تعيش الممثلة المصرية بسمة إنتعاشة فنية على مستوى السينما، فلقد عادت بعد غياب طويل إلى الظهور مجدداً، ويُعرض لها حالياً فيلم "بعلم الوصول" للمخرج هشام صقر، ويدور حول امرأة تعاني من الضغوط التي تحملتها كونها أمّاً، باﻹضافة إلى اعتلال صحتها العقلية، وحزنها على فراق والدها، وسجن زوجها والذي تحاول إخراجه من السجن، وفي يوم تعثر على رسالة تلقي الضوء على منظور جديد ﻷفكارها.


كما يعرض لها أيضاً فيلم "رأس السنة"، بطولة إياد نصار وأحمد مالك وتدور أحداثه خلال ليلة رأس السنة لعام 2009 في البحر اﻷحمر، بين عالم اﻷثرياء داخل أحد المنتجعات القريبة من مدينة الغردقة، حيث يتعرض أبطال العمل للعديد من المواقف والأزمات الصعبة عندما يجتمعون معًا.
موقع "الفن" حاور بسمة التي كشفت لنا عن كواليس مشاركتها في العملين، والمصاعب التي مرت بها، وهل أثّر غيابها عن الساحة الفنية على أدائها التمثيلي أو لا.

ما السبب الذي حمسك للمشاركة في فيلم "بعلم الوصول"؟
الشخصية التي أجسدها، فأنا أقوم بدور سيدة تعاني من الاكتئاب، وأحببت أن أناقش هذه القضية لأن هناك مراحل مختلفة من الاكتئاب، حتى أن بعض الاشخاص تكون لديهم ميول انتحارية، والشخصية التي أجسدها حالة من الاشخاص التي لديها هذه الميول الانتحارية، لكنها لا تريد الموت لأنها دائماً ما تنبّه زوجها قبل محاولتها الانتحار كي ينقذها .

الشخصية صعبة فكيف تم التحضير لها؟
درست كثيراً قصة وتاريخ الشخصية التي أجسدها وراعيت البعد الإقتصادي والإجتماعي، وكل التفاصيل التي مرت بها في حياتها، بالإضافة إلى قراءة مجموعة كتب لها علاقة بلحظة الاقتراب من الموت.. فلقد كان هناك مشهد في بداية الفيلم نرى فيه هالة تذهب في غيبوبة الموت، فتدربت على حالات الهلع والإضطرابات التي تمر بها الشخصية، واستعنت بأطباء نفسيين، وجلست مع أشخاص مروا بحالات مشابهة.

دور كهذا ألم يستمر معكِ قليلاً بعد إنتهاء التصوير؟
حاولت بقدر الإمكان ألا يحدث هذا، وخففت عن نفسي حتى لا أغرق في شعور الاكتئاب، وكنت أضحك مع أصدقائي في موقع التصوير حتى أتخلص من هذا الشعور.

الشخصية كانت تذهب لطبيب نفسي بسبب الإكتئاب..هل حدث ذلك مع بسمة في إحدى مراحل حياتها؟
لم يكن لدي الشجاعة للذهاب لطبيب نفسي ومن الطبيعي أنني مررت بمرحلة إكتئاب، وبعد الانتهاء من العملتشجعت أن أذهب لطبيب نفسي وشعرت أنها خطوة مهمة في حياتي، والفيلم نبهني لما قد يحدث بسبب الإكتئاب.

على الرغم من أن إنتاج الفيلم ليس كبيراً أوأنه ينتمي إلى السينما المستقلة..إلا أنك أصريتِ على التواجد في العمل؟
أنا أحب التمثيل وأشبه فتاة تنتظر لقاء حبيبها، وأجواء الفيلم كانت مختلفة على الرغم من أن إنتاجه محدود وكنا نعمل بأقل عدد ممكن، إلا أننا أحببنا التجربة وكنا كأسرة واحدة، وكنا مستمتعين وصورنا في أماكن حقيقية وهذا أعطانا روحاً أكثر من موقع التصوير.

يعرض لك حالياً فيلم "رأس السنة".. حدثينا عن شخصية رانيا التي تقدمينها؟
رانيا إمرأة ثرية، لا تحب الإستماع إلى الآراء السلبية، وتهتم بأن لا يحكم عليها أحد قبل أن يتحدث معها، وتريد من الناس أن تراها بالصورة التي هي عليها، وهي إمرأة تشبه الكثير من الأشخاص في المجتمع.

وماذا عن صعوبات العمل؟
العمل كله كان صعباً، ولكن أبرز المشاهد الثقيلة هو مشهد المواجهة بين "رانيا" وشقيقها "شريف".

هل أنتِ مع تصنيف الفيلم للكبار فقط؟
بالفعل أنا مع التصنيف العمري، وهذا أمر موجود في العالم كله، وأحرص على أن تشاهد إبنتي أعمالاً تناسب عمرها، والتصنيف مهم فهو يجعل الجمهور يعرف هل العمل مناسب له أو لا، وهل هو مناسب لأطفاله أو يرى عملاً آخر.

ما رأيك في مصطلح سينما المرأة؟
بدأ يظهر على الساحة في السنوات الأخيرة، ويسلط الضوء على كل ما يتعلق بالمرأة، إلى جانب هذا فمجتمعاتنا ذكورية، وأنا أميل إلى سينما الإنسان سواء ذكر أو أنثى.

بعد مشاركتك بدور في المسلسل الأميركي "Tyrant" لماذا لم تكملي مسيرتك الفنية هناك؟
أحببت أن أستقر في مصر مع إبنتي لأن العمل في أميركا ليس سهلاً، وابنتي تحتاج إلى رعاية بعد الانتظام في دراستها، والتواجد هناك يجعلني أسافر كثيراً لأن التصوير لا يعتمد على مكان واحد.

ما رأيك بوضع السينما حالياً؟
متفائلة جداً بها، ومستوى الأفلام في تحسن، وأصبح لدينا نضج كبير في الموضوعات التي نناقشها في الأفلام، وهذا يغير من الانسان وأفكاره ويطور منه ومن الصناعة أيضاً.

هل التركيز في تواجدك السينمائي مخطط له؟
نهائياً الأمر جاء صدفة تماماً، ولم أخطط له، فالأدوار عُرضت علي وأعجبت بها كثيراً لذلك شاركت في الافلام، وأنا أبحث عن أدوار مختلفة وتضيف لي.

هل أثرت فترة غيابك الطويلة على أدائك؟
لم يتأثر أدائي بل إزدادت خبرتي وتعلمت أشياء لم أكن أعلمها من قبل، وعندما عدت شعرت أنني أمثّل بطريقة مختلفة عما سبق.