هو مؤلف غنائي مبدع، انتهج خطاً خاصاً به، قدم العديد من الأغنيات الضاربة لأشهر فناني لبنان، بينهم نجوى كرم، عاصي الحلاني، ميريام فارس، راغب علامة الذي تعاون معه في عدد كبير من الأغنيات، لا تستهويه سوى اللهجة اللبنانية وهو أول من أدخل اللهجة البدوية المسماة بالبيضاء إلى لبنان واشتهر بها.

.شكل معالملحن والموزع وصاحب ستوديو التسجيل بودي نعومثنائياً ناجحاً، كما أثار الجدل بصراحته وكشفه لكل الحقائق عن مآخذه على بعض من أطلقهم في عالم الشهرة، إنه الشاعر والمؤلف الغنائي المتميّز طوني أبي كرم الذي أجرينا معه في موقع الفن هذا الحوار..

أرحب بك في موقع الفن .. أخبرني بداية عن تحضيراتك الجديدة
حالياً، طالت الأزمة الاقتصادية الانتاج الفني، والفنانون لا يستطيعون أن يسحبوا أموالهم من المصارف ليدفعوا، وتوقفت معظم الأعمال أول الثورة، لكن هناك أعمال مجهزة قبل انطلاقها ولا أحد يتجرأ أن يطرحها، لكننا لا نوقف العمل بالمبدأ، الفن كله توقف قبل الثورة ويبدأ بعد انتهاء الأزمة، ولدي تحضيرات لإطلاق فنانين جدد، هم شابان وشابتان لديهم أصوات وأشكال جميلة بأفكار جديدة، لأن أغلب الأغنيات في السوق نعي وبكاء، و"عاملين تكويعة" أي قمنا بتغيير أنا وبودي نعوم مهم جداً، ونحضر إلى حين يسمح الوضع ثم سنعلن عنهم.
مزاجنا حالياً ليس مرتاحاً، والأجواء المحيطة بنا سلبية ونجرب قدر المستطاع أن نظل مستمرين في عطائنا الفني.

هل تتابع الأخبار بشكل دائم؟
الأخبار مشكلة، وحتى إذا لم نتابعها على التلفزيون، تصلنا عبر الهاتف، وأنا توقعت كل ما حدث مسبقاً، وقبل الثورة قلت إننا سنحلم بالدولار ووصلنا إلى هذه الحالة.
وأتوقع أنه خلال شهر كحد أقصى ستبقى العائلة كلها في المنزل وسيذهب شخص واحد ليتبضع للعائلة، وعندما يطلب من المواطن اللبناني أن يقوم بحجر منزلي في حال شك بأعراض مرضية، لا يلتزم ويذهب ويختلط بالناس ويتسبب بانتقال العدوى، وتخايلي أن هناك أشخاصاً كانوا رغم كل التحذيرات لا يزالون يدخنون النرجيلة في المقاهي، وحتى البطريرك طلب أن لا تكون المناولة عن طريق اليد لأن يد الخوري تنتقل من فم هذا إلى ذلكفإذا كان هناك فيروس ينتقل، واحتجوا، هل يرغبون أن يموتوا؟ الشعب اللبناني غريب عجيب، ويعتبر الأمر مزحة، لكن حالياً فرض الطوارئ الصحية أجبر الناس عن الالتزام بالبقاء في بيوتهم.

كنت قد ذكرت في مقابلة لموقعنا أن في جعبتك أغنيتين للفنانة الراحلة صباح وتنوي طرحهما؟ أين أصبحتا؟
الأغنيتان هما آخر أغنيتين غنتهما صباح ولم نطرحهما، لأننا لم نعرف بعد من هم ورثة صباح.
لكن لديها ابنها صباح نجيب شماس وابنتها هويدا.

هل حاولتم التواصل معهما؟
إحسان المنذر على ما أعتقد تواصل معهما، لكنه لم يصل إلى نتيجة.

هل أنت والمايسترو والملحن إحسان المنذر مستعدان أن تطرحا الاغنيتين؟
الأغنيتان موجودتان عند إحسان في الستوديو ، وإذا لم يقرر أن يطرحهما سيبقيان لديه في الستوديو، ومن الممكن إذا عرضت شركة إنتاج أن تتكفل بإنتاجهما قد يتم طرحهما.

هل من الممكن أن تستعينوا بفنانة وتقوموا بوضع صوت صباح مع صوت الفنانة وتطرح الاغنيتان بهذه الطريقة؟
لكن أين هي هذه الفنانة وستبدو الأمور وكأننا نستجدي، وسنقع في دوامة بين من ترغب وبين من لا تريد الغناء، ولكن إذا ما حدث هذا الأمر يكون "خبطة"، إذا بدأت صباح ثم يظهر صوت فنانة أخرى، ونعيد أنا وبودي نعومتوزيعها كي تكون ملائمة لهذا الزمن.

عندما عملت أغنية للميدل إيست بعيدها السبعين وغناها عاصي الحلاني لقبت الشركة بـ رمز لبنان، هل في ظل الوضع القائم وفي ظل تمنّع بيع الشركة لتذاكر السفر إلا عن طريق مكاتب السفر خطوة تؤيدها؟
من الآخر، أنا ومحمد الحوت صديقان، والقصة كلها من مصرف لبنان، لأنه كان يبيع التذكرة على سعر الصرف الحالي للدولار 1507، وعندما غيّر مصرف لبنان قراره هذا ما حدث وهو صحيح مدير عام الميدل إيست، لكن القرار يعود لمصرف لبنان.

تسمي نفسك مؤلفاً غنائياً لكن هناك أشخاص آخرون يؤلفون ويلحنون أمثال مروان خوري وسليم عساف وزياد برجي وطوني كيوان..هل هذه التسمية تنطبق عليهم كذلك؟
يستطيعون أن يسموا أنفسهم هكذا هم يؤلفون ويغنون، أنا أؤلف ولا أغني.

هل من الممكن أن تغني؟ هل تمتلك صوتاً جميلاً؟
لا صوتي ليس جميلاً، لكن يمكن أن أوصل فكرة الأغنية، لكن أن أغني كي أطرح في السوق، فهذه الخطوة لا أقوم بها.

ما رأيك بمواضيع أغنيات محمد إسكندر؟
هذا نمط يتبعونه، وفارس إسكندر يقول لوالده لدي هذه الفكرة لما لا تغنيها، ويمكن إذا أتى شخص آخر وطلب منه الأمر نفسه لن يقبل، ولكن لأن فارس ابنه ومدير أعماله، وليس خطأ وكل فنان لديه من المعجبين ونمطه الذي يحبه الناس.

حالياً هناك موجة أغاني المهرجانات المصرية مثل أغنيات محمد رمضان وأغاني حسن شاكوش وعمر كمال..ما رأيك بها؟
هذا الـStreet style الخاص بمصر، وفي لبنان إذا حاولنا أن نطلق هكذا نمط أغنيات وهذه الأغاني بالكلام اللبناني لا تنجح فالكلام اللبناني "تقيل"، "هل يمكن أن نقول لفتاة لبنانية "إنتِ سكر ومتل القشطة"؟ فقد ترمي حينها الشخص بالحذاء.

ولكن لدينا في لبنان أغنيات كثيرة فيها كلام غزل ومفردات مثل "يقبرني" و"يسلملي"..
"بتقطع" من الممكن أن تمر، لكن المفردات المستخدمة في أغاني المهرجانات المصرية ليست لنا، "سكر محلي على كريما" لا "تستطيعين أن تقوليها باللبناني، بينما بالمصري يقولون إنت "يا قشطة يا عسل".

هل ستستمر موجة المهرجانات برأيك؟
هذه موجة شعبية ممكن أن تتغير وتتطور، وبدأت بأغنية "تلات دقات".

هل أنت مع منع فناني المهرجانات من الغناء؟
أنا ضد استعمال الكلمات البذيئة مثل الخمور والحشيش، وهي ممكن أن تنجح من دون هذه الكلمات ومن الممكن أن تكون هذه الكلمات نجّحت أغنية "بنت الجيران".

الملحن سليم سلامة استغرب كيف تم استقبال عمر كمال كبطل قومي..
اللبنانيون هم هكذا يأتون بـ "صرصور الصنوبر بيعملوه زلمي" بما معناه أنهم يعطون قيمة لأيٍ كان، لكن هناك نوعيات من الناس التي تحب هكذا أغنيات، وأنبّه أن مقولة "كل الناس أحسن منا كذبة كبيرة.."