إرتبط إسمه بالعديد من الأعمال المسرحية والدرامية الهامة، التي جعلته من الكتاب المشهورين، هو المؤلف المصري لينين الرملي صاحب مسرحيتي "وجهة نظر" و"تخاريف والهمجي"، وغيرهما من الأعمال التي حققت نجاحاً كبيراً، وتميّزت أعماله بالنقد الإجتماعي السياسي بطريقة كوميدية ممزوجة بالسخرية.

إلقاء القبض على والده بسبب إسم "لينين"

في الثامن عشر من آب/أغسطس عام 1945 ولد لينين فتحي عبد الله فكري الرملي، والذي عرف بإسم لينين الرملي، في القاهرة، لأسرة تنتمي للفكر الشيوعي وهذا ما جعل والديه يختاران له إسم لينين، تيمناً بالزعيم الروسي فلاديمير لينين.

وقد كشف لينين الرملي في حوار له إن اسمه تسبب في القبض على والده، بسبب رسالة بعثتها زوجته وسألته "كيف حال لينين"، وهذا ما إعتبرته الشرطة وقتها "شفرة"، وما أنقذه من التهمة هي شهادة ميلاد الصغير، وتبين بأن الأمر لا يمت بصلة للسياسة.

وهو في سن صغيرة كان محباً للكتابة، وكان يراسل إحدى المجلات وذلك قبل أن يكمل العشر سنوات، فلقد نشرت أول قصة له في عام 1956، وهذا ما جعله يقرر الإلتحاق بقسم النقد والأدب المسرحي بعد انتهائه من الدراسة الثانوية، وقد تخرج في عام 1970 ليبدأ مشواراً فنياً حافلاً بالأعمال.

رفض تغيير إسمه وفؤاد المهندس رفض التعاون معه في البداية

رفض لينين الرملي تغيير إسمه، على الرغم من الجدل الذي لاحقه طوال الوقت حول ديانته أو الإنتماء السياسي، ولكنه رفض تماماً أن يغير اسمه وهذا ما تسبب في تأخير تعاونه مع النجوم الكبار، وقيل إن الفنان فؤاد المهندس تراجع عن العمل معه، إلا انه وافق بعد أن حقق لينين الرملي شهرة كبيرة، ليتم التعاون بينهما في مسرحية "سك على بناتك" والتي حققت نجاحاً كبيراً.

إتهم محمد صبحي بإقصائه عن الصورة ونسب النجاح لنفسه

شكل لينين الرملي ديو فني مع الممثل محمد صبحي، وقدما معاً العديد من الأعمال الفنية، ومنها "انتهى الدرس يا غبي" في عام 1975، وبعد ذلك بعام قدما سوياً مسرحية "علي بيه مظهر"، وفي عام 1981 قدما "أنت حر"، وفي عام 1985 مسرحية "الهمجي والمهزوز" وفيلم "علي بيه مظهر" في العام نفسه، وفي عام 1989 قدم مع صبحي مسرحية "وجهة نظر وتخاريف"، وفي عام 1991 مسرحية "بالعربي الفصيح" وفيلم "العميل رقم 13"، ولكن بداية الخلاف كانت لخروج صبحي عن النص، الأمر الذي رفضه لينين الرملي، وقررا عدم التعاون مرة أخرى.

وفي حوار أجراه لينين الرملي قبل رحيله بسنوات قليلة، قال إن محمد صبحي تعمد إقصاءه من الصورة وتصدر وحده كل الأعمال والنجاحات، وإنه كان يرى خلال سنوات طويلة التصرفات الغريبة التي يرتكبها، ولكنه لم يستطع التحمل أثناء مسرحية "وجهة نظر"، والتي شهدت الإنفصال الفني بينهما.

أعماله في المسرح

وبعيداً عن محمد صبحي، قدّم لينين الرملي العديد من المسرحيات الناجحة، منها "راسب مع مرتبة الشرف وسك على بناتك وعفريت لكل مواطن والحادثة المجنونة وتكسب يا خيشة وجنون البشر ووداعاً يا بكوات وسعدون المجنون وأهلا يا بكوات وفي بيتنا شبح".

أعماله في السينما والدراما التلفزيونية وتعاون مع عادل إمام

وفي السينما قدم لينين الرملي أفلاماً مهمة، فقام بكتابة السيناريو والحوار الخاص بفيلم البداية، كما قدّم لعادل إمام فيلم "الإرهابي" و"بخيت وعديلة" الجزء الأول والجزء الثاني و"هاللو أمريكا"، وقال في أحد حواراته إنه لم يتعاون مع عادل إمام في المسرح، لأن الأخير كان وقتها يتعاون مع سمير خفاجي والذي لم يكن يحبه، لأنه يرفض أن يكتبه كشريك معه في التأليف في أعماله.

ومن أفلام لينين الرملي أيضاً "النعامة والطاووس والرجل الذي عطس والسيد كاف"، وفي الدراما التلفزيونية قدّم "سعيد تعيس جداً ونهارك نادي وأنظر حولك وابتسم ومبروك جالك ولد وحكاية ميزو".

أزمة صحية قبل وفاته بفترة

في عام 2019 تعرّض لينين الرملي لأزمة صحية، نقل على إثرها إلى المستشفى، فلقد أصيب بتصلب الشرايين لأشهر قبل أن يتوفي في السابع من شباط/فبراير عام 2020، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاماً، وقد حرص نجوم الفن على تقديم واجب العزاء لأسرته، ومنهم محمد صبحي ولبلبة وأشرف زكي وعبد الرحمن أبو زهرة وفردوس عبد الحميد.

وقدّمت الكاتبة فاطمة المعدول، وهي زوجة لينين الرملي ، الشكر لرئاسة الجمهورية، للإهتمام بالحالة الصحية لزوجها.

محمد صبحي يعلن تكريمه بعد وفاته

بعد وفاة لينين الرملي قال محمد صبحي إنه سيعمل على تكريمه، والذي أعلنه في احتفالية 50 سنة مسرح، والتي يقوم صبحي بالإعداد لها وذلك لقيمة لينين الرملي الكبيرة في المسرح، وقال إنه كان شريك نجاح، وواحداً من أهم كتاب المسرح الذين تعاون معهم وكونا ثنائياً ناجحاً.