غنّى لبنان، غنّى الإنسان ورنّم بإيمان، غنّى الحب والوجدان، غنّى الجيش وأبطاله الشجعان، غنى للمهاجرين ليعودوا ويعلو البنيان.


حمل بصوته شموخ جبل لبنان، وجال مختلف البلدان ليوصل الفن الجميل الذي تُطرب له الآذان.
إنه الفنان طوني كيوان، الذي حل ضيفاً على صفحات موقع "الفن"، وكان لنا معه هذا الحوار.

هل أنت ملتزم بالحجر المنزلي؟
أنا ملتزم بالحجر المنزلي حفاظاً على حياتي وحياة الآخرين، ولدي منزلان، واحد في بيروت وآخر في ضيعتي الفريديس، وأنا ملتزم بهذا الحجر في بيتي في بيروت حيث أتواجد مع زوجتي وإبنتَي اللتين تتابعان دراستهما حالياً، مثل كل الطلاب، من خلال الإنترنت، وأتوجه نادراً إلى بيتي في الفريديس والموجود في بقلب الطبيعة، حيث الهدوء والهواء النقي.

أخبرنا أكثر عن إبنتيك.
إبنتي الكبرى إسمها ياسمينا وعمرها 17 عاماً، وهي درست العزف على البيانو لمدة ثلاث سنوات، وتميل إلى الموسيقى الكلاسيكية أكثر من الموسيقى الشرقية، ولكن ليس لديها حماس لدخول الوسط الفني، وإبنتي الصغرى إسمها يارا وعمرها 13 عاماً، وهما طالبتانفي مدرسة الراهبات الأنطونيات في الجمهور.

على صوت أي فنان تستقبل يومك الجديد؟
منذ بداية حياتي الفنية، لازلت أعشق صوت الأستاذ وديع الصافي، أنا من بلدة الفريديس بالقرب من الباروك، والصافي من بلدة نيحا التي تقع مباشرة في الجهة المقابلة للفريديس. الأستاذ وديع هو الصوت الصافي، الصوت الجبلي الذي يحاكي قلبك وشعورك وأرضك وترابك، وكذلك أستمع إلى أعمال الأخوين الرحباني، وإلى كل الأعمال التي تذكرني بتراث لبنان وأرضه وجبله.

ماذا عن ترنيمتك الجديدة للقديس شربل؟
أحببت أن أقدم ترنيمة جديدة للقديس شربل وهي "بمحبستك نحنا تواعدنا"، كلمات مارسيل مدوّر، ومن ألحاني، توزيع موسيقي وتسجيل إيلي سابا، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها حالياً، ولكني لم أصوّر الترنيمة بسبب التعبئة العامة التي فرضتها الحكومة اللبنانية للحد من إنتشار فيروس كورونا، فأطلقت الترنيمة مع إضافة صور عليها من دير مار مارون عنايا حيث ضريح القديس شربل، وكذلك قدمت "وينك يا شربل طل" من كلماتي وألحاني. ربما ترانيمي ليست كثيرة، ولكن عندما تم إعلان رفقا قديسة قدمت لها ترنيمة وكليب "رفقا يا قديسي"، وكذلك الأمر بالنسبة للطوباوي الأب يعقوب الكبوشي الذي قدمت له "تمثالك بجل الديب"، وكذلك قدمت ترنيمة "بعيدك يا سيدة لبنان" وأطلت معي في الكليب إبنتي ياسمينا. من الجميل أن يلجأ الإنسان إلى ربه، وأن يفكر بأن هذه الحياة ستنتهي، ونحن زوار في هذه الدنيا، فليكن لدينا ولو القليل من الإيمان، لأن ديننا يتحدث عن الرجاء.

كم من الضروري أن يكون للفنان عمل آخر غير الغناء ليستطيع تأمين لقمة عيشه ومستقبل أولاده، خصوصاً حين تكون الأوضاع غير مستقرة وتخفف كثيراً من عمل الفنانين؟
أنشأت وشقيقي إيلي مؤسسة عقارية صغيرة منذ حوالى العشرين عاماً، أعمل فيها إلى جانب عملي الفني، فالفنان لديه وقت معين يكون فيه في قمة عطائه، ولكن في فترة لاحقة، ستبدأ نجوميته بالتراجع، وهذا أمر طبيعي لأنه يصبح هناك فنانون آخرون على الساحة.

ما موقفك من التحركات الشعبية التي كانت إنطلقت منذ أشهر وتعددت خلالها المطالب والشعارات؟
أنا مثل الكثير من اللبنانيين الذين يحبون بلدهم ويحترمون دولتهم، من حق الناس النزول إلى الشارع والمطالبة بإزالة الفساد وبإعادة الاموال المنهوبة، فهؤلاء الناس محكومون منذ حوالى الأربعين عاماً من دون مقابل إيجابي، إذ أن المصالح الخاصة كانت دائماً تطغى على مصلحة الوطن، ومن حق كل إنسان أن يطالب بحقه وبكل حرية، ولكن من غير المقبول أن يكون هناك كره وشتيمة، وأن يساوي بعض المتظاهرين المسؤول الجيد بالمسؤول السيئ، فلنترك كل هذه الأمور بيد القضاء الذي يحدد من الفاسد ومن السارق ومن النزيه.

بما أنك تشغل منصب نائب الرئيس في نقابة الفنانين المحترفين، أخبرنا كيف هو الوضع اليوم في النقابة، خصوصاً بعد المشاكل التي حدثت فيها منذ فترة.
في كل النقابات تكون هناك وجهات نظر متعددة، ولا يجب أن نفكر دائماً بالأمور السلبية، فلنكن إيجابيين، نحن إنتهينا من الإنتخابات النقابية، وأصبح هناك مجلس نقابة جديد، مؤلف من 12 عضو، ويعمل، قدر المستطاع، لمصلحة الفنان اللبناني، لأن إمكانياتنا ليست مثل إمكانيات النقابات الأخرى، إذ إننا نتكل على البدل المادي للإشتراكات التي يدفعها أعضاء النقابة، ونحن نعمل على تحسين الأمور المتعلقة بالإستشفاء والمساعدات المدرسية، وبالفنانين الكبار الذين هم رمزنا، وأعطوا أجمل صورة عن لبنان، ومنهم من يمر بظروف صعبة وعلينا أن نكون إلى جانبهم.

هل عُرضت عليك المشاركة في برنامج "ذا فويس سينيور"؟
لا.

هل أعجبتك فكرة البرنامج؟
مع محبتي وإحترامي لكل النجوم، بالنسبة لي شخصياً عندما أريد أن أعطي رأيي أو أتقبل رأياً آخر، أفضّل أن يكون الرأي أكاديمياً، أي أن يكون صاحب الرأي أستاذاً في العلوم الموسيقية وتاريخها، أو لديه خبرة كبيرة في الموسيقى. لا يستطيع فنان، ولو كان يتمتع بنجومية ولديه قدرة صوتية، أن يتحول إلى أستاذ جامعي أكاديمي إلا في حال تعمّق في دراسة الموسيقى. حين كان الراحل الدكتور وليد غلمية يعطي رأيه بأي فنان، كان يعطيه من الناحية الموسيقية والعلمية لأن هذا كان إختصاصه. ربما النجوم يستقطبون اليوم نسبة مشاهدة أعلى، وربما أيضاً لا ينجح البرنامج إذا كانت اللجنة مؤلفة مِن مَن لديهم دكتوراه في الموسيقى، وهذا لا يعني أن البرنامج غير جميل، هؤلاء نجومنا ونحن نحبهم ونفتخر بهم.

أخيراً، ما هي أمنيتك؟
أتمنى أن يعطيني ربنا الصحة، ويجعلني أكمل حياتي من دون أن أحتاج إلى أحد، وألا أمر بالظروف الصعبة التي يمر بها غيري. مؤسف ما يحصل مع فنانين عمالقة أعطوا للفن حوالى الخمسين عاماً من عمرهم، ستبكي إن رأيت كيف هو وضعهم اليوم.