برز الممثل اللبناني وسام فارس بشكل كبير على الشاشة، إن كان محلياً أو إقليمياً، فقد برع في أدوار الشر وأتقن الأدوار الرومانسية، فأقنع المشاهد وبات الأخير ينتظره من عمل لآخر.

وكان لموقع الفن حديث ممتع معه للتكلم عن تجربته في مسلسل "العودة"، الذي يحقق نجاحاً لافتاً، إضافة إلى مشاريعه المستقبلية ومواضيع مختلفة.

برأيك لماذا نجح مسلسل "العودة" في أن يبرز على المحطات العربية خصوصاً أنه عمل لبناني ومع العلم أن الأعمال العربية المشتركة هي التي تحصد النجاح الأكبر؟
فعلياً لم نر من قبل مسلسلات لبنانية كثيرة عُرضت على قنوات عربية، لكن عندما يحصل الأمر تحقق هذه الأعمال نجاحاً لافتاً، وحتى في بعض الأحيان يُعرض المسلسل على محطة محلية لكنه يحصد رواجاً خارج لبنان، مثلاً مسلسل "ثورة الفلاحين" ومسلسل "الشقيقتان" وغيرهما.
أما بالنسبة لـ "العودة"، فالنجاح يعود للخلطة التي قامت بها شركة ايغل فيلمز ومحطة الـ MBC من حيث أن فريق العمل والممثلين هم من الشباب، بداية مع المخرج الشاب إيلي السمعان والكاتب رائد بو عجرم وطارق سويد الذي قام بالمعالجة الدرامية، وحتى مع الممثلين الذين كان أغلبهم من الشباب، فذلك لعب دوراً أساسياً في جذب المشاهدين.

ماذا أضاف لك هذا العمل بحسب أصداء الجمهور؟
عندما يشارك الممثل في عمل ضخم يعرض على شريحة كبيرة من المشاهدين، فهذا وحده يكون كفيلاً للانتشار، غير أن العمل مع المخرج ايلي السمعان كان ممتعاً للغاية وتترجم ذلك على الشاشة، علماً أنه التعاون الاول بيننا، لكن بمجرد أن عرفت أن شركة إيغل فيلمز هي الشركة المنتجة بالتعاون مع محطة MBC ، عندها كنت على ثقة أن المشروع سينجح وسيكون عملاً مميزاً، وبعدها تعرفت على ايلي وكان ظني بمحله وأصبح الموضوع جلياً، خصوصاً أن المشاهدين ينتظرون على أحر من الجمر لمعرفة هوية القاتل.

أما بالنسبة لي فقد ظهرت بشكل مختلف للجمهور بعد أن قدمت عدة مرات أدوار الشر، وفي مسلسل "بالقلب" الذي قدمته إلى جانب الممثلة سارة أبي كنعان، لعبت فيه دور الرومانسي وفرحت به والآن فرحت كيف تعلق المشاهدون بشخصية طارق.

شعرنا أنك فعلاً استمتعت بالعمل مع المخرج إيلي السمعان فهل ستتعاونان مجدداً أو هل أردت ان تلمح إلى عمل جديد يجمعكما عبر الصورة التي نشرتها وقلت فيها انك التقت الصورة معه لتكرار التجربة؟
لا كان تعليقي مجرد مزحة، لكن أتمنى أن أعمل مجدداً معه لأن التعامل معه ممتع للغاية، فأنت تعلمين عندما تتعاونين مع شخص لأول مرة لا يكون هناك ثقة تامة من الطرفين، إلى أن يكتشفا قدرات بعضهما، لذلك اتوقع في حال تعاونا في مشروع جديد أن يكون العمل أجمل.

أنت شاركت في مسلسلات لبنانية بحت وفي مسلسلات عربية مشتركة هل شعرت بفرق بينهما؟
أنا لا أفهم لماذا يجب أن يؤخذ الموضوع الفني ضمن اقسام وبلدان، فبالنسبة لي الفن هو فن فأنا قبل أن امثل في مسلسلات كنت أمثل في أفلام، وتعاونت مع شركات إنتاج ألمانية وفرنسية ـ لبنانية ومغربية كندية وغيرها... لا افكر بالجنسية حين أعمل لكنني أكيد أفرح حين يكون هناك أعمال من إنتاج بلدي، لكن ذلك ليس معياراً لقبولي لأي دور، فإما أن يجذبني الدور والنص وأن يكون هناك كيمياء بيني وبين الممثلين والمخرجين الاخرين أو لا، بغض النظر عن الجنسية.
وأتضايق حين يكون موضوع جنسية الممثلين مطروحاً للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، فإما أن يكون الممثل موهوباً أو لا يكون، وكل شخص سيأخذ حقه.

على أي أساس تختار الدور؟
في العادة أحب أن أجسد الأدوار الشريرة التي تتطلب عصباً في الأداء، لكن بعد "الهيبة" لم أرد أن أكرر نفسي، ولم أعد أريد أن أجسد دوراً مشابهاً له في الوقت الحالي.

هل تعتقد أن مسلسل "الديفا" لسيرين عبد النور ظُلِم لأنه عُرض على تطبيق إلكتروني؟
أبدا بالعكس، والأعمال التمثيلية متوجهة إلى هذا الاتجاه، ومسلسل "الديفا" حصد نجاحاً كبيراً، وجسدت شخصيتي في هذا العمل لأنها مختلفة عن ما قدمته سابقاً، لكنّ المشاهدين أحبوا الشخصية أما الامر الغريب كان للجمهور هو مدة الحلقة القصيرة نسبياً.

بيعداً عن التمثيل كيف تصف دورك كأب لطفلة صغيرة؟
أكثر اللحظات التي اشعر فيها بالسعادة، عندما أكون مع ابنتي.


أخبرنا عن علاقتكما..
أتعلم منها كثيراً أكثر مما هي تتعلم مني، وإكتشفت مؤخراً أن شخصيتها قريبة جداً من شخصيتي وأنا شخص يفكر كثيراً ويحلل الامور، وهي مثلي لذا تعلمت كيف أتعامل معها وأن أصبر.

هل تنصحها في دخول مجال التمثيل؟
صراحة لا أنصحها بأي شيء، فأنا سأدعمها في أي مجال تريد أن تخوضه، ولن أفرض عليها أي شيء.

هل فكرة أنك اصبحت أباً عن عمر صغير أثّرت عليك في مجال التمثيل؟
طبعاً أثّر الامر، فقبل أن أصبح أباً لم تكن لدي مسؤوليات، وفعلياً كنت أستطيع أن أعيش من دون أن اعمل، ولم أكن أكترث إن عملت أو لا. أما الآن فيجب أن أفكر بابنتي، وهناك خوف لأنني يجب أن أؤمن لطفلتي كل ما يلزم، لكني أحاول أن لا يؤثر ذلك على الاداء الذي أقدمه، إلا أن الامر يبقى هاجساً لدي.

كيف ترى تجربتك في مسلسل "دانتيل" إلى جانب سيرين عبد النور وسارة أبي كنعان مرة جديدة؟
أنا سعيد جداً أنني إنضممت الى هذا العمل، فلقد سبق أن تعاونت مع سيرين بأعمال مشتركة إلا أنني لم أكن أجتمع بها بمشاهد مشتركة، وحتى الآن ليس هناك إحتكاك بين شخصيتي وشخصية سيرين، وحتى سارة في العمل.
لكن ما أستطيع أن اقوله لك إنني أتمنى أن أجتمع مرة جديدة مع سارة، بعد تجربتنا في "بالقلب".
أما شخصيتي في العمل هي عن شاب نظرته للعالم تختلف عن باقي الناس، وهو صديق لكل ما للكلمة من معنى، وله أسبابه حتى يفعل ما يفعله، وسيتوضح ذلك في المسلسل.

ما الذي ينقصك من أجل بطولة مطلقة؟
لا ينقصني سوى الفرصة وأنا متأكد انني سأكون على قدر المسؤولية، لأنني أتعب لتقديم الأفضل.

هل هناك مشاريع ما بعد رمضان ومسلسل "دانتيل"؟
هناك أحاديث لمشروع كان سيبدأ العمل عليه في هذه الفترة، لكن تم تأجيله لشهر أيار/مايو وسيكون عملاً ضخماً وسيتم تصويره في تونس.