المؤلف الغنائي طوني أبي كرم ترك بصمة في عالم الفن اللبناني ورغم تعامله مع أهم الفنانين اللبنانيين، مثل راغب علامة، نجوى كرم، إليسا وغيرهم، ولكنه يؤمن أن الفرصة سانحة لجيل الشباب وللوجوه غير المعروفة في أن تشق طريقها، على الرغم من أنه شاق في زحمة الوسط الفني، ولكن لكل جيل زمنه.


وفي الجزء الثاني من لقائنا مع طوني أبي كرم أبدى رأيه ببرامج المواهب وتحدث عن قلة الوفاء، هذا إضافة إلى العديد من المواضيع التي تحدث عنها في هذا الحوار الصريح من القلب إلى القلب..

سيمون أسمر أطلق العديد من نجوم الصف الأول الذين لا زالوا مستمرين بنجاحهم واحتكرهم وبرر الأمر أن الفنانين ليسوا أوفياء ويمكن أن يتركوه عند أول مفترق ولم نعد نشهد نجوم فئة أولى حالياً، فما رأيك؟
سيمون أسمر له فضل عليهم كلهم لأنه حين أتى بهم من الصفر كانوا صفر، وفي الوسط الفني أساساً لا وجود للوفاء بشكل عام.

أي أنك تؤيد جورج وسوف في هذا الأمر؟
بالطبع وهناك مصالح ولست ضد المصالح، لكن بشرط أن تكون متبادلة، لكن لا أن يأخذ الشخص مني مصلحته ويستفيد مني من ثم يرحل.

عتبت على الفنانة ميريام فارس..
"طلع كورسيه أمها اللي عمل العمايل"، وأنا الذي عملت على ألبومها الأول الذي أطلقها.

هل تظن أنها "حرقت نفسها" عندما حصرت الغناء بالخليجي؟
"لا خليجي ولا غير خليجي"، وحالياً عرفت من أشخاص أنها لم تعد تستطيع أن تغني بشكل مباشر "لايف"، لأن لديها مشكلة في صوتها وثلاثة أرباع فنها استعراض، وأتمنى من الله يقدم لها الصحة.

تعاونت مع نجوى كرم بـ "ودعتو وياهو وتمسكن"، ومع إليسا بـ "آه من هواك ولا تروح"، ومع هيفا وهبي بـ "أقول أهواك"، أيضاً مع راغب علامة..من منهم يمكن أن نشهد لك تعاوناً مستقبلياً معهم؟
مع راغب لدي تعاون دائم وآخر أغنيتين قمت بهما "تركني لحالي" و "ردلي كلماتي"، وهيفا بنت أصل فعلاً في أكثر من ظرف أظهرت ذلك، فأية حركة صغيرة تكون معبرة وفيها رسالة معينة، وأنا منفتح على التعامل مع الجميع والأغاني عنديموجودة وكلهم يعرفون عملي، ومن يحب أن يغني من أعمالي "أهلاً وسهلاً".

هل شركات الإنتاج تفرض على الفنانين شعراء وملحنين معينين؟
أين هي شركات الإنتاج؟

لم تعد هناك شركات، أغلب الفنانين ينتجون لحسابهم، الإنتاج لم يعد يربّح أصبح يخسّر فعندما تطرح الشركة ألبوماً لفنان، في اليوم التالي يجدون أنه يباع على الرصيف.

هل أنت مع سياسة الأغنية المنفردة؟
كلهم يتبعون هذا النمط، والتطبيقات الموسيقية فهذا هو العالم المقبلون عليه.

هل هناك تحضيرات جديدة لراغب علامة؟
هناك جلسات دائمة بيننا، ودائماً بجعبته عدد كبير من الأغاني ويحتار أيها يطرحها، بين الخليجية والمصرية واللبنانية، وراغب صديقي ورفيق عمري ولنا أكثر من 35 أغنية معاً، وعلاقتي براغب ليست متعلقة فقط بمسألة الأغنيات، وليس مجبراً أن يغني من أعمالي لأننا صديقان.

هل فكرت أن تؤلف أغنية لفنان خليجي؟
إذا أراد أن يغني باللبناني لم لا.

لا تفكر أن تعمل أغنية بلهجة ثانية؟
نعم، لكن أنا أركز على اللهجة اللبنانية، وإذا كنت أريد أن أؤلف أغنية باللهجة المصرية، سأقف في الصف الخلفي وراء عدد كبير من الشعراء، لكن هنا الحمد لله ما زلت بين الأوائل وأحافظ على موقعي كلبناني، لكن عندي المصري فعندما ألّفت أغنية "أنا والشوق"، وهي بلهجة محيرة بين المصري والعربي، قال لي شاعر مصري: "انت خشيت علينا في المصري اللي ما نعرفش نكتبو" أي كتبت مصري بطريقتنا اللبنانية.

ماذا عن اللهجة البدوية؟
أنا من أتيت بهذه اللهجة إلى البلد في عام 1996 إذ لم تكن هناك اللهجة البيضاء، وكلهم كانوا يغنون باللبناني فقط، عندما عملت لـ رامي عياش "رائع"، ولعاصي الحلاني "امسح دموعك، وجافتني وبتروح تهجر من غير سبب".

ما رأيك ببرامج الهواة؟
أتفاجأ حين يصرخ أحد المدربين ويقول "آه"، والمتسابق ينشّز، لا أدري ما هذه المسرحيات، وأنا رأيي أن هذه البرامج صُنعت كي تنجح البرامج وليست كي تنجح المواهب، وفي إحدى الحلقات لن أسمي من، هناك واحدة من أعضاء لجنة الحكم التي قالت لأحد المشتركين "برافو عليك نجحتلنا البرنامج"، وهذه الجملة كانت غلطة عمرها، لأنها كأنها تقول "إننا أتينا بك "حجر داما" لتنجح لنا البرنامج وليس كي تنجح أنت".

ماذا عن رأيك ببرنامج "ذا فويس كيدز" تحديداً؟
أتابعه حين أكون في المنزل.

ما رأيك بالفائز؟
هناك صبي كان يجب أن يفوز وإسمه محمد إبراهيم ضمن فريق عاصي الحلاني، وهو كان أشطر منهم كلهم، وكان يستأهل الفوز.

وماذا عن المشتركة هايدي محمد ؟
صوتها جميل، لكن محمد كان صوته من أجمل الأصوات.

هل هناك "واسطة"؟
لا أريد أن أتحدث بالأمر.

هل أنت متمسك بالبقاء في لبنان؟
بالتأكيد سأبقى في لبنان، ونحن لبنانيون ولا نستطيع أن نترك، والمهاجر ترك بلده، حين تكون سعيداً تستغل بلدك وحين يكون بلدك بأزمة تتركه، هل أنت بذلك مواطن صالح؟

برأيك هل يجب أن يضحي اللبناني؟
إما أن يكون عنده مرجع وهو وطنه، أو يكون بلا مرجع وبلا أصل.

هل فكرت بالتعاون مع جورج وسوف؟
إجتمعت بجورج وسوف ولم يحدث بيننا تعاوناً، فالنمط الذي أكتبه مختلف وهو يتبع النمط المصري وأحترم كل شيء يقوم به، وهو يقدم أعمالاً رائعة فهو فنان عظيم، ويمكن أن لا نتلاقى في مكانٍ ما وقد تجمعنا الصدفة، لا أحد يستطيع أن يجزم.

أشكرك كثيراً..
ولك أيضاً حنان الشكر وتحياتي القلبية لـ هلا المر.