه.

هل إختياراتك السينمائية تتحدد حسب النوعية؟ خصوصاً أنكِ بعيدة عن الأعمال التجارية وفيلمك الأخير "يوم وليلة" ينتمي لنوعية الأعمال الجادة
إختياراتي يُحددها السيناريو الجيد، والدور المختلف الذي يقدمني بشكل جديد ويحمل مشاعر نفسية، وتفاصيل جديدة لم يسبق لي القيام بها بغض النظر عن النوعية، فلقد قدمت السينما المستقلة والجادة والتجارية من قبل، والمقياس بالنسبة لي هو جودة السيناريو وأن يلمس قلبي ويجعلني مؤمنة ومتحمسة له.

هل ترين أن أذواق الجمهور أصبحت مُنصبة على الأفلام الكوميدية والخفيفة في الوقت الحالي نتيجة إختلاف الذوق العام؟
لا أعتقد أن الجمهور يميل فقط للأعمال الخفيفة، فلو كان يميل لهذه الأعمال فمن باب التخفيف عن نفسه من الضغوطات اليومية للحياة، ولكن في الوقت نفسه الجمهور المصري والعربي له وجهة نظر وذوق، ويبحث دائماً عن العمل الجيد سواء كان ينتمي لكوميديا أو ضمن إطار الأعمال الجادة أو القصص الدرامية، فإختلاف النوعيات أمر مهم للجمهور.

كيف تتلقين ما يكتبه النقاد والصحافيون وكذلك الجمهور على وسائل التواصل الإجتماعي بنظرتهم لكِ على أنك موهوبة وبداخلك طاقات فنية كبيرة تستحقين من خلالها أن تكوني بأفضل مكانة؟
الحمد لله ينتابني الشعور بالرضا دائماً حيال تقديمي لكل خطواتي الفنية، وأكون سعيدة بما أُحققه من نجاح، ولكن هذا شعوري الذي ينعكس من ذاتي من دون أن يكون له علاقة بما يكتبه النقاد والصحافيون والجمهور من آراء إيجابية حول أدائي، وبالتأكيد أشكر هذا الشعور الكريم الذي أرى أنه يعطيني تفاؤلاً كبيراً، وفي الوقت نفسهالمكانة والنجومية لا تتحددان على أساس الموهبة إنما هما رزق وأنا مؤمنة بذلك، وأنا سعيدة بكل ما حققته في مشواري وأطمح للمزيد.

وفي النهاية.. كيف تُخططين لنفسك فنياً؟
الفن بالنسبة لي متعة ولا بد أن أجعل نفسي دائماً أشعر بهذه المتعة من خلال عدم التركيز في فكرة البطولة من عدمها، وخصوصاً أنني حققت نجاحات كبيرة بأدوار لم أكن أنا فيها المحور الاساسي للعمل، لذا لم أجعل هذا الأمر يشغلني إطلاقاً وبشكل خاص أيضاً لأنني مؤمنة بأن النجاح رزق من الله، وأنه علي الإجتهاد والعمل للوصول لما أطمح له وأتمناه.