رافاييل جبور فنان لبناني، تعرّف عليه الجمهور للمرة الأولى في الموسم الـ11 من برنامج "ستار أكاديمي" في العام 2015، وعلى الرغم من عدم تحقيقه للقب، إلا أنه حقق نجومية وجماهيرية كبيرة.


إنطلق بمسيرته الخاصة بعد خروجه من البرنامج وإن كان بوتيرة بطيئة، فأطلق في العام التالي أغنيته الأولى بعنوان "شايف يا قلبي"، والتي حقق من خلالها نجاحاً كبيراً، ومن دون شكّ أن جاذبيته لعبت دوراً مهماً في إستمرار نجاحه.
في هذه المقابلة التي أجريناها مع رافاييل تجدون الكثير من المواضيع التي تناولناها في الحديث، منها عن جديده، وما علاقته بالفنانين جوزيف عطية وفارس كرم وزياد برجي؟

بدايةً كيف تمضي وقتك حالياً في الحجر المنزلي؟
كنت مسافراً منذ حوالى الشهر والنصف شهر، وعندما عدت إلى لبنان قمت بإجراءات الحجر الصحي مباشرةً في منزلي في بيروت، ولاحقاً قررت التوجه إلى ضيعتي القبيات في الشمال، وهنا أجد الأمور أكثر أماناً للخروج قليلاً حول المنزل، فأنا بطبعي لا أحب التقيّد والجلوس في البيت.
وخاصةً أن حول منزلنا هناك الكثير من الطبيعة الخضراء، وهذا أمر أحبه أنا وأستغل وجودي حالياً هنا لممارسة هواياتي التي أفضّلها ولم يكن يسمح لي الوقت من قبل.

اليوم ومع إجراءات الحجر المنزلي، كثير من الفنانين يستغلون الأمر للتواصل مع الجمهور عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي من خلال البث المباشر، سواءً من خلال إحياء حفلات أو برامج توعوية..ماذا عنك؟
أنا مع أن كل شخص قادر على التأثير بشكل إيجابي من منطلق مجاله وعمله، أن لا يتردد، لكن لا أن يصبح الأمر مبتذلاً.
فاليوم من الواضح أنه هناك نسبة عالية من المتابعة على مواقع التواصل بسبب تواجد الناس في منازلهم، وهذا لا يجب أن يسمح للبعض بإستغلال الموضوع لمصالحهم ولمجرد الظهور، فالناس أصبحت واعية جداً لمعرفة إن كان الشخص يحاول إستغلال الأمر، لأن الناس فقط متواجدة في المنزل، أم أن هدفه نشر التوعية ويساعد بتقديمأمور مسلية لهم.
أما بالنسبة لي، فأنا كنت سابقاً كسولاً جداً على صفحاتي ومقصّراً بحق المتابعين، الذين أحترمهم جداً لمتابعتهم لي من وقت مشاركتي في "ستار أكاديمي" وإلى اليوم.
فأنا نعم أحاول إستغلال الوضع اليوم لأظهر للمتابعين كيف أعيش وأمضي وقتي، وأحاول على قدر إستطاعتي أن أوعي الناس وأفرج عنهم قليلاً.

بعد مرور 5 سنوات على مشاركتك في "ستار أكاديمي"، أعمالك الغنائية ما زالت قليلة، لماذا؟
نعم، قليلة وقليلة جداً، ويعود هذا الموضوع أولاً لسوء إدارة مني ومِن مَن كانوا حولي وقد واجهت ذلك بعد خروجي مباشرة من البرنامج، وهذا أمر طبيعي أن يحصل مع أي شخص ليست لديه خبرة في هذا المجال، فيتلقى الكثير من الآراء التي تتلاعب به، وأنا تحديداً كنت أتأثر وأسمع كثيراً لمن هم حولي، حيث كان عمري حينها 18 عاماً.
ومع مرور الوقت أصبحت أدرك أنني أخطأت هنا، مع العلم أنه عرض عليّ الكثير من الأغنيات الضاربة ولم آخذها، لكنني إكتشفت أن الأوان لم يفت، ومن لديه قبول فهذا نعمة من الله.
وبالنسبة لي عندما يكون لدي شيء جديد أقدمه في هذا المجال الفني سأقدمه، لا أن أغنّي فقط لمجرد الظهور ومن دون إضافة جديدة، إذ أفضّل أن أعمل بتأنٍ لأصل إلى مكان أبرز فيه وأستمر، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يطرحون أغنيات ناجحة ولاحقاً يغيبون لأنه ليست هناك خطة.
وأنا أصبحت أؤمن بالعمل الجماعي، فلم يعد هناك مطرب ناجح بمفرده من دون مجموعة من الأشخاص الذين يدعمونه، سواءً من حيث الصورة أو التسويق.
ومن هنا فأنا أجمع حولي فريق عمل يحبني ويدعمني، ولديه الرؤية ذاتها التي أملكها أنا.

هذا يعني أنه هناك مرحلة جديدة في مسيرتك؟
نعم، فأنا كنت متواجداً بين أميركا وكندا وعدت إلى لبنان مؤخراً، ومنذ ذلك الوقت كانت لدي خطة أعمل عليها، كنت أكتب وألحّن ليس فقط لي بل بالتعاون مع آخرين وأقدم أعمالاً لفنانين جدد، واليوم أصبحت مفاتيح الأمور في هذا المجال واضحة أكثر لي، وأصبحت لدي علاقاتي في الوسط.

هناك أسماء فنانين شاركوا في "ستار أكاديمي" وحققوا نجومية كبيرة اليوم، من هو الفنان بينهم الذي تطمح إلى تحقيق نجوميته والعمل بطريقته؟
الفنان اللبناني جوزيف عطية، فأنا منذ البداية أحبه وتابعته، فهو رفع رأس لبنان عالياً وسأبقى أقول هذا الأمر لو بعد 100 عام، ولقد قدم شيئاً جديداً ويقدم دائماً ويعمل على نفسه بشكل جيد جداً، وأنا معجب بأسلوب حياته وأنه ما زال متواضعاً وقريباً من الجمهور، وفي النهاية هو لبناني وأنا أحب اللبناني، والذي لا يخرج من ثوبه أي لا يتخلى عن أصله وإيمانه بالله كبير.

هل من تواصل بينكما؟
أراه من فترة لأخرى، فأنا أذهب إلى القداس كل يوم إثنين فألتقي به هناك ونتحدث.
نعم هناك تواصل سطحي بيننا، فأنا أحبه وهو من الأشخاص الذين دعموني منذ البرنامج وإلى اليوم، وقدم لي الكثير من النصائح، وأخطأت أنني لم أكن أعمل بهذه النصائح كثيراً.

هل فكرت بالمشاركة بعد "ستار أكاديمي" في برنامج هواة آخر؟ وحتى عالمياً مثلما فعل بعض الفنانين اللبنانيين؟
كلا، فأنا أغني باللغة العربية، وبالنسبة لي برامج الهواة جميلة ويعطون نجومية كبيرة جداً، ولكن مرة واحدة تكفي لأن يكتسب الشخص الخبرة التي أملكها أنا اليوم، والتي لا تأتي فقط من خلال 6 أشهر يقضيها المشترك على الهواء، وإنما تأتي بعد الكثير من الأخطاء والنجاحات إلى أن يصل لمكان معيّن يريده.

هل من تواصل بينك وبين أي من أصدقائك المشتركين في البرنامج؟
نعم، الفنان المصري محمد عباس، نتواصل دائماً، ومنذ عدة أيام تواصلنا وكنا نتحدث عن أزمة فيروس كورونا وكيف نمضي وقتنا.

كان لك خلال الصيف الماضي مشاركة في عدة مهرجانات لبنانية، هل من مهرجان مهم معيّن تطمح الوقوف على مسرحه لاحقاً؟
الفرصة لأن يشارك الفنان في مهرجانات موجودة، وهي تأتي نتيجة علاقات في الوسط، لكن بالنسبة لي يجب أن يكون هناك مادة للفنان كي يقدمها على المسرح للجمهور، ولهذا يوم تكون لدي مادة تحبها الناس عندها طبعاً سأشارك وأقدمها.
حلمي أن أشارك في الكثير من المهرجانات منها "موازين" في المغرب، "قرطاج" في تونس، أما في لبنان فأحب أن يكون هناك دعم أكثر للأشخاص الذين يعملون بجدّ للبنان وبإسم لبنان، وأن يشاركوا في مهرجانات لبنان منها مثلاً أعياد بيروت والقبيات وغيرها.

ماذا بالنسبة للتمثيل؟ حكي سابقاً عن إستعدادك لتجربة في هذا المجال؟
نعم قلتها سابقاً أنني تلقيت الكثير من العروض، لكن لم يتمّ الإتفاق على الكثير من الأمور.
وأنا عندما خرجت من "ستار أكاديمي" منذ البداية تجمّع حولي الكثير من الناس، كل شخص كان يريدني إلى صفّه وعلى إسمه، ولأول مرة أقولها أنه هناك أناس كبار وقفوا بطريقي، يدّعون صحبتي كي يبعدوني عن عمل أو شيءلصالحهم.
أنا لست حزيناً بسبب هذا الأمر، وخصوصاً إحتراماً لكل شخص وقف بصدق إلى جانبي ودعمني، وهم كثر وأنا أحترمهم جداً.

الفنان اللبناني فارس كرم دعمك؟
إنه الأستاذ والمعلم، وغيره أيضاً دعمني كما جوزيف عطية، والفنان اللبناني زياد برجي الذي عاملني مثل أخيه الصغير، فأنا دخلت بيته وهو صديق محترم جداً وغالٍ، هؤلاء أصحابي أي "صحبة الفن"، نتحدث عندما نلتقي من دون مجاملة.

بعد مرور هذه الأزمة، هل من أغنية تحضّر لها ستطرحها؟
نعم، فهناك أغنية جاهزة بعنوان "مطرح ما تنامي" منذ حوالى السنتين من كلمات منير بو عساف، ألحان هشام بولس وتوزيع هادي شرارة، تكلمت عنها كثيراً في السابق ووعدت الجمهور أكثر من مرة بطرحها، ولكن لم يحدث ذلك وأؤجلها حالياً، وأعمل على أغنية أخرى كلاسيكية، أريد أن أسمع الجمهور هذا اللون الذي أغنيه.