غلاديس لويز سميث، المعروفة فنياً بإسم ماري بيكفورد، هي ممثلة ومنتجة أميركية، ولدت يوم 8 نيسان/أبريل عام 1892.

إمتدت مسيرتها على مدى 50 عاماً، وهي مؤسسة مشاركة لكل من إستوديو بيكفورد فيربانكس وأفلام الفنانين المتحدين، كما أنها من مؤسسي أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الذين يقدّمون حفل توزيع جوائز الأوسكار السنوي.

بداياتها ومسيرتها
في أوائل القرن العشرين، كان المسرح عمل عائلةماري بيكفوردبأكملها، فقامت هي ووالدتها وإثنان من أشقائها الصغار بجولة في الولايات المتحدة الأميركية، وقدّموا عدداً من المسرحيات، وبعد ست سنوات، حصلت على دور في برودواي.
في عام 1907 حصلت ماري بيكفورد أخيراً على دور أكبر في مسرحية برودواي "The Warrens of Virginia".
وفي 19 نيسان/ أبريل عام 1909، إنضمت الى شركة للإنتاج السينمائي وأدركت بسرعة أن تمثيل الأفلام أبسط من التمثيل المسرحي، وتطوّرت مسيرتها على هذا الاساس.
أصبحت ماري بيكفورد معروفة على أنها "محبوبة أميركا" و"الفتاة ذات الشعر الكيرلي أو المجعد"، وهي واحدة من الممثلات الأكثر شعبية بين عامي 1910 و 1920، وحصلت على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة على الإطلاق عن دورها الأول في فيلم Coquette عام 1929، وحصلت أيضاً على جائزة الأوسكار الفخرية في عام 1976. ولشكرها على مساهماتها في السينما الأميركية، صّنفها معهد الفيلم الأميركي بيكفورد في المرتبة 24، ضمن قائمته لأعظم النجمات في سينما هوليوود الكلاسيكية، عام 1999.

حياتها العاطفية
تزوّجت ماري بيكفورد 3 مرات، الزيجة الأولى كانت من الممثل السينمائي أوين مور في 7 كانون الثاني/يناير عام 1911، ويشاع أنها حملت منه في أوائل عام 1910، إلا أنها أجهضت في ما بعد، ويُقال إن ذلك كان سبباً في عدم قدرتها على الإنجاب، في وقت لاحق.
توتر زواج الثنائي بسبب إدمان أوين على الكحول، وقيل إنه كان يضربها فإنفصلا العديد من المرات، ورجعا إلى بعضهما.
دخلت ماري بيكفورد في علاقة سرية مع الممثل دوغلاس فيربانكس، حين كانت لا تزال متزوجة من أوين، وقاما بجولة في الولايات المتحدة الأميركية معاً في عام 1918، للترويج لمبيعات فيلم "Liberty Bond" في ذلك الوقت.
عانت من الانفلونزا الإسبانية، وبعد ذلك طلب زوجها أوين الطلاق، ووافقت على طلبه، مقابل 100 ألف دولار أميركي كمبلغ للتسوية كما تزوّجت ماري بيكفورد من فيربانكس، بعد أيام فقط من طلاقها من أوين مور، وتحديداً في 28 آذار/مارس عام 1920، وقد حقّقا شهرة كبيرة كثنائي شهير، وعُرفا بملك وملكة هوليوود.
توترت علاقة الثنائي، خصوصاً أنهما وصلا الى مرحلة لم يعودا فيها يمتلكان وقتاً لبعضهما ولا حتى للتمثيل، فكانا يسافران بإستمرار كسفيرين غير رسميين للولايات المتحدة الأميركية، ويقودان المسيرات، ويلقيان الخطابات.
النهاية كانت حين تم فضح علاقة فيربانكس الرومانسية مع عارضة الأزياء سيلفيا، فإنفصل هو وبيكفورد، وتطلقا رسمياً في 10 كانون الثاني/يناير عام 1936.
بعد فترة كشف إبن فيربانكس من زوجته الأولى، أن والده وبيكفورد ندماً كثيراً، لأنهما لم يتصالحا.
وفي 24 حزيران/يونيو عام 1937، تزوجت ماري بيكفورد من زوجها الثالث والأخير الممثل بادي روجرز، وتبنيا طفلين هما روكسان ورونالد تشارلز، ووصف فيلم وثائقي PBS American Experience علاقة بيكفورد بأطفالها بأنها كانت متوترة، فكانت تنتقدهما، وقال كلا الطفلين في وقت لاحق إن والدتهما كانت منغمسة في نفسها، ولم توفر لهما حب الأم الحقيقي لكنها كانت إمرأة جيدة.

إعتزالها
بعد إعتزالها الشاشة أصبحت ماري بيكفورد مدمنة على الكحول مثل والدها وكذلك شقيقها، الذين توفيا لأسباب تتعلق بالكحول. إنسحبت من الظهور واللقاءات وأصبحت تدريجياً متوحشة، ولم تكن تسمح إلا لعدد قليل من الأشخاص بزيارتها.
لم تحصل أبداً على الجنسية الكندية، التي كانت تقول إنها فقدت أوراقها الرسمية الخاصة بها، ولم تحصل على أوراق للحصول على الجنسية الأميركية أيضاً. وقبل وفاتها قامت ماري بيكفورد بترتيبات مع وزارة الجنسية الكندية، للحصول على الجنسية الكندية رسمياً، لأنها كانت ترغب في "الموت ككندية". لم تكن السلطات الكندية متأكدة من أنها فقدت جنسيتها الكندية، كما كانت تقول، لكن تمت الموافقة على طلبها في ما بعد، وأصبحت رسمياً مواطنة كندية.

وفاتها
في 29 أيار/مايو عام 1979، توفيت ماري بيكفورد في مستشفى سانتا مونيكا بكاليفورنيا، بسبب مضاعفات نزيف دماغي عانت منه، وتم دفنها في حديقة الذاكرة بمقبرة حديقة الغابات في غلينديل، كاليفورنيا.