زكريا عرداتي ممثل لبناني ذاع صيته بشكل كبير بعد انضمامه لفرقة "أبو سليم"، وإشتهر بصوته الرخيم وأدواره القوية والمركبة، كما عرفه الناس بدور الشاويش جميل الذي دائماً كان يضبط "فهمان" أو محمود مبسوط في مسلسلات فرقة "أبو سليم" بالجرم المشهود عند مكائده الاحتيالية، وهو اسم يتذكره عالم الفن فلقد أغنى الكوميديا اللبنانية بالمواقف الضاحكة والمميزة، والتي تختزن شخصية فكاهية وفكرة ذكية، بعيدة عن النكات المبتذلة.


هو واحد من الذين منحوا حياتهم للفن وأعطوا كل ما عندهم من طاقات وقدرات، تعبوا، سهروا، وتحملوا الكثير من الأعباء والمشقات، كان طريقه صعباً وأدواته أكثر تعقيداً مما هي عليه اليوم مع تطور وسائل الاتصال والتواصل، ومع الفورة الإعلامية ووفرة الوسائل.

نبذة
لم يكن سهلاً على إبن طرابلس أن يخوض غمار مهنة كان عرابها تلفزيون لبنان، إذ كان المنبر المرئي الوحيد في لبنان لظهور أعمال الممثلين.
هو أحد رواد الزمن الجميل، برزت عفويته وتمكنه من أداء الشخصية التي يلعبها بشكل كبير، فكان يضحكنا في أدواره الكوميدية، وحين يتطلب منه الأمر أن يكون جدياً فإنه يتحول بشكل جذري، ليتحكم بملامح وجهه الجادة ويطيعها لخدمة النص الدرامي.
لـ زكريا عرداتي مكانته في الوجدان والذاكرة، كما العديد غيره من الممثلين اللبنانيين الذين مهدوا الطريق للجيل الجديد، فكانوا مدرسة في الاحتراف والتفاني، وعلى نتاجاتهم تربت أجيال وأجيال.


معلومات عامة
زكريا عرداتي وإسمه الحقيقي محمد شوكت العرداتي، هو ممثل لبناني من مواليد طرابلس عام 1939، عمل في طفولته في مزارع والده كما عمل بالنجارة، وعندما بلغ الـ 12 عاماً إنضم إلى فرقة كشافة الجراح.
إلتحق في عمر صغير بفرقة صلاح تيزاني (أبو سليم الطبل) عام 1951، التي قدمت العديد من المسرحيات والتمثيليات والاسكتشات في المقاهي الشعبية ودور السينما، وعلى خشبات المسارح في بعض الأندية الرياضية والكشفية والمدارس الخاصة في المدينة.

وإنتقلت الفرقة إلى بيروت لتنضم إلى تلفزيون لبنان بعد تأسيسه، وذلك عام 1960، وقدمت عروضاً تقوم على الارتجال الفوري بدون تسجيل مسبق.
زكريا عرداتي من الفنانين اللبنانيين، الذين عانوا كثيراً في سبيل الترفيه عن المشاهدين، سواء في المسرح أو التلفزيون وكذلك عبر الإذاعة، ولاحقاً من خلال الأفلام السينمائية لتقديم "الدراما" للمشاهد.
وقد عُرف زكريا عرداتي بتلك الشخصية التي اعتاد عليها جمهور المشاهدين، في أغلب أدواره التلفزيونية، وبخاصة خلال التمثيليات التي تقدمها فرقة "أبو سليم"، وهي شخصية الشرطي أو الدركي، الذي يتدخل ليضع حداً لمكائد زميله فهمان، الذي عرف بأدوار "الشطارة" والإحتيال.

أعماله
شارك زكريا عرداتي، على امتداد حياته الفنية، في أكثر من 2200 حلقة تلفزيونية، إضافة الى العديد من المسلسلات من بينها : "إمرؤ القيس، جحا الضاحك الباكي، البخلاء، سيارة الجمعية والمليونير المزيّف وبربر آغا، صائمون ، ولكن عام 2005، نادي اللغة العربية عام 1998، سمع وأطاع عام 1997، وأضحك وأبكي عام 1997، السهام الجارحة عام 1995، أبو سليم في المسامير عام 1999 (بدور جميل)، وكل يوم حكاية، إضافة الى عشرات المسلسلات لفرقة "أبو سليم".
وقد شارك زكريا عرداتي أيضاً في برامج ومسلسلات قائمة على استخدام اللغة العربية الفصحى، وكانت له إسهامات في بعض أعمال الرحابنة، ونال العديد من الجوائز والدروع التكريمية والتقديرية.
"شارك في فرقة أبو سليم أو صلاح تيزاني، وكانت أول أعماله المسرحية "العدل أساس الملك،
أما أول أعماله التلفزيونية فكان "المسافر"، وشارك فيه بدور "جميل"، وهو الإسم الذي ظل مشهوراً به حتى وفاته في طرابلس يوم 19 كانون الأول/ديسمبر عام 2006، ونعته نقابة ممثلي المسرح والإذاعة والتلفزيون.